قال رحمه الله: " فإن كان الخبر الوارد بذلك خبراً تقوم به الحجة مقام المشاهدة والسماع، وجبت الدينونة على سامعه بحقيقته في الشهادة عليه بأن ذلك جاء به الخبر، نحو شهادته على حقيقة ما عاين وسمع. وإن كان الخبر الوارد خبراً لا يقطع مجيئه العذر، ولا يزيل الشك ؛ غير أن ناقله من أهل الصدق والعدالة: وجب على سامعه تصديقه في خبره، في الشهادة عليه بأن ما أخبره به كما أخبره، كقولنا في أخبار الآحاد العدول، وقد بينا ذلك في غير هذا الموضع بما أغنى عن إعادته" انتهى من "التبصير في معالم الدين" (ص139). وقال رحمه الله: " وذلك أن الذي تنتهي إليه الشريعة التي أودعها الرسول صلى الله عليه وسلم من أودعها إياه، لن يخلو من أحد أمرين: 1-إما أن يكون الذي أنهى إليه ذلك واحدا أو جماعة في معنى الواحد، بأنهم لا يقطعون عذر من أبلغوه الشريعة. 2-وإما أن يكونوا جماعة يقطع خبرهم عذر من بلغه. فإن كان الذي أبلغه ذلك واحدا ، أو جماعة بمعنى الواحد ، في أنهم لا يقطعون عذر من أبلغوه الشريعة ؛ فإنه: إن لم يكن فيهم عدل صادق، فغير لازمه العمل ، ولا العلم بخبرهم. حديث الآحاد – e3arabi – إي عربي. وإن كان فيهم عدل صادق: فإنما يوجب خبره الذي أبلغه من أبلغ ذلك، العمل دون العلم" انتهى من "تهذيب الآثار" (2/ 768).
#أولاً دواوين الحديث هي: 1- صحيح البخاري 2- صحيح مسلم 3- سنن أبي داود 4- سنن الترمذي 5- سنن النسائي 6- سنن ابن ماجة 7- سنن الدارمي 8- موطأ مالك 9- مسند أحمد 10- مسند البزار 11- مسند أبي يعلى الموصلي 12- معجم الطبراني الكبير 13- معجم الطبراني الأوسط 14- معجم الطبراني الصغير 15- زوائد رزين. #ثانياً إحصائيات عن عدد الأحاديث في هذه الكتب المشهورة مع حذف الاحاديث المكررة وقد أجراها العلامة محمد الأمين حفظه الله: – أفراد اليخاري ومسلم: مجموع ما في الصحيحين بدون تكرار هو: 2980 حديث، أي أقل قليلاً من ثلاثة آلاف حديث. – أفراد أبي داود على الصحيحين عددها 2450 حديثاً مرفوعاً بلا مكرر. – أفراد الترمذي على الصحيحين وأبي داود عددها 1350 حديثاً مرفوعاً بلا مكرر. – أفراد النَّسائي على الأربعة الذين سبق ذكرهم عددها 2400 حديثاً مرفوعاً بلا مكرر. فيكون مجموع أفراد السنن على الصحيحين: 6200 حديثاً. أي مجموع الأصول الخمسة التي تكاد تجمع كل الصحيح هو: 9180 حديثاً أكثرها ضعيف. – أفراد ابن ماجة على مَن سبق ذكرهم عددها 600 حديثاً مرفوعاً بلا مكرر. الاحتجاج بأحاديث الآحاد الصحيحة لإثبات العقيدة – e3arabi – إي عربي. أكثر من 500 منها ضعيف. – أفراد الموطأ المرفوعة على الستة عددها 50 حديثاً.
هذا، وإن اعتبرنا أن أحاديث الآحاد تفيد الظن القريب من اليقين، ارتفع كثير من الخلاف بين الفقهاء، وقبلنا أحاديث الآحاد في العقائد، ولكن ليست العقائد الكلية، لأن العقائد الكلية شأنها القطعيات، وأغلبها قد جاء في القرآن الكريم على وجه الإجمال، وتبقى السنة شارحة ومبينة لمثل هذه العقائد الكبرى، أو غيرها من العقائد التي تكون أقلّ منها مرتبة، ومن المعلوم أن مسائل العلم ليست سواء في الدرجة. ( [1]) خبر الواحد ومدى حجيته، للدكتور دياب سليم ص 43-44 دار الهدى للطباعة، طبعة خاصة بالمؤلف. ( [2]) الإحكام في أدلة الأحكام ج2/ص: 48. ما هي أحاديث الآحاد؟ | الشيخ مصطفى العدوي - YouTube. ( [3]) السنة النبوية مصدرا للمعرفة والحضارة، للدكتور يوسف القرضاوي ص: 91-93، وانظر تدريب الراوي شرح تقريب النواوي: جـ1 ص 132، شرح النووي على صحيح مسلم جـ1 ص 20، الإحكام للآمدي ص 41 المستصفى جـ1 من 142، فواتح الرحموت شرح مسلم الثبوت: جـ2 ص 123،دراسات حول القرآن والسنة، للدكتور شعبان محمد إسماعيل، ص:293-294. ( [4]) إرشاد الفحول: ص 48، ط الحلبي، وانظر: السنة النبوية مصدرا للمعرفة والحضارة، للدكتور يوسف القرضاوي ص: 91-93. ( [5]) مقدمة ابن الصلاح: تحقيق الدكتورة عائشة عبد الرحمن، ط دار الكتب، ص 14.
وقال قوم كثير من أهل الأثر، وبعض أهل النظر: إنه يوجب العلم الظاهر والعمل جميعا، منهم الحسين الكرابيسي وغيره، وذكر ابن خويز منداد أن هذا القول يخرّج على مذهب مالك. قال أبو عمر: الذي نقول به إنه يوجب العمل دون العلم، كشهادة الشاهدين والأربعة سواء. وعلى ذلك أكثر أهل الفقه والأثر، وكلهم يدين بخبر الواحد العدل في الاعتقادات، ويعادي ويوالي عليها، ويجعلها شرعاً وديناً في معتقده، على ذلك جماعة أهل السنة، ولهم في الأحكام ما ذكرنا، وبالله توفيقنا" انتهى من "التمهيد" (1/ 7). وقال رحمه الله: " وأجمع أهل العلم من أهل الفقه والأثر في جميع الأمصار فيما علمت على قبول خبر الواحد العدل، وإيجاب العمل به إذا ثبت ولم ينسخه غيره من أثر أو إجماع. على هذا جميع الفقهاء في كل عصر، من لدن الصحابة إلى يومنا هذا؛ إلا الخوارج وطوائف من أهل البدع شرذمة لا تعد خلافا" انتهى من "التمهيد" (1/ 2). فسواء قيل إن الآحاد يفيد الظن أو العلم، فإنه يجب قبوله والعمل به في الأحكام والعقائد سواء. خامسا: منهج الإمام الطبري رحمه الله في أحاديث الآحاد لا يخرج منهج الطبري رحمه الله عما ذهب إليه ابن عبد البر، فهو يرى أن الآحاد لا يفيد العلم، لكن يجب تصديقه والعمل به، ولو كان في العقيدة، وقد سار على ذلك في مؤلفاته رحمه الله.
اهـ. وقد سبق لنا بيان طرف من هذه الأدلة، وبيان بعض جوانب المسألة، والجواب عن بعض الشبهات المتعلقة بها، فراجع ـ إن أردت الوقوف على ذلك ـ الفتاوى التالية أرقامها: 6906 ، 8406 ، 28926 ، 14050 ، 199637 ، 61928. والله أعلم.
لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. اللَّهمَّ ربَّ السَّمواتِ السَّبعِ وربَّ العرشِ العظيمِ ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ أنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ وأنتَ الباطنُ فليس دونَكَ شيءٌ مُنزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ والفُرقانِ فالقَ الحَبِّ والنَّوى أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَكَ شيءٌ وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شيءٌ اقضِ عنَّا الدَّينَ وأَغْنِنا مِن الفقرِ.
[١٦] اتفق الفقهاء على أنّ حكم صلاة الحاجة الاستحباب، استدلالاً بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ حَاجَةٌ أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِي آدَمَ فَلْيَتَوَضَّأْ فَلْيُحْسِنِ الْوُضُوءَ، ثُمَّ لْيُصَل رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ لْيُثْنِ عَلَى اللَّهِ، وَلْيُصَل عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
أدعية قضاء الحاجة من السنة يمرّ العبد بصعوباتٍ عدّة في حياته، وقد يتعسّر عليه شيءٌ مما يحبّ، ويسير عكس ما يتمنَّى، ولا ملجأ له إلَّا الدعاء والاستغفار لرفع البلاء ، والاستعانة بالله -تعالى- في جميع أمور حياتنا؛ كي يُيَسّر الله له أمره، وهناك عِدّة أدعية علّمنا إياها النبي -صلى الله عليه وسلم- كي نستعين بها على قضاء حوائجنا، ومنها ما يأتي: أدعية من القرآن فيما يأتي ذكر أهمّ أدعية قضاء الحاجة من القرآن الكريم: (لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾. [١] (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي). [٢] (حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ). [٣] أدعية من السنة فيما يأتي ذكر أهمّ أدعية قضاء الحاجة من السنة النبوية: (لا إله إلا اللهُ الحليمُ الكريمُ سبحان اللهِ ربِّ العرشِ العظيمِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين أسألُك موجباتِ رحمتِك، وعزائمَ مغفرتِك والغنيمةَ من كلِّ برٍّ والسلامةَ من كلِّ إثمٍ لا تدعْ لي ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته ولا حاجةً هي لك رضًا إلا قضيتها يا أرحمَ الراحمين). [٤] (اللَّهمَّ آتِنا في الدُّنيا حَسنةً وفي الآخرةِ حَسنةً وقِنا عذابَ النَّارِ).