ملخص المقال فاستقم كما أمرت، غاية ما يتطلع إليه المسلم، أن تتضح له معالم الطريق إلى ربه، فتراه يبتهل إليه في كل صلاته أن يهديه الصراط المستقيم، كي يتخذه منهاجًا يسير إنَّ غاية ما يتطلع إليه الإنسان المسلم، أن تتضح له معالم الطريق إلى ربّه، فتراه يبتهل إليه في صلاته كل يوم وليلة أن يهديه الصراط المستقيم، كي يتخذه منهاجًا يسير عليه، وطريقًا يسلكه إلى ربه، حتى يظفر بالسعادة في الدنيا والآخرة. ومن هنا جاء الصحابي الجليل سفيان بن عبدالله رضي الله عنه، إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وانتهز الفرصة ليسأله عن هذا الشأن الجليل، فجاءته الإجابة من مشكاة النبوة لتثلج صدره، بأوضح عبارة، وأوجز لفظ: " قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ ". عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُلْ لِي فِي الْإِسْلَامِ قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا غَيْرَكَ، قَالَ: قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ " [1].
فقال: شيبتني هود وأخواتها. وقد تقدم في أول السورة. وروي عن أبي عبد الرحمن السلمي قال سمعت أبا علي السري يقول: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام فقلت: يا رسول الله! روي عنك أنك قلت: شيبتني هود. فقال: نعم فقلت له: ما الذي شيبك منها ؟ قصص الأنبياء وهلاك الأمم! فقال: لا ولكن قوله: " فاستقم كما أمرت ". ولا تطغوا نهى عن الطغيان ، والطغيان مجاوزة الحد; ومنه إنا لما طغى الماء. وقيل: أي لا تتجبروا على أحد.
فاستقم كما أُمرت ومن تاب معك تفاعل النبي صلى الله عليه وسلم مع هذه الآية في خواتيم سورة هود وتأثر بها حتى قال: ((شيَّبتني هود وأخواتها))، وإن كان النبي المعصوم الذي غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخّر قد شيّبته هذه الآية، فنحن بحاجة إلى فَهمها وإدراك معانيها، وبخاصة أننا نحن المقصرون المذنبون الغافلون، وذنوبنا تدفعنا إلى البحث عن علاج. إن الآية حثّت على القيام بـ" الاستقامة "، وهي العمود الفِقري للإسلام؛ إذ إنه بدون استقامة لا يكون الإسلام إلا مجموعة مفاهيمَ وأفكارٍ ثقافية لا تمتُّ للواقع بصِلة، فما معنى أن يدَّعي شخص ما الإسلام ثم هو لا يستقيم على منهج الله باتباع الأوامر واجتناب النواهي؟ إن الإسلام مكانه الحقيقي في سلوكيات مُعتنقِيه وليس في كتاباتهم وشعاراتهم، فلا بد أن ينعكس الإيمان والانتماء للإسلام على سلوكيات ومَشاعر وطموحات صاحبه. فغير المسلم يكون سقف طموحاته الدنيا ولذّاتها وزينتها، أما المسلم فطموحاته تمتدُّ زمنيًّا إلى الخلود بعد الموت، وتمتدُّ مكانيًّا إلى الجنة عاليًا. والأمر ممتدٌّ للمؤمنين التائبين من بعد النبي صلى الله عليه وسلم، والآية ذكرت المؤمنين بصفة التوبة كدلالة على حاجة الاستقامة الدائمة للتوبة، فالمؤمن يُخطئ ويُذنب، ولكن خطأه وذنبه لا يَمنعانِه سلوكَ طريق الاستقامة، طالَما أنه امتطى جواد التوبة الصادقة، وليس هذا من باب الترحيب بالذنب وقبوله؛ لأن التوبة تقتضي الندم والعزم على عدم ارتكاب الذنب مرة أخرى.
كيف تذوق طعم الإيمان؟ عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا " [2]. قالَ صَاحِبُ التَّحْرِير: مَعْنَى رَضِيتُ بِالشَّيْءِ قَنَعْتُ بِهِ وَاكْتَفَيْتُ بِهِ، وَلَمْ أَطْلُبْ مَعَهُ غَيْرَهُ. فَمَعْنَى الْحَدِيثِ لَمْ يَطْلُبْ غَيْرَ اللَّهِ تَعَالَى، وَلَمْ يَسْعَ فِي غَيْرِ طَرِيقِ الْإِسْلَامِ، وَلَمْ يَسْلُكْ إِلَّا مَا يُوَافِقُ شَرِيعَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَلَا شَكَّ فِي أَنَّ مَنْ كَانَتْ هَذِهِ صِفَتَهُ فَقَدْ خَلَصَتْ حَلَاوَةُ الْإِيمَانِ إِلَى قَلْبِهِ، وَذَاقَ طَعْمَهُ. فإذا ذاق الإنسانُ حلاوة الإيمان، وتمكنت جذوره في قلبه؛ استطاع أن يثبت على الحق، ويواصل المسير، حتى يلقى ربّه وهو راض عنه، ثم إنَّ ذلك الإيمان يثمر له العمل الصالح، فلا إيمان بلا عمل، كما أنه لا ثمرة بلا شجر، ولهذا جاء في الحديث: " ثُمَّ اسْتَقِمْ "؛ فرتّب الاستقامة على الإيمان، ولذا كانت الاستقامة ثمرة ضرورية للإيمان الصادق.
وفي الحديث الشريف: "ل ا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ " [3]. " إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَاءَ تُكَفِّرُ اللِّسَانَ، وَتَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ فينا فَإِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا " [4]. الاستقامة فرض: فَرَضَ علينا ربُّنا الاستقامة على طاعته، وذلك بسلوك الصِّراط المستقيم، وهو الدِّين القويم، مِن غير تعويج عنه يمنة ولا يَسْرة، ويشمل ذلك فِعل المستطاع منَ الطاعات الظاهرة والباطنة، وترْك المنهيَّات كلها، وهي وصيَّة الله عز وجل لِرَسُوله صلى الله عليه وسلم بقوله: { فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} [الشورى: 15]. والاستقامة يمكن معرفة عظمها وخطرها إذا تأملت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا " [5]. أي: ظهر الشيب في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم لمَّا نزلت عليه سورة هود وأشباهها، وذلك لما اشتملت عليه هذه السور من أحكام، ومنها قوله تعالى في سورة هود: { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ} [هود:112] [6].
إن المنهجية الإسلامية تقوم دائماً على ما يمكن أن نسميه بـ (الحلول المركبة) ؛ إذ إن هناك من النصوص والأحكام ما يرفع الوتيرة الروحية للمسلم ، كما إن هناك ما يزيد في بصيرته ، وهناك ما يدعوه إلى الصبر والجلد ، وهناك ما يحفزه على تحسين ظروف عيشه وأدائه ، ولا بد أن نمح الفاعلية لكل ذلك حتى يمكن تجسيد المنهج الرباني في حياة الناس. إن الفكر مهما كان قويّاً ، وإن الوعي النقدي مهما كان عظيماً ، فإن سلوك الناس لن يتغير كثيراً ما لم تنشأ ظروف وأوضاع جديدة تحملهم حملاً على التحول إلى سلوك الطريق الأقوم والأرشد. ويؤسفني القول: إننا لم نستطع إلى الآن أن نبلور نظرية إصلاحية إسلامية معاصرة ومتعمقة في تلمس شروط الاستجابة والظروف الصحيحة والمثلى لها ، إلى جانب تلمس مجمل الحساسيات والترابطات والتداعيات التي تشكل المناخ المطلوب لقيام حياة إسلامية راشدة. إن جل اهتمامنا ينصب على بيان ما يجب عمله ، أما البرامج والكيفيات والإجراءات والأطر والسياسات التي يجب اتباعها وتأسيسها من أجل تحويل المبدأ إلى واقع معيش.. فإنها لا تلقى ما تستحقه من اهتمام ومتابعة ، والخبرات لدينا في ذلك ما زالت ضئيلة ، بل إن هناك مَن يستوحش من الخوض في غمار مثل هذا النوع من البحث ، ويعد التعمق في ذلك ضرباً من (الاستغراب) أو الجنوح نحو المادية!
ومع ذلك ، الآن في العديد من هذه المواقع ، يعتبر من الأنواع الغازية. تأكد من مراجعة مكتب الإرشاد المحلي الخاص بك لمعرفة حالة الأنواع الغازية لزهرة الياسمين قبل زراعتها في حديقتك. بعض أصناف شجرة ملكة النهار الشائعة التي هي أيضاً عطرة ومتشابهة في النمو والعادة تشمل الياسمين المزهر الليلي ، و cestrum الأصفر ، والأصناف الحمراء والوردية من cestrum المعروفة في بعض المواقع باسم زهرة الفراشة. كيف تنمو هذه الشجرة تعرف شجرة ملكة النهار أيضاً باسم توت العليق الصيني ، ونبات الشوكولاتة البيضاء ودين كا راجا (ملك اليوم) ، يزرع الياسمين المزهر يومياً بشكل أساسي بسبب أزهاره العطرة للغاية ، والتي توصف برائحتها الشبيهة بالشوكولاتة. في المناظر الطبيعية ، يتم زراعته كتحوط أو شاشة للخصوصية بسبب طبيعته دائمة الخضرة وعاداته العمودية الطويلة. تفضل أزهار الياسمين خلال النهار أن تنمو في الشمس الجزئية الكاملة وفي التربة الرطبة. فهي ليست خاصة فيما يتعلق بدرجة حموضة التربة أو جودتها. توجد في كثير من الأحيان تنمو برية في الأراضي الخالية والمراعي وعلى جوانب الطرق ، حيث ترسب الطيور بذورها. معدل نموهم سريع جداً لدرجة أنهم قد لا يتم ملاحظتهم حتى يخرجوا عن نطاق السيطرة.
يمكن التحكم في النباتات في حاويات الحديقة أو الفناء مع التقليم المنتظم بعد فترة الإزهار كجزء من العناية اليومية بالياسمين المزهرة. نظراً لرائحتها الحلوة المسكرة ، فإنها تصنع نباتات فناء ممتازة أو نباتات عينية تنمو بالقرب من النوافذ أو أماكن المعيشة في الهواء الطلق حيث يمكن الاستمتاع بالعطر. هل تعتبر هذه الشجرة سامة؟ توجد شجرة ملكة النهار في أمريكا الاستوائية وشبه الاستوائية وجزر الكاريبي. وتعتبر سامة على مدار السنة حيث تكون جميع أجزاء النبات سامة. علامات السمية السريرية هي فقدان الوزن ، والتيبس ، والعرج التدريجي ، وفي نهاية المطاف الاستلقاء. بالإضافة إلى تكلس ضمور للأنسجة المرنة للقلب والشرايين والأوتار والأربطة. معلومات عامة عن هذه الشجرة شجرة ملكة النهار هي نوع ابن عم أقل شهرة من الياسمين الليلي الأكثر شهرة (Cestrum nocturnum) تحتوي مجموعاته من الزهور البيضاء الأنبوبية على رائحة حلوة متواضعة ، ورائحة الشوكولاتة – لا شيء مثل الرائحة المسكرة لـ C. nocturnum ، لكنها ممتعة. على عكس ابن عمه ، هذا العطر عبق خلال النهار. يمتلك الياسمين النهاري عادة منتصبة يصل ارتفاعها إلى ما بين 1. 5 و 3 أمتار وطول 1 متر.
شجرة الدُر تنحدر ملكة مصر شجرة الدر من سلالة أصولها خوارزمية وقيل بأنّها تركية الأصل، وأُطلق عليها لقب عصمة الدين، وبدأت قصة حكمها لمصر بعد أن أقدم السلطان نجم الدين أيوب على شرائها كجارية له ورافقته خلال سجنه في الكرك، وبعد أن أصبحت تحت ملكه تمكّنت من نيل مكانة عالية عنده حتى تزوّج منها وأنجبت منه ابنها خليل والذي لُقّب بالملك المنصور.
قام الملك الصالح أيوب بإعدام الهاربين غضباً من جبنهم، وبعد مرور فترة وجيزة نزلت الصاعقة بوفاة السلطان الصالح أيوب الذي ترك مصر منتقلاً إلى الرفيق الأعلى في أوقات عصيبة وهي بأمّس الحاجة إليه، وبرز ذكاء الملكة شجرة الدر وحنكتها في إدارة أمور الدولة خلال تعرّضها لموقف وفاة السلطان الصالح أيوب بعد أن قامت باستدعاء قائد الجيش المصري الأمير فخر الدين يوسف برفقة رئيس القصر السلطاني الطواشي جمال الدين محسن حيث توّصلت بعد الاجتماع بهم إلى اتفاقية كتمان نبأ وفاة السلطان الصالح أيوب حتى تتمكنّ الدولة المصرية من تخطي وتجاوز المحنة الملمّة بها وحتى لا يؤدي نبأ وفاة السلطان من إحباط العسكر وتهبيط معنوياتهم. وفي هذه الأثناء قامت شجرة الدر بالأمر سراً على نقل جثمان الملك الصالح إلى قلعة جزيرة الروضة في مركب، وقد أوصت ابن السلطان توران شاه بأن يتولّى عهد السلطنة المصرية، وكانت قد أقنعت الجميع بأنّه نائم ومريض ولا يستطيع رؤية أحد، وبالرغم من التكتّم على الأمر إلا أنّ الأخبار قد تسرّبت إلى الصليبيين حول وفاة السلطان الأمر الذي شجّعهم على توجيه أنظارهم إلى القاهرة للسيطرة عليها، فهاجمت قوات الصليبيين بقيادة روبرت دارتوا الجيش المصريّ في معسكره بعد أن اجتازوا قناة أشموم عن طريق مخاضة سلكوها كان قد دلّهم عليها أحد قوّاد العربات، وكان ذلك على بعد حوالي ثلاث كيلو مترات من منطقة المنصورة.