[٩] بارك الله لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وأعاننا على الصيام والقيام، وغض البصر وحفظ الفرج واللسان، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المُسلمين من كُل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم. خطبة قصيرة عن قدوم شهر رمضان - الموقع المثالي. الخطبة الثانية الحمد لله الذي فضل أوقات رمضان على غيره من الأزمان، وأنزل فيه القرآن هدى وبينات من الهدى والفرقان، أحمده سبحانه وأشكره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله. معاشر المُسلمين، اعلموا أن فضائل الصيام كثيرة، ومنها: أن الله -تعالى- جعل باباً خاصاً يُسمّى الريان لعباده الصائمين، لا يدخل منه غيرهم، ويُغلق بعد دُخولهم، كما أن الصيام يكون شافعاً لصاحبه يوم القيامة. [١٠] ومن عظيم أجر الصائم أنه يغفر له ما تقدم من ذنبه؛ يقول -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ). [١١] كما أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة؛ يقول -صلى الله عليه وسلم-: (الصيامُ والقرآنُ يَشْفَعانِ للعبدِ، يقولُ الصيامُ: أَيْ رَبِّ!
[٣] "وقد ذكر أهل العلم عللاً وحِكماً للصيام، فقالوا: إن الغني إذا ذاق ألم الجوع شعر بإخوانه الفقراء الضعفاء، فمن ثم يتولد عنده -بإذن الله- الحنان عليهم والإحسان إليهم، ثم إن الصائم أيضاً تكثر منه الطاعات، والطاعات من خصال التقوى". [٧] "كما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد قال: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)، [٨] فقال فريق من أهل العلم: إن جريان الدم يكون أقوى إذا كان الشخص مفطراً، أما إذا كان الشخص صائماً قل جريان الدم في عروقه، ومن ثمَّ قل عمل الشيطان وضعف عمله". خطبة قصيرة عن الصوم - موضوع. [٧] عباد الله؛ لا أنسى في هذا المقام أن أُذكّر نفسي وإياكم بآداب الصيام؛ التي يجب علينا جميعاً التحلي بها في هذه العبادة الجليلة؛ فيجب على الصائم أن ينزه صومه عن الشتم والتشاجر، وسوء الخلق، والهمز واللمز والفحش؛ فالصائم يمسك لسانه ويتأدب بآداب الإسلام في الصيام. [٩] ولا بد أن يكون الفرق بين يوم الصوم ويوم الإفطار واضحاً جلياً، ففي يوم الصوم يزداد حسن الخلق عند المؤمن، فلا يؤذ أحداً من خلق الله -عز وجل-، ويتمرن على ذلك في رمضان حتى يستمر على الأخلاق الطيبة دائماً، فينتهي رمضان ويكون على نفس الأخلاق الطيبة عاماً بعد عام، ولا نعني بهذا أن يكون يوم الفطر يوم إخلال بهذه الآداب، إنما نقصد زيادة الاعتناء بها أثناء الصيام.
[٦] فضل شهر رمضان لشهر رمضان المبارك فضائل كثيرة، منها: [٧] تتفتّح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتُصفد الشياطين. فضل عظيم لأول ليلة في الصيام. تكفير الذنوب. مضاعفة ثواب العمرة. نزول القرآن الكريم في هذا الشهر الفضيل. فيه ليلة القدر، فهي ليلة خير من ألف شهر بسبب خصائصها. صلاة التراويح، فلمصليها أجر وثواب كبير وتغفر ذنوبه. المراجع ↑ سورة البقرة، آية: 183. ↑ "فضل شهر رمضان المبارك" ، binbaz ، اطّلع عليه بتاريخ 20-4-2020. بتصرّف. ↑ سورة إبراهيم، آية: 7. ↑ سورة هود، آية: 112. ↑ سورة فصلت، آية: 6. ↑ "ما زال للخير بقية (خطبة)" ، alukah ، اطّلع عليه بتاريخ 20-4-2020. خطبة عن رمضان قصيره للاطفال. ↑ "من فضـائل شهر رمـضان" ، saaid ، اطّلع عليه بتاريخ 20-4-2020. بتصرّف.
[٢] [٣] كما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أكد على ذلك فيما يرويه عن ربه -تبارك وتعالى-: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وأنا أجْزِي به، ولَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ). خطبة عن رمضان قصيره هادفه. [٤] وهذا يعني أن الصوم "قد تولَّى المولى -عز وجل- جَزاءَه، وانفرد بعِلمِ مِقدارِ ثَوابِه وتَضعيفِ حَسَناتِه، وأمَّا غيرُه مِن العِباداتِ، فقدِ اطَّلَعَ عليها بعضُ النَّاسِ؛ فالأعمالُ قدْ كُشِفَت مَقاديرُ ثَوابِها للناسِ، وأنَّها تُضاعَفُ مِن عَشْرةٍ إلى سَبْعِمئةٍ، إلى ما شاء اللهُ، إلَّا الصِّيامَ؛ فإنَّ اللهَ يُثيبُ عليه بغَيرِ تَقديرٍ". [٥] ولقد عرف العلماء الصوم إخواني الكرام بأنه: الامتناع عن الطعام والشراب وجميع المُفطرات؛ من طُلوع الفجر الثاني إلى مغيب الشمس، مع النية الخالصة لذلك، ويحرص المُسلم أن يُكثر في يوم صومه من الذكر وتلاوة القُرآن، وخاصة إن كان الصوم في شهر رمضان، وهو الشهر الذي أنزل الله -تعالى- فيه القُرآن. [٦] وليس المقصود من الصيام الامتناع عن الطعام والشراب والمُباحات فحسب، بل شُرع لسمو الروح وصُعودها إلى الآفاق الربانيّة السماويّة بهذا الصيام، فيصل بذلك إلى الخير والإحسان، كما أن الحكمة الأسمى لتشريع الصيام تحقيق الخشية من الله، والوصول إلى رضاه، ومُراقبته في السر والعلن؛ فيستشعر الإنسان بمُراقبة الله -تعالى- الدائمة له في جميع أقواله وأفعاله وتصرفاته.
- لا تغضبْ ، ولَكَ الجنَّةُ الراوي: أبو الدرداء | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم: 7374 | خلاصة حكم المحدث: صحيح أنَّ رَجُلًا قالَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أوْصِنِي، قالَ: لا تَغْضَبْ. ما صحة حديث لا تغضب ولك الجنة. فَرَدَّدَ مِرَارًا، قالَ: لا تَغْضَبْ. أبو هريرة | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 6116 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح] الغَضَبُ غَريزةٌ رَكَّبَها اللهُ في طَبيعةِ الإنسانِ، وهو: تَغيُّرٌ يَحصُلُ عِندَ فَوَرانِ دَمِ القَلبِ؛ لِيَحصُلَ عنه التَّشَفِّي في الصَّدرِ، والنَّاسُ مُتَفاوِتونَ في مَبدَئِه وأثَرِه؛ ومِن ثَمَّ كان منه ما هو مَحمودٌ، وما هو مَذمومٌ؛ فمَن كان غَضَبُه في الحَقِّ، ولا يَجُرُّه لِمَا يُفسِدُ عليه دِينَه ودُنياه، فهو غَضَبٌ مَحمودٌ، ومَن كان غَضوبًا في الباطِلِ، أو لا يَستَطيعُ التَّحكُّمَ في غَضَبِه إذا غَضِبَ، ويَجُرُّه الغَضَبُ لِتَجاوُزِ الحَدِّ، وإفسادِ دِينِه ودُنياهُ؛ فهذا غَضَبٌ مَذمومٌ. وفي هذا الحديثِ يَحكي أبو هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنه أنَّ رجلًا -اسمُه جاريةُ بنُ قُدامةَ رَضِيَ اللهُ عنه- طلب الوَصِيَّةَ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأوصاه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ألَّا يغضَبَ، وهو مَحمولٌ على الغَضَبِ المَذمومِ.
أبو رافع شعيب الأرناووط تخريج شرح السنة 646 14 - عن أبي الوَضِيءِ، قال: شهِدْتُ عليًّا، حيثُ قتَل أهلَ النَّهْرَوانِ، قال: الْتَمِسوا لي المُخدَجَ، فطلَبوه في القَتْلى، فقالوا: ليس نَجِدُه، فقال: ارجِعوا فالْتَمِسوا، فواللهِ ما كذَبْتُ ولا كُذِبْتُ، فرجَعوا فطلَبوه، فردَّد ذلك مِرارًا ، كلُّ ذلك يَحلِفُ باللهِ: ما كذَبْتُ ولا كُذِبْتُ، فانطلَقوا فوجَدوه تحتَ القَتْلى في طينٍ، فاستَخْرَجوه، فجيء به، فقال أبو الوَضِيءِ: فكأنِّي أنظُرُ إليه حَبَشيٌّ عليه ثَدْيٌ، قد طبَق إحْدى يدَيْه مِثلُ ثَدْيِ المرأةِ، عليها شَعَراتٌ مِثلُ شَعَراتٍ تكونُ على ذَنَبِ اليَرْبوعِ. علي بن أبي طالب شعيب الأرناؤوط تخريج المسند 1179 إسناده صحيح 15 - شَهِدتُ علِيًّا رضِيَ اللهُ عنهُ حيثُ مَثَّلَ أهلَ النَّهرَوانِ، قال: الْتمِسوا إلَيَّ المُخْدَجَ، فطَلبوهُ في القتْلى فقالوا: ليس نَجِدُه، فقال: ارْجِعوا فالْتمِسوا؛ فواللَّهِ ما كذَبْتُ ولا كُذِبْتُ، فرَجَعوا فطَلبوه، فردَّدَ ذلك مِرارًا ، كلُّ ذلك يَحلِفُ باللهِ: ما كذَبْتُ ولا كُذِبْتُ، فانطَلَقوا فوَجدوهُ تحت القتْلى في طِينٍ، فاسْتَخرجوهُ، فجِيءَ به، فقال أبو الوَضِيءِ: فكأنِّي أنظُرُ إليه؛ حَبشِيٌّ عليه ثَدْيٌ قد طبَقَ إحْدَى يدَيْهِ، مِثلُ ثَدْيِ المرأةِ، عليها شعَراتٌ مِثلُ شعَراتٍ تكونُ على ذَنَبِ اليَرْبوعِ.
ولو تصفَّحت كتاب الله - تعالى - ستجد أن الله - تعالى - امتدح عباده المؤمنين الذين يَملكون أنفسهم عند الغضب ، ويغفرون، ويصفحون، ويَحْلُمون، ويعفون - بقوله - تعالى -: ﴿ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ﴾ [الشورى: 37]، وقال - تعالى -: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134]. وقال - صلى الله عليه وسلم - مُبينًا أنَّ الرجل الشديد، والفارس الشجاع ليس هو الذي يَصْرَعُ الرجالَ ولا يَصْرَعونه، ولكنَّ الشديدَ هو الذي يَملك نفسه عند الغضب، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ليس الشديد بالصُّرَعَة، إنما الشديد الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ))؛ متفق عليه. تحميل كتاب لا تغضب ولك الجنة نسخة مصورة PDF - مكتبة نور. وقال ابن عباس - رضي الله عنهما - في تفسير قوله - تعالى -: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [فصلت: 34]، قال: "الصبر عند الغضب، والعفوُ عند الإساءة، فإذا فعلوا عصمهم الله، وخضع لهم عدوُّهم"، وقال عروة بن الزبير - رضي الله عنهما -: "مكتوبٌ في الحِكَم: يا داود إيَّاك وشدةَ الغضب، فإن شدةَ الغضب مفسدة لفؤاد الحكيم". بالله عليكم يا مسلمون، كم من مسلم اليوم بسبب لحظة غضب هَدَمَ أُسرته، وشتت شملها!