كذلك ونظرًا لمدى دقة تأدية تلك العبادة فقد حددها الله في أوقاتها الخاصة، واشترط أن تتم بترتيبها كما أنزلت وفي مواقيتها، وإلا فلن ينال المسلم كامل الثواب في تأديتها، حيث أتت الفروض على هذه الشاكلة: الوقت المتاح لصلاة الظهر يظل حتى إذا زالت الشمس، أو كما قيل أصبح ظل الرجل كطوله. أما عن وقت صلاة العصر يظل ممتدًا حتى تصفر الشمس. كذلك فإن صلاة المغرب لا تزال ممتدة حتى يغيب الشفق وهو وقت صلاة العشاء. أما عن العشاء فهي ممتدة إلى نصف الليل الأوسط. أخيرًا فإن صلاة الفجر تبدأ منذ طلوع أول ضوء للشمس، وهي ممتدة حتى تطلع الشمس وتظهر فهنا يتم الإمساك عنها فهي تطلع بين قرني الشيطان. قضاء الصلاة الفائتة إذا دخل وقت الأخرى - ملتقى أهل العلم. هنا وبعد سرد الأوقات المتاحة لتأدية الصلاة يأتي السؤال حول من فاته الموعد المتاح للصلاة، فهل يجوز قضاء الصلاة الفائتة إذا دخل وقت الأخرى؟ أتى الإجماع من أهلم العلم على وجود قضاء الصلاة مهما مر أو فات من أوقاتها، فهي مكتوبة على ابن آدم مهما انقضى زمنها، فمن نسي صلاة معينة فعليه أن يشرع بها في لحظة تذكرها فلا كفارة له في ذلك. اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة العصر بعد المغرب أحكام الأئمة الأربعة حول قضاء الصلاة الفائتة استمرارًا لما تم ذكره من الحكم الشرعي لقضاء الصلاة الفائتة إذا دخل وقت الأخرى، فها نحن نتبع بما أبداه الأئمة الأربعة حول ذلك الحكم، فلا خلاف ولا جدل في مدى كون تلك الصلاة مكتوبة على الشخص حتى وإن فات زمانها فعليه تأديتها.
أما الإكثار...
- ولم يَثبُتْ عنِ النبي ِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه صلَّى على غير الترتيب المعروف؛ وقد قال صلى الله عليه وسلم، كما في صحيح البخاري: "صَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي". وعليه: فإنْ فاتَكَ فَرْضٌ منَ الفرائض؛ كالعصر مثلا، ودَخَلَ وقتُ الفرْضِ الثاني، فإنْ كان الوقت مازال متسعًا، فالواجب عليكَ أن تصلِّيَ العصر أولاً، ثم المغرب؛ لأنَّ الترتيب بين الفائتة أو الفوائت اليسيرة مع الصلاة الحاضرة واجب؛ كما ذكرنا، ما لم يُؤَدِّ إلى تأخير الحاضرة عن وقتها. قال ابن رجب الحنبليُّ في "فتح الباري": "مَن كان عليه صلاةٌ فائتةٌ، وقد ضاق وقت الصلاة الحاضرة عن فِعْل الصلاتينِ، فأكثرُ العلماء على أنه يبدأ بالحاضرة فيما بقي من وقتها، ثم يقضي الفائتة بعدها؛ لِئَلا تصير الصلاتان فائتتَيْنِ، وهو قول الحَسَنِ وابن المُسَيّبِ وربيعة والثَّورِيِّ والأَوْزَاعِيِّ وأبي حنيفةَ، وأحمد في ظاهر مَذْهبه، وإسحاقَ وطائفةٍ من أصحاب مالك، وهؤلاء أوجبوا الترتيب، ثم أَسْقَطوه خشيةَ فوات الحاضرة، وكذلك قال الشافعي ُّ؛ فإنه لا يوجِب الترتيب، إنما يَستحِبُّه؛ فأسقط هاهنا استحبابه وجوازه، وقال: يَلزَمه أن يبدأ بالحاضرة، ويأثم بتَرْكِهِ.
الجواب: إذا كان الإنسان لا يصلي، ثم هداه الله، ومنَّ عليه بالتوبة، وأقبل على الله، وصلى؛ فإن التوبة تجب ما قبلها، والحمد لله، وتهدم ما قبلها، ولا إعادة عليه، ولا قضاء عليه، هذا هو الأرجح، والصواب من قولي العلماء. التوبة تجب ما قبلها، والإسلام يهدم... ج: الصواب أنه لا يلزمك القضاء والتوبة النصوح كافية في ذلك، وهي المشتملة على الندم على ما وقع منك والاستقامة على الصلاة، والعزم الصادق ألا تعود إلى تركها؛ لقول الله : قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ الآية... إذا نام عن الوتر، أو نسيه؛ شرع له أن يصلي من الضحى ما تيسر، فإذا ذهب الضحى؛ زالت السنة، ولم يبقَ عليه شيء، ولكن يشرع له أن يتعوض عنه بالضحى إذا نسيه بالليل؛ صلى من الضحى ركعات؛ هذه السنة. وإذا فاته الوتر؛ يسن له أن يصلي في الضحى ما يقابل... يغلط بعض الناس في هذا مثل ما سمعتم في الندوة، بعض الناس إذا مرض يتساهل في الصلاة، ولا يصلي، يقول: إذا شفيت؛ أقضي، وهذا غلط، قد يموت في المستشفى، هذا غلط، الواجب عليه أن يصلي على حسب حاله قائمًا، أو قاعدًا، أو على جنبه، أو مستلقيًا كما سمعتم في... ج: إذا طهرت الحائض أو النفساء قبل غروب الشمس وجب عليها أن تصلي الظهر والعصر في أصح قولي العلماء، وهكذا إذا طهرت قبل طلوع الفجر وجب عليها أن تصلي المغرب والعشاء.
قال شيخ الإسلام: "تَفْوِيتُ العصر أَعْظَمُ مِن تفويت غيرِها؛ فإنَّها الصلاة الوُسْطَى المخصوصةُ بالأمر بالمحافظة عليها، وهي التي فُرِضَتْ على مَن كان قَبْلَنا فضَيَّعُوها". فمَن كان مستيقِظاً ذاكِراً للصلاة حَرُمَ عليه تأخيرُها بحالٍ، واختُلِفَ في كُفْرِهِ؛ قال شيخ الإسلام ابن تَيْمِيَّةَ: "فلم يُجَوِّزُوا تأخير الصلاة حال القتال بل أَوْجَبوا عليه الصلاة في الوقت، وهذا مذهب مالك والشافعيِّ وأحمدَ في المشهور عنه، وعن أحمدَ روايةٌ أخرى أنه يُخَيَّرُ حالَ القتال بين الصلاة وبين التأخير، ومذهب أبي حنيفةَ: يَشتَغِل بالقتال، ويصلي بعد الوقت".
أقيمت مراسم استقبال رسمية للرئيس عبد الفتاح السيسي لدى وصوله إلى تونس للمشاركة فى القمة العربية الثلاثين. تم استعراض حرس الشرف وعزف السلام الوطنى للبلدين. وسوف يسلم الملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين رئاسة القمة العربية اليوم إلى تونس. الرابط المختصر
أما لو أدرك مَن فاتَتْهُ صلاة العصر جماعةَ المغرب: فإنه يصلي معهمُ المغرب أولًا، ثم يصلي العصر بعدَهُ؛ فقد سُئِلَ شيخُ الإسلام عن رجل فاتَتْهُ صلاة العصر، فجاء إلى المسجد، فوجد المغرب قد أقيمت، فهل يصلي الفائتة قبل المغرب أو لا؟ فأجاب: الحمد لله رب العالمين، بل يصلي المغرب مع الإمام ثم يصلي العصر باتفاق الأئمة ولكن هل يعيد المغرب؟ فيه قولان. أحدهما: يعيد وهو قول ابن عمر ومالك وأبي حنيفة، وأحمد في المشهور عنه. والثاني: لا يعيد المغرب وهو قول ابن عباس وقول الشافعي والقول الآخر في مذهب أحمد. والثاني أصح فإن الله لم يوجب على العبد أن يصلي الصلاة مرتين إذا اتقى الله ما استطاع والله أعلم". واعلم أن مَن أَخَّرَ الصلاة عن وقتها من غير نَوْم ولا نِسْيان - فقد أتى كبيرة من أعظم الكبائر؛ وذلك لأن فِعْل الصلاة في وقتها فَرْضٌ من أوكد فرائض الصلاة، وقد جاء النهيُ الشرعيُّ عن تأخير الصلاة عن وقتها وبالأخصِّ صلاةُ العصر: - ففي الصحيحَيْنِ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَن فَاتَتْهُ صلاة العصر، فكأنما وُتِرَ أهلَهُ ومالَهُ". - وفيهما أيضاً قال صلى الله عليه وسلم: "مَن فاتَتْهُ صلاة العصر فقد حَبِطَ عملُهُ".
[ ص: 275] قوله تعالى: لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون فيه مسألتان: الأولى: قوله تعالى: لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون أي: يحبون ويوالون من حاد الله ورسوله تقدم. ولو كانوا آباءهم قال السدي نزلت في عبد الله بن عبد الله بن أبي ، جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فشرب النبي صلى الله عليه وسلم ماء ، فقال له: بالله يا رسول الله ما أبقيت من شرابك فضلة أسقيها أبي ، لعل الله يطهر بها قلبه ؟ فأفضل له ، فأتاه بها ، فقال له عبد الله: ما هذا ؟ فقال: هي فضلة من شراب النبي صلى الله عليه وسلم جئتك بها تشربها ، لعل الله يطهر قلبك بها ، فقال له أبوه: فهلا جئتني ببول أمك فإنه أطهر منها. فغضب وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال: يا رسول الله! أما أذنت لي في قتل أبي ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل ترفق به وتحسن إليه. وقال ابن جريج: حدثت أن أبا قحافة سب النبي صلى الله عليه وسلم فصكه أبو بكر ابنه صكة فسقط منها على وجهه ، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له ، فقال: أو فعلته ، لا تعد إليه فقال: والذي بعثك بالحق نبيا لو كان السيف مني قريبا لقتلته.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ باللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} لا تجد يا محمد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر، يوادّون من حادّ الله ورسوله: أي من عادى اللَّهَ ورسولَه. وقوله: { أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمَانَ} يقول جلّ ثناؤه: هؤلاء الذين لا يوادّون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم، أو أبناءهم، أو إخوانهم، أو عشيرتهم، كتب الله في قلوبهم الإيمان. وإنما عُنِي بذلك: قضى لقلوبهم الإيمان، ففي بمعنى اللام، وأخبر تعالى ذكره أنه كتب في قلوبهم الإيمان لهم، وذلك لمَّا كان الإيمان بالقلوب، وكان معلوماً بالخبر عن القلوب أن المراد به أهلها، اجتزى بذكرها مِنْ ذكر أهلها. وقوله: { وأيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} يقول: وقوّاهم بِبرْهان منه ونور وهدى { وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأنهارُ} يقول: ويدخلهم بساتين تجري من تحت أشجارها الأنهار { خالِدِينَ فِيها} يقول: ماكثين فيها أبداً { رِضِيَ اللَّهُ عَنْهُمُ} بطاعتهم إياه في الدنيا { وَرَضُوا عَنْهُ} في الآخرة بإدخاله إياهم الجنةَ { أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ} يقول: أولئك الذين هذه صفتهم جند الله وأولياؤه { ألا إنَّ حِزْبَ اللَّهِ} يقول: ألا إن جند الله وأولياءه { هُمُ المُفْلِحون} يقول: هم الباقون المُنْجَحون بإدراكهم ما طلبوا، والتمسوا ببيعتهم في الدنيا، وطاعتهم ربهم.
أولئك حزب الله الذين اجتمع في قلوبهم الولاء لله والبغض والبراء من أعداء الله, أعد الله تعالى لحزبه وأوليائه من الكرامة الأبدية السرمدية ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر, منعمين برضوان الله الدائم ونعيمه الذي لا ينقطع, أولئك هم الفائزون المفلحون.