المرحلة الثالثة: وفيها تم ايصال الماء إلى المنازل بواسطة المواسير، ومدد الماء لـ (المدي) و(قراوة) الماشية (الدبش). وقد بدأ هذا العمل الخير أحد المحسنين وهو: صالح بن إبراهيم أبا حسين، فحفر بئراً ارتوازية قريبة من البركة السابقة الذكر المجاورة لبئر المجاشعية، كما بني خزان صغير يشبه بركة عالية الجوانب بارتفاع ثلاثة أمتار تقريباً، ومددت مواسير لجميع المساكن وكان لهذا المشروع أثره الكبير في التيسير على الناس في حينه.
حين كانت الكهرباء تُقطع في ليالي شتاء دمشق، كنّا نجلس بجانب بعضنا البعض حول المدفأة التي تعمل على المازوت، نُلصق الخبز على حديد المدفأة ليُسخَّن فنأكله حاراً طيباً. وكانت جدتنا سلطانة تسرد علينا حكايات أطفال قديمة. حكاياتٌ كرديّةٌ قديمة. كانت كل حكاية تبدأ بمقدمة، ترجمتُها: «كان ياما كان في قديم الزمان، رحم الله أمهات وآباء السامعين. يقال إنه كان هناك، رحمة الله على أمي وأبي وعلى أمهاتكم وآبائكم»، ثم تسرد الحكاية. وفي نهاية كلّ حكاية تقول: «هذه حكايتي لكم، فأعطوني شريحة من البطيخ الأحمر». والحكايات متنوعة، منها ما يحكي عن البطولة والشجاعة والثورات، ومنها أحداث تاريخيّة ومنها حكايات عن الحيوانات والحشرات. منها حكايات تتشابه مع حكايات الأقوام المجاورة ومنها حكايات كرديّة خالصة معتقة منذ مئات السنين. يقول إلياس خوري في روايته باب الشمس: «إنّ القصص كالخمر، تتعتق حين تُروى. جرار القصص روايتها»، وهكذا هي الحكايات الكرديّة، حكايات تُروى وتُروى فتصبح خمراً يسكر به شعب الأكراد. تقول جدتي إن هذه الحكايات، إضافة إلى الأغاني القديمة، هي التي حفظت اللغة الكرديّة من الضياع. آلام أثناء الجماع مكان عملية فتق قديمة. ويقول آخرون إن «الكرديّ هو من يجيد الرقص ويستطيع التكلم باللغة الكرديّة»، وما اللغة إن لم تكن حكايات تُروى؟ ما زلنا، نحن الأطفال الذين كبرنا بعيداً عن أهلنا، نحفظ هذه الحكايات عن ظهر قلب.
لم نكن نشبع من مثل حكايات الطرائف، حتى أنّنا أحياناً كنّا نريد أن تسرد علينا جدتنا حكاية خلال النهار، لكن الجدّة عادة تكون مشغولة بأمور البيت التي لا تنتهي. في النهاية وبسبب ضغطنا عليها كانت تحكي لنا حكاية صغيرة، فتقول بعد مقدمة الحكاية: يقال إنّه كان هناك ثعلب، وهذا الثعلب كان يمشي، ومشى الثعلب ومشى ومشى ومشى… حين يعود الثعلب سأكمل لكم الحكاية. وكنّا ننتظر الثعلب الذي لم يكن يأتي إلا حين انقطاع التيار الكهربائي في تلك المساءات البعيدة. "قربة الماء".. ثلاجة فرعونية منذ عصر ما قبل الأسرات. ***** هامش: حكاية القملة والقرادة هي حكاية أطفال قديمة، وتختلف من رواية لأخرى، ما ذكرتُهُ هنا هو رواية جدتي للحكاية التي سمعتها منها مؤخراُ. قمتُ بتعريبها مع تغيير بعض الكلمات، لكنني حافظت على السياق العام وعلى الأحداث كما روتها جدتي. حكاية الأمن مع المرأة الكردية هي حقيقةٌ حدثت لجدتي وأبي، وقد سمعتُ القصة عشرات المرات. في هذا النصّ نقلت القصة من تسجيل صوتي لجدتي كنتُ قد سجلته معها عام 2013 في مدينة أضنة في تركيا.
لقد مرت عملية توفير الماء بأربع مراحل هي: الأولى: عملية جلب الماء من الآبار القديمة تجلبه النساء في قدور، حيث تقوم المرأة بهذه العملية تحمل القدر (المروى) على رأسها، وسمى المروى من الري والعملية تسمى تروية النساء يروين. يصب الماء من المروى في (القرو) وهو حجر منحوت، وقد يجلب الماء في قربة تعلق مباشرة في المنزل أو تفرغ في القرو أو الزير ولم تعان بلدة أشيقر من شح في المياه أو قلة الآبار العذبة، كما أن مياهها السطحية الجوفية قريبة التناول نسبياً، وكانت المياه التي يستقي الناس منها: عدد المساقي المجاورة للمساجد مثل: مسقاة الشمال، ومسقاة الفيلقية، ومسقاة القاضي، وآبار تخص المزارع ويستقي منها الناس أيضاً مثل، بئر العصامية والربيعية والجميعية والمجاشعية. والطريقة التي يستقي بواسطتها الناس في هذه المرحلة هي الطريقة المعتادة منذ القديم ونسميها المرحلة الأولى التقليدية. المرحلة الثانية: مرحلة (مشروع البرك)، حيث توفر الماء خارج البئر في برك مملوءة بالماء، فأراحت النساء من نزع وجذب وسحب الدلو من البئر. وهذه خطوة جيدة، وفرت الجهد والوقت، خاصة بعد تقنية (الماكينات) وتندمج مع هذه الخطوة ما جاء بعدها ممثلة في: مشروع خزان المياه وتمديد المواسير للحويطة والديرة القديمة، من موقع غرب البلدة القديمة بين الخط العام وبئر المجاشعية، وهو عمل وتنفيذ كل من: عبدالمحسن بن مغيرة ومحمد بن عياف ومحمد بن ناصر وقد كفى الناس في حينه تعب جلب الماء ويسر عليهم، لكن طرأ نقص في ماء بئر المجاشعية، فأصبح لا يكفي لمستقبل البلدة التي بدأت تتوسع وتظهر من أسوارها القديمة ناحية الغرب والجنوب ومن ذلك حي الحويطة (تصغير حوطة).
4 يوليو، 2018 2:22 م قربة الماء بين الحاضر والماضي لطيفة البقمي - الرياض للمياه تأثير كبير على حياة الانسان. فالانسان، ككل كائن حيّ آخر، يحتاج للماء ليتمكّن من العيش؛ قال تعالى في كتابه الكريم: "وجعلنا من الماء كلَّ شيءٍ حَيٍّ" (سورة الانبياء، الآية ٣٠). وأهل البادية قديماً كانو يستعملون القربة لتبريد الماء، وهي من الأدوات القديمة التي كان يستخدمها كثير من الناس في منازلهم وفي ترحالهم، وكانوا يهتمون بها لما لها من فائدة كبيرة في تبريد الماء. خاصة في فصل الصيف واشتداد الحرارة، وكانت القِرَب في القدم بمثابة البرادات والثلاجات في وقتنا الحاضر حيث لا يخلو منها بيت. لا تزال القربة في الكثير من المدن والقرى السعودية المتنفس والملجأ للحصول على شربة ماء منعشة، من عادات الأجداد الطريفة وضع البطيخ، والشمام، والفواكه، وأوعية اللبن المغطاة تحت القربة، وتغطيتها بالخيش الذي يمتص قطرات الماء الباردة الناضحة من القربة، بحيث تعمل على تبريدها. كما أنه لوقت قريب- أي منذ ما يقارب نصف قرن ويزيد- كان الناس يستخدمون القربة عندما يذهبون في رحلات برية تصل إلى عدة أيام، كما كانوا يحملونها معهم في السفر ويعلقونها خارج السيارات الكبيرة التي كانت تنقل المسافرين في ذلك الوقت.. القربة كانت رفيق المسافرين وثلاجة البيت التي تسقي العطشى ماء نقيًا باردًا.
نُشر في 08 أغسطس 2021 الأصل في كلٍّ من الاسم المفرد وجمع التكسير أنْ يُجر بالكسرة، وأن يلحقَه التنوين في حال كان مُجردًا من (أل) والإضافة، والتنوين هو نون ساكنة، تُلفظ ولا تُكتب، وإنَّما ترسم ضمتين في حالة الرفع، وفتحتين في حالة النصب، وكسرتين في حالة الجر، لكن خلافًا لهذه القاعدة، يوجد أسماء تُجر بالفتحة بدلًا من الكسرة، ولا يلحق آخرها التنوين حتى لو كانت مُجردة من (أل) والإضافة، وتُسمى هذه الأسماء بالممنوع من الصرف، وسنوضح في هذا المقال حالات الاسم الممنوع من الصرف وكيفية إعرابه. [١] تعريف الممنوع من الصرف هو اسم مُعرب لا يدخله تنوين التمكين، ويُجر بالفتحة نيابةً عن الكسرة، إلا إذا أُضيف أو عُرِفَ بأل التعريف، فإنَّه يُجر بالكسرة، والاسم المُعرب هو الذي تتغيّر حركة آخره بتغير العوامل الداخلة عليه، فيُرفع ويُنصب ويُجر، أما المقصود بتنوين التمكين أو ما يُسمى تنوين الصرف، فهو التنوين الذي يقع في الأسماء المُعربة المُنصرفة، وسُمي التنوين بذلك لأنَّه يُحدث صوت النون في نهاية الكلمة، لكنَّه لا يُكتب نوناً. [٢] الأسماء التي تُمنع من الصرف يُمكن ترتيب الأسماء الممنوعة من الصرف على النحو التالي: الممنوع من الصرف لسبب واحد هذا النوع من الأسماء يكفي سبب واحد ليمنعها من الصرف، وهي نوعان: [٢] النوع التوضيح أمثلة الأسماء التي تنتهي بألف التأنيث سواءً أكانت الألف مقصورة أو ممدودة، وسواء دلت على مفرد أو جمع.
قتادة – طلحة – حمزة – معاوية: هذه أسماء أعلام لرجال ، لكنها مؤنثة بالتاء لفظا ( أي ننطقها) ، وبالتالي هي أسماء ممنوعة من الصرف ( أي لا تقبل التنوين) ، والسبب المانع هو العلمية والتأنيث اللفظي. – إذا كان مؤنثا بالمعنى. زينب – مريم – سعاد: هذه أسماء إناث ، لكنها غير مختومة بالتاء المؤنثة ، وبالتالي هي ممنوعة من الصرف بسبب العلمية والتأنيث المعنوي ، يعني زينب واضح أنها أنثى وليست رجلا ، فهمتم ؟ طيب يا سيدي ماذا تقول في عائشة – حفصة – ميمونة ؟ سؤال رائع جدا ، هنا يا صديقي المجتهد عرفنا عائشة أنها أنثى ، كما رأينا أنها ختمت بالتاء المؤنثة وبالتالي ، هي ممنوعة من الصرف بسبب العلمية والتأنيث اللفظي المعنوي. أرأيت كم الأمر بسيط ؟ – إذا كان العلم أعجميا زائدا على ثلاثة أحرف. اسم ممنوع من الصرف - الرائج اليوم. يعني أسماء أصلها غير عربي مثل: إبراهيم – إسماعيل – إسحاق – يعقوب ( تذكر كلها أسماء لا تقبل التنوين). ماذا نقول في محمد – صالح – شعيب ؟ تقبل التنوين أم لا ؟ فكر … صحيح تقبل التنوين لأنها أسماء عربية وليست أعجمية. ماذا عن هود – نوح – لوط ؟ هي أسماء أعجمية لكن على ثلاثة حروف فقط وليس زائد عليها شيء ، وقلنا في القاعدة فوق أنه إذا كان العلم أعجميا زائدا على ثلاثة أحرف ، وبالتالي هذه الأسماء تقبل التنوين.
– إذا كان مركبا تركيبا مزجيا ما هو التركيب المزجي ؟ ، أي نأتي بكلمة مكونة من كلمتين. حضرموت: مكونة من كلمتين ، حضر و موت ، وكذلك بعلبك. هذه أسماء ممنوعة من الصرف بسبب العلمية والتركيب المزجي. – إذا كان مختوما بألف ونون زائدتين. تذكروا أننا لحدود الساحة نتحدث عن اسم العلم. مثال: سلمان – سليمان – عثمان – عمران لاحظ أن هذه الأسماء مختومة بألف ونون زائدتين ، فأصل سليمان سلم ، وعمران عمر ، وعليه فهما ممنوعان من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون. – إذا كان على وزن الفعل أحمد – يزيد ، فلا نقول مررت بيزيدٍ ، بل بيزيدَ ، لأنه ممنوع من الصرف بسبب العلمية ووزن الفعل. – إذا كان معدولا به عن صيغته الأصلية مع بقاء معناه الأصلي. لا تعقدوا الأمر في هذه المسألة لكن أقول لكم احفظوا هذه الأسماء الثلاثة المعدولة المشهورة فقط: عمر معدولة عن عامر ، أمس معدولة عن الأمس – سحر معدولة عن السحر ( وقت من اليوم). 2 – الصفة ، وذلك في المواضع التالية: – إذا كانت مختومة بألف ونون زائدتين. مثال: غضبان – سكران – عطشان – إذا كانت على وزن الفعل مثال: أعرج – أفضل – أخضر – إذا كانت معدولة عن وزن آخر وذلك في الكلمات المشهورة التالية: – مَثنى – ثُلاث – رُباع – أُخر لنعد الآن إلى البيت الشعري الذي جمع كل قواعد الاسم الممنوع من الصرف.