سيطر على زخرفة السيراميك الكلاسيكية في الغالب رسوم المزهرية الأتيكية. كان الإنتاج الأتيكي أول من استأنف بعد العصور اليونانية المظلمة وأثر على بقية اليونان، ولا سيما بيوتيا وكورنث وكيكلادس (خاصةً ناكسوس) والمستعمرات الأيونية في شرق بحر إيجة. امتازت أثينا بإنتاج المزهريات إلى حد كبير –وما وثق ذلك رضا الرسامين والخزافين في كورنث وبيوتيا وأرغوس وكريتِ وكيكلادس عن اتباع أسلوب الأتيكا. في نهاية تلك الفترة، أصبحت أنماط الخزف ذات الرسوم السوداء، والحمراء، والتقنية الأرضية البيضاء راسخةً تمامًا، واستمر استخدامها خلال عصر اليونان الكلاسيكية، من أوائل القرن الخامس إلى أواخر القرن الرابع قبل الميلاد. صناعة الفخار في 5 مراحل وتطورها عبر التاريخ. تفوقت كورنث على الاتجاهات الأثينية إذ أن أثينا هي السلف لنمطي الرسوم الحمراء والأرضية البيضاء. النمط البدائي الهندسي تمثل مزهريات الفترة البدائية الهندسية (نحو عام 1050-900 قبل الميلاد) عودة إنتاج الحرفيين بعد انهيار حضارة قصر «الموكياني» وما تلاها من العصور اليونانية المظلمة. إنه أحد الأساليب القليلة للتعبير الفني إلى جانب المجوهرات في هذه الفترة لأن النحت والصروح المعمارية واللوحة الجدارية لهذا العصر غير معروفة بالنسبة لنا.
بينما قال مساعده أحمد (28 عاما) إنه كان في الماضي يعمل باستمرار لدرجة انه لا يجلس طوال اليوم، أما الآن فإنه لا يتحرك من " قلة الشغل".
القاهرة 11 فبراير 2016/ يشتكى العاملون في صناعة منتجات الفخار والخزف بمنطقة "بطن البقر" في حي مصر القديمة بالقاهرة من عزوف المواطنين عن شراء منتجاتهم منذ ثورة 25 يناير 2011، ورأوا أن هذه الصناعة في طريقها للانقراض. وتعد صناعة الفخار والخزف إحدى الصناعات التقليدية اليدوية التي بدأها الفراعنة وتناقلت عبر العصور إلى الأجيال الحالية. وحرصا على استمرار هذه الصناعة، أنشأت وزارة الثقافة مركز الحرف التقليدية بمدينة الفسطاط، الذي يقيم معارض لتسويق المنتجات الحرفية والتراثية. وقال أحمد صابر (23 عاما) ويعمل منذ ثلاث سنوات بائعا فى محل خزف بمنطقة بطن البقر، إن الإقبال على شراء منتجات الفخار والخزف بأشكالها المختلفة ضعيف، " فلم نبع شئيا منذ شهر ونصف الشهر". تحقيق إخبارى: صناعة الفخار في "مصر القديمة" في طريقها للانقراض. وأضاف بلهجة عامية، إن " المبيعات كانت ماشية كويس (أي جيدة)، وكنا نربح على الأقل 500 جنيه في اليوم، بس الشهرين اللى فاتوا مفيش خالص (أي لا توجد مبيعات على الإطلاق)". وأشار إلى أن يصنع أشكال كثيرة من منتجات الخزف والفخار، مثل نافورة مياه وكرة وكلب. فيما قال أشرف رافع محمد (45 عاما) " أعمل فى المهنة منذ أن كان عمرى عشر سنوات، وقضيت سنوات عمرى فى صناعة أوانى الطهي والطواجن والأباريق والقلل".
يُطْلَى الإناءُ بالطلاءِ الزجاجيِّ الأبيضِ المُعْتِمِ، ويدخلُ الفرنَ ليُحْرَقَ حرقًا ثانيًا يُثَبِّتُ الطلاءَ. يُرْسَمُ على الإناءِ بِمزيجٍ مُكَوَّنٍ مِن موادٍّ مختلفةٍ قَوامُها الكبريتُ وأكسيدُ النُّحاسِ الأحمرُ وبُرادَةُ الحديدِ، وتُذابُ هذه الموادُّ في حامضٍ، مثل الخلِّ، ثم يدخلُ الفرنَ ليُحْرَقَ للمرةِ الثالثةِ، حرقًا بطيئًا فيكونُ الفرنُ نارُهُ هادئةً، أي أن يكونَ هواؤهُ قليلاً ودخانُهُ كثيرًا، وليسَ به لهبٌ، لكي تثبتَ هذه الزخارفُ عليه، حيثُ تتحوَّلُ الأكاسيدُ المعدنيةُ بالاتحادِ مع الدخانِ إلى طبقةٍ معدنيةٍ دقيقةٍ جدًّا لها لَوْنٌ ذهبيٌّ أو بريقٌ معدنيٌّ. ملتقى للتراث عن "الفخار والخزف عبر العصور" بقصر ثقافة الأقصر - اليوم السابع. كانت أواني الخزفِ الفاطميِّ عليها رسوماتٍ وزخارِفَ، وكِتاباتٍ بالخطِّ الكوفيِّ، ومناظرَ مِنَ الحياةِ اليوميةِ كالتحطيبِ والمصارعةِ والموسيقى والصَّيْدِ.. وغيرها. سَجَّلَ الرَّحالَةُ الفارسيُّ ناصر بن خسرو، الذي زارَ القاهرةَ أيامَ الخليفةِ المُنْتَصِرِ باللهِ ما يأتي: " يصنعون بِمِصْرَ نَوْعًا مِنَ الفخارِ لطيفًا وشفافًا، حتى إنَّهُ يُمْكِنُ أنْ تَرَى باطِنَ الإناءِ باليَدِ الموضوعةِ خلفَهُ، وكانت تُصْنَعُ أنواعٌ أخرى مِنَ الأواني وتُزَيَّنُ بألوانٍ تُشْبِهُ نوعًا من النسيجِ تتغيَّرُ ألوانُهُ باختلافِ سقوطِ الضَّوْءِ عليه ".
أماني العشماوي رَوَى ناصرُ بنُ خِسْرو في كِتابِهِ "الرحلة" أنَّ أصحابَ البقالاتِ وبائِعي العطورِ والخِردَواتِ كانوا يستخدمونَ الأوعيةَ الخزفيَّةَ، إلى جانبِ الزُّجاجيةِ والوَرقيةِ، لِبَيْعِ أغراضِهِم. نهَى الإسلامُ عنِ البَذَخِ في استعمالِ أدواتِ الزينةِ وحَرَّمَ الطعامَ والشرابَ في الأواني المصنوعةِ مِنَ الذَّهَبِ والفِضَّةِ، فزادَتْ العنايةُ بِصِناعَةِ الفَخّارِ والخَزَفِ، وابْتُكِرَتْ أنواعٌ جديدةٌ منه وهكذا انتشرتْ صناعةُ الأواني الفخاريةِ والخزفيةِ في أرجاءِ الدولةِ الإسلاميةِ، وأصبحتْ عملاً مهمًّا وتجارةً عظيمةً في بلادِ المسلمينَ وفي غَيْرِها من بلدانِ العالَمِ. وقد تطوَّرَتْ صناعتُهُ أولاً في بغدادَ وسامِرّاءَ، ثم ظهرتْ مراكزُ جديدةٌ لإنتاجِهِ في مُدُنٍ مثلِ سَمَرْقَنْدَ ونَيْسابورَ وخُراسانَ، كانتْ معامِلُها تُنْتِجُ خزفًا إسلاميًّا أصيلاً. وانتشرَ استعمالُ الطينِ الأحمرِ مادةً للتكوينِ، غُطِّيَتْ بِطِلاءٍ فخاريٍّ للتلوينِ. كما انتشرَ مَزْجُ العناصرِ المُلَوَّنَةِ مع الطينِ المُخَفَّفِ ما يُؤدي إلى ثباتِ التصاميمِ المطليةِ تحتَ طبقةٍ شفافةٍ. وقد عَرَفَ الصُّنّاعُ المسلمون مادةَ المينا، التي استُخْدِمَتْ في تَزْجيجِ الأواني في العصرِ العبّاسيِّ.
فَهَذانِ أصْلانِ يَخْتَلِفُ فِيهِما كَثِيرٌ مِن أهْلِ الأدْيانِ. وقَوْلُهُ: ﴿ونَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ مُرادٌ بِهِ كِلا الفَرِيقَيْنِ؛ فَرِيقُ المُتَكَلِّمِينَ وفَرِيقُ المُخاطَبِينَ، فَيَشْمَلُ المُسْلِمِينَ وأهْلَ الكِتابِ فَيَكُونُ المُرادُ بِوَصْفِ مُسْلِمُونَ أحَدَ إطْلاقَيْهِ وهو إسْلامُ الوَجْهِ إلى اللَّهِ، أيْ عَدَمُ الإشْراكِ بِهِ، أيْ وكِلانا مُسْلِمُونَ لِلَّهِ تَعالى لا نُشْرِكُ مَعَهُ غَيْرَهُ. وتَقْدِيمُ المَجْرُورِ عَلى عامِلِهِ في قَوْلِهِ: لَهُ مُسْلِمُونَ لِإفادَةِ الِاخْتِصاصِ تَعْرِيضًا بِالمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَمْ يُفْرِدُوا اللَّهَ بِالإلَهِيَّةِ.
⁕ حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ قال: إن قالوا شرّا؛ فقولوا خيرا، ﴿إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ﴾ فانتصروا منهم. ⁕ حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ﴿إلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ﴾ قال: قالوا: مع الله إله، أو له ولد، أو له شريك، أو يد الله مغلولة، أو الله فقير، أو آذوا محمدا ﷺ، قال: هم أهل الكتاب. ⁕ حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يحيى بن آدم، عن شريك، عن سالم، عن سعيد ﴿وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ﴾ قال: أهل الحرب، من لا عهد له جادله بالسيف. ولاتجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن | تلاوة جميلة لما تيسر من اواخر سورة العنكبوت - YouTube. وقال آخرون: معنى ذلك: ﴿وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتابِ﴾ الذين قد آمنوا به، واتبعوا رسوله فيما أخبروكم عنه مما في كتبهم ﴿إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ﴾ فأقاموا على كفرهم، وقالوا: هذه الآية محكمة، وليست بمنسوخة.
نواصل، اليوم، سلسلة آية و5 تفسيرات، التى بدأناها منذ أول رمضان، ونتوقف اليوم مع الجزء الواحد والعشرين عند الآية رقم 46 من سورة العنكبوت، والتى يقول فيها الله تعالى "وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِى هِى أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِى أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ". تفسير بن كثير قال قتادة وغير واحد: هذه الآية منسوخة بآية السيف، ولم يبق معهم مجادلة، وإنما هو الإسلام أو الجزية أو السيف، وقال آخرون: بل هي باقية محكمة لمن أراد الاستبصار منهم في الدين، فيجادل بالتي هي أحسن، ليكون أنجع فيه، كما قال تعالى: { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة} الآية.
قال الله جلت قدرته: وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [العنكبوت:46]. يعلمنا الله ربنا جل جلاله كيف ندعو الوثنيين والمشركين إليه، وكيف ندعو من كان من أهل الكتاب، وهم اليهود والنصارى، فلهؤلاء حكم, ولهؤلاء حكم، ويجمع الكل أنهم كفرة لا يؤمنون بالله، وأنهم اتخذوا معه أولياء وشركاء من دونه، فقال جل جلاله: وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [العنكبوت:46]. الجدال: هو الخصام، أي: لا تخاصموهم، ولا تناقشوهم، ولا تحاوروهم إلا بالكلمة الطيبة، فلا تعنيف، ولا شتيمة، ولا صراخ، ولا تقبيح، ولا شتم وذم. وقد أرسل الله نبيين كريمين -وهما موسى وهارون- إلى من ادعى الألوهية كذباً وطغياناً وجنوناً وحمقاً، ومع ذلك قال لهما: فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه:44]، وهما النبيان الكريمان، والمدعو رجل طغى عليه حمقه ورعونته، فلم يدع النبوة، بل ادعى ما هو أكبر منها؛ ادعى أنه إله معبود من دون الله، ومع ذلك فإن الله جل جلاله أمر النبيين الكريمين بأن يكون كلامهما له ودعوتهما إياه باللين والكلمة الطيبة، قال تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ [النحل:125].
واختار هذا القول ابن العربى. الشيخ الشعراوى الحق - تبارك وتعالى - يُعلِّمنا كيف نجادل أهل الكتاب، وقبل أن نتكلم عن ألوان الجدل في القرآن الكريم نقول: ما معنى الجدل؟ الجدل: مأخوذ من الجَدْل، وهو فَتْل الشيء ليشتد بعد أنْ كان ليناً كما نفتل حبالنا في الريف، فالقطن أو الصوف مثلاً يكون منتفشاً يأخذ حيزاً واسعاً، فإذا أردْنا أن نأخذ منه خيطاً جمعنا بعض الشعيرات ليُقوِّي بعضها بعضاً بلفِّها حول بعضها، وبجَدْل الخيوط نصنع الحبال لتكون أقوى، وعلى قَدْر الغاية التي يُراد لها الحبل تكون قوته. ومن الجدل أُخِذ الجدال والجدَل والمجادلة، وفي معناها: الحوار والحجاج والمناظرة، ومعناه أن يوجد فريقان لكل منها مذهب يؤيده ويدافع عنه ليفتن الآخر أي: ليلفته عن مذهبه إلى مذهبه هو. فإذا كان المقصود هو الحق في الجدال أو الحِجَاج أو المناظرة فهذا الاسم يكفي، لكن إنْ دخل الجدال إلى مِراءٍ أو لجاجة، فليس القصد هو الحق، إنما أنْ يتغلَّب أحد الفريقين على الآخر، والجدل في هذه الحالة له أسماء متعددة، منها قوله تعالى: { لَّلَجُّواْ فِي طُغْيَانِهِمْ.. } [المؤمنون: 75]. فعليك إذن باللين والاستمالة برفق؛ لأن النصح ثقيل كما قال شوقي رحمه الله: فلا تجعله جبلاً، ولا ترسله جَدَلاً، وعادة ما يُظهِر الناصح أنه أفضل من المنصوح.