قال سعد بن معاذ: يا رسول الله! إن وجدت مع امرأتي رجلا أمهله حتى آتي بأربعة؟! والله لأضربنه بالسيف غير مصفح. فقال النبي ﷺ: [أتعجبون من غيرة سعد؟ لأنا أغير منه، والله أغير مني]. غيرة رسول الله ﷺ لم يكن سعد أغير من رسول الله ﷺ الذي تحمل الأذى والمكائد والحصار من أجل إقامة الشرع الذي يكفل للناس كرامتهم ويضمن لهم العفة والطهر ويحيي في قلوبهم الغيرة. جاهد بنفسه وأهله وماله وخرج تاركا أرضه وبلاده ليقيم دين الغيرة وصون العرض، وإذا كانت غيرة سعد قد قصرت على زوجته، فإن غيرة رسول الله ﷺ امتدت إلى الأمة جميعها. رضي أن يعيش حياة الحرمان والزهد والتعب والجهد، من أجل أن ينعم الناس جميعهم في حياة مليئة بالأمن والطمأنينة على أموالهم وأعراضهم. فقد كان من أعظم ما يهم المرء في ذلك الحين عرضه من زوج وبنت وأخت وأم، وكم كان يخاف عليهن من السبي والإذلال والفجور. فجاءت دعوة رسول الله ﷺ فحفظت وصانت أعراض الناس، فعاش الناس لايخافون إلا الله، وأمنت النساء خديعة وظلم المجرمين. درء استشكال في حديث غيرة سعد. غيرة الله عز وجل أليس رسول الله ﷺ هو أغير الجميع؟ هذا والله سبحانه أغير من رسول الله ﷺ، ولأجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن. ومن غيرته سبحانه أنه أرسل الرسل وأيدهم ليدعوا الناس إلى دين العفة والطهر والأخلاق الفاضلة، وتوعد من ارتكب شيئا من المنكرات بالعقوبة في الدنيا والآخرة.
أتعجبون من غيرة سعد د. صغير بن محمد الصغير أمّا بعد: فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل وخشيته وطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ ﴿ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَائِزُون ﴾ [النور: 52].
عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- مرفوعاً: قال سعدُ بنُ عُبَادة -رضي الله عنه-: لو رأيتُ رجلًا مع امرأتي لَضربتُه بالسيف غير مُصْفِح عنه، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «أتعجبون من غَيْرة سعد، فوالله لأنا أغير منه، واللهُ أغير مني، من أجل غَيْرة الله حَرَّم الفواحش، ما ظهر منها، وما بطن، ولا شخص أغير من الله، ولا شخص أحبّ إليه العُذر من الله، من أجل ذلك بعث الله المرسلين، مُبشِّرين ومنذِرين، ولا شخص أحبّ إليه المِدحةَ من الله، من أجل ذلك وعد الله الجنة». شرح حديث أتعجبون من غَيْرة سعد. [ صحيح. ] - [متفق عليه. ] الشرح قال سعدُ بنُ عُبَادة: لو رأيتُ رجلًا مع امرأتي لَضربتُه بحد السيف لا بعرضه، يعني: لقتلته بدون توقف، وقد أقره رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك، وأخبر أنه أغير من سعد، وأن الله أغير منه، وغيرة الله تعالى من جنس صفاته التي يختص بها، فهي ليست مماثلة لغيرة المخلوق، بل هي صفة تليق بعظمته، مثل الغضب، والرضا، ونحو ذلك من خصائصه التي لا يشاركه الخلق فيها، ومعنى الشخص في اللغة: ما شخص، وارتفع، وظهر، والله تعالى أظهر من كل شيء، وأعظم، وأكبر، وليس في إطلاقه على الله تعالى محذور، على أصل أهل السنة الذين يتقيدون بما قاله الله ورسوله.
تراهم يسعون في هدم الغيرة من قلوب المؤمنين، والدعوة إلى تحرير المرأة من حجابها، وإخراجها من بيتها، وتحريرها من قوامة الرجل عليها. ويدعون إلى اختلاطها بالرجال في التعليم والعمل لعلمهم أنها إذا نزعت حجابها وخرجت من بيتها وتولت القوامة على نفسها وخالطت الرجال في التعليم والعمل، فإن ذلك يقتل الغيرة في نفوس الأمة. وإذا ماتت الغيرة في الأمة انتشرت الفواحش والآثام والظلم والخداع، فالغيرة هي الجدار المتين أمام كل رذيلة وفساد. إسلام ويب - فتح الباري شرح صحيح البخاري - كتاب النكاح - باب الغيرة- الجزء رقم3. وإن الرجل الذي يغار هو الحصن الذي ترتع فيه محارمة آمنات مطمئنات بعيدات عن كل اعتداء آثم وظلم وخداع كل خبيث متستر بالحب والإخلاص. وصدق ربنا حين يقول: ﴿وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا﴾. قد ترغب في معرفة أحب الأعمال إلى الله الديوث انظروا إلى الكفرة، والكفر والدياثة صنوان، ولذا قال رسول الله ﷺ: [لايدخل الجنة ديوث]، أي الذي لايغار على عرضه. انظروا كيف لا يغارون على أعراضهم؟ يرضى أحدهم لزوجته أن يستمتع بها أي صاحب أو غير صاحب! لتعلموا أن المرء إذا عدم الغيرة على نسائه فالبهائم خير منه، فإن بعضها تقاتل دون إناثها إذا تعرض لها معتد.
[8] تعظيم قدر الصلاة له (1/ 469). [9] طوق الحمامة له (ص279). [10] صحيح، أخرجه النسائي(9177)، وصححه الألباني في الصحيحة (430 و1116). [11] أخرجه البخاري (5232)، ومسلم (2172). [12] مجموع الفتاوى (32/ 141). [13] صحيح، أخرجه النسائي(2562)، وصححه الألباني في الصحيحة (674). [14] من خطبة للشيخ ابن حميد في المسجد الحرام [15] صحيح، أخرجه أحمد (22211)، وصححه الألباني في الصحيحة (370).
وفي الصحيحَيْن أيضًا: من حديث سهل بن سعد: أن رجلًا اطلع في جحر في باب النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي يد النبي - صلى الله عليه وسلم - مدرًى يحك به رأسه، فلما رآه، قال: ((لو أعلم أنك تنظرني، لطعنت به في عينك، إنما جُعِل الإذن من أجل البصر)). وفيهما أيضًا: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لو أن امرأً اطلع عليك بغير إذن فخذفته بحصاة، ففقأت عينه، لم يكن عليك جناح)). وفيهما أيضًا: ((مَن اطلع في بيت قوم بغير إذنهم، ففقؤوا عينه، فلا دية له، ولا قصاص)). وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - وقال: ليس هذا من باب دفع الصائل، بل من باب عقوبة المعتدي المؤذي، وعلى هذا فيجوز له فيما بينه وبين الله - تعالى - قتل مَن اعتدى على حريمه، سواء كان محصنًا أو غير محصن، معروفًا بذلك، أو غير معروف، كما دل عليه كلام الأصحاب، وفتاوى الصحابة". وقال في " زاد المعاد في هَدْي خير العباد " (5/ 365): "فإن قيل: فما تقولون في الحديث المتفق على صحَّتِه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن سعد بن عبادة - رضي الله عنه - قال: يا رسول الله، أرأيت الرجل يجد مع امرأته رجلًا أيقتله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا))، فقال سعد: بلى والذي بعثك بالحق، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اسمعوا إلى ما يقول سيدكم)).
والذي ولد من سلساله النبي محمد عليه السلام، وهذا يعني أن الرق حتى عند النبي إبراهيم مشروع. وعندما جاء الإسلام وأنتشر بين القبائل والجزر لم يحرم الرق وامتلاك الجواري والعبيد، لكن وضع الإسلام بعض القوانين والحدود التي يجب أن يسير عليها نظام الرق. تحريم وطء الجارية المشتركة - الشبكة الإسلامية - طريق الإسلام. فحرم أن تكون الجواري مشاع لأكثر من رجل وأن يطئها أكثر من شخص، كما أن الجارية أصبح لها حقوق وضعها الإسلام لها واجب أن ينفذها مالكها. وخلاصة القول إن الإسلام لم يقم بتحريم الرق أو التخلص منه، لكن سن له بعض القوانين التي تديره بتهذيب حسب أداب الإسلام، وجعله أمر شرعي إذا كان له أسباب. ويمكن التعرف على: هل يجوز تقبيل الزوجة من الفم في رمضان؟ أحكام تخص الجارية في الإسلام مقالات قد تعجبك: جاء الإسلام ونظم أمر الرق، ووضع قوانين وحقوق للجواري للحفاظ عليهم ويجب على مملوكهم تنفيذها، وفيما يلي سنذكر بعض الأحكام التي تخص الجواري في الإسلام: لا يجوز أن يقوم رجلان بوطء نفس الجارية، فالرجل الذي يملك الجارية هو فقط من يحق له أن يطأها. يجب أن لا يكون بين الجارية وسيدها أي علاقة تمنع علاقتهم، مثل أن تكون الجارية متزوجة. أو أن تكون الجارية لها قرابة تجعلها من المحارم على مالكها أو أن يكون أحد أقارب المالك قد وطء تلك الجارية من قبل.
2- ليس له حق في إجبار عبده الكافر أن يُسلِم؛ لأنه لا إكراه في الدين. 3- ليس له حق أن يزوج عبده بمن لا يرضاها، أو يجبره على تطليق زوجته. 4- ليس له حق أن يمنع عبده الذمي - اليهودي والنصراني - من شرب الخمر، أو أكل لحم الخنزير، أو الذَّهاب إلى الكنيسة؛ لأن ذلك من دينه. 5- لا يجوز أن يُكلِّف عبده أو أَمَتَه بالقيام بأعمال شاقَّة فوق طاقتهما. 6- يجب على السيد المسلم أن يحافظ على حياة عبده، فليس له أن يقتل عبده، أو يجرحه، أو يقطع شيئًا من أعضائه؛ كقطع أذنه، أو جدع أنفه على الوجه، فإن فعل السيد بعبده شيئًا من ذلك، وجب عليه أن يعتق عبده؛ أي: أن يطلق سراحه بأمر إجباري من القاضي. الجواري في الإسلام. 7- للعبد على سيده نفقة واجبة، طعامه وكسوته وسكنه، قدر حاجته وكفايته، فإن امتنع السيد من دفع النفقة لعدم القدرة، أو رفض دفعها مع القدرة، فللقاضي الحق أن يبيع ممتلكات السيد لتأمين النفقة على عبيده. 8- على السيد إذا مرض عبده، أو عجز عن العمل بسبب ما، أن ينفق عليه، كما يجب أن ينفق على عبده الصغير، وعلى السيد نفقاتُ دفنه. 9- على السيد أن يجعل عبده عفيفًا، فإذا كان العبد رجلاً أعزب، وجب عليه أن يزوِّجه خشية انحرافه، وإذا كان العبد امرأةً عزباء، وجب عليه أن يزوِّجها، أو أن يطأها هو خشية انحرافها، أما إذا كان العبد متزوجًا، فعليه أن يمكنه من الاستمتاع بزوجته ليلاً.
أفاد الحديث أن الباعث على العزل أمران: الأول: كراهة أن يحملن ، والثاني: رغبتهم في الفداء ، ولو حملت الأمة المسبية لم يمكن بيعها. كما أفاد أن العزل لا يغير من الأمر شيئاً ، فإن الله إذا قدر حصول الولد ، سبق الماء قبل أن يشعر به الرجل. ثانياً: أباح الله الاستمتاع بالأمة إذا ملكها الرجل ، ولا يعتبر ذلك زنا كما ذكر السائل ، قال تعالى في وصف المؤمنين: ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ). والمقصود بملك اليمين في الآية الإماء. راجع سؤال رقم ( 10382) و ( 12562) فإذا تُبين ذلك فأعلم أن الصحابة رضي الله عنهم لم يخطر ببالهم ما فهمه السائل من الوقوع في الزنا ولكن كان مرادهم من السؤال هو حكم العزل عن الإماء التي ملكوهن في الجهاد. ثم إن العزل يكون مع الأمة ويكون مع الزوجة إذا رضيت بذلك. يراجع سؤال رقم ( 11885) والله أعلم.
10- ليس للسيد الحق أن يُجبِر أَمَته المتزوجة على تطليق زوجها، أو منعها من المبيت معه ليلاً. فتأمل أخي القارئ كيف كان يعامل أعداؤنا أسرانا وسبايانا، وكيف كنا نحن نعامل أسراهم وسباياهم.