إغواء الناس وتضليلهم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( إن الله لا يقبض العِلم انتِزاعًا ينتزعه مِن العباد، ولكن يقبض العِلم بقَبض العلماء، حتى إذا لم يُبْقِ عالِمًا اتخذ الناسُ رُؤوسًا جُهَّالًا، فسُئِلُوا فأفتوا بغير عِلم، فضَلُّوا وأَضَلُّوا) ، [٣] فالمفتي بغير حق قد ضل عن الحق، وأضل غيره ممن اتبع فتواه بغير علم. ومن أفتى بغير علم يتحمل أوزار الذين يعملون بكلامه، قال -تعالى-: ( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ) ، [٤] ومن أفتى برأيه بما يخالف الكتاب والسنة فقد عمل بما يسخط الله -عز وجل- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وتعرض لسخط الله -تعالى-، وهذه عقوبة مغلظة من الله -عز وجل- لمن أفتى بما لا يعلم، فقد حمل آثام غيره وتعرض لسخط الله وغضبه. [٥] مفهوم الإفتاء الإفتاء: هو قيام المفتي بجواب المستفتي، وهو في حقيقته إبلاغ عن الله -عز وجل-، وإخبار لما شرعه الله -عز وجل- لعباده من أحكام، وأول من أفتى هو سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وكان إفتاؤه متضمناً جوامع الكلم، ثم قام بالإفتاء بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- صحابته الكرام، والإفتاء لا يكون إلا من كان أهلاً له، وأن يكون مجتهداً في العلم، ومن قلد مذهباً معيناً.
ويقول: "ألا سألَوا إذا لم يعلموا، فإنّما شِفاء العِيِّ السّؤال" رواه أبو داود وابن ماجه والدارقطني وصححه ابن السَّكَن " هذه بعض النصوص التي تدل على أن الإنسان مهما بلغ من العلم فلن يُحيط بكل شيء علمًا، وأن الجاهل بالحكم يجب عليه أن يسأل المُختصِّين، ومن أفتى بغير علم فقد كَذَب على الله وعلى الرسول، وضَلَّ في نفسه طريق الحق وأضل غيره عنه، ومن سَنّ سنة سيئة فعليه وِزرُها ووِزر مَن عَمِلَ بها إلى يوم القيامة، كما في الحديث الذي رواه مسلم. ولهذا لا يجوز لأحد أن يُفتيَ بغير علم، أو يتعصَّب لرأي لم يطَّلِع على ما يخالفه من آراء المجتهدين. حكم الإفتاء بغير علم - طريق الإسلام. والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سُئِل عن الرُّوح، وعن أهل الكهف، وعن ذي القرنين فلم يجب حتى نزل عليه الوحي، غير عابئ بما يقوله المشركون والأعداء عندما تأخّر الوحي عن الإجابة، ولما سُئِل عن خير البِقاع وشرِّها قال: حتى أسأل جبريل، كما رواه أحمد وهو بهذا يقف عند حدِّ علمه، ويرسُم للناس من بعده الطريق الأمثل لنشر العلم والإجابة على الأسئلة، وصحّ أنه قال لأميره "بريدة" إذا حاصَر العدو أن ينزلهم على حكمه هو لا على حكم الله فإنه لا يَدري ما عند الله. ونحن نعلم أن بعض الصحابة كانوا يسألون عن مسألة فيُحيل على غيره، وأن أبا بكر قال: أيُّ سمّاء تُظِلُّني وأيُّ أرض تُقِلُّني وأين أذهب وكيف أصنع، إذا قلت في حرف من كتاب الله بغير ما أراد الله تبارك وتعالى؟ وكان لعبارة (لا أدري) عند القُدامى منزلة وممارَسة شائعة، فقد رُوِيَ فيها خبر( العلم ثلاثة، كتاب ناطق، وسُنّة قائمة، ولا أدري) رواه الخطيب موقوفاً على ابن عمر.
حكم الإفتاء بغير علم Submitted by admin2 on Wed, 10/25/2017 - 00:46 الأربعاء, October 25, 2017 يحرم الإفـتاء بغير علم، والمتجرِّئ والمتهاون في ذلك يدخلُ في التهديد والوعيد المذكورَيْنِ في الكتاب والسُّنة، والأدلة على حرمة الإفتاء بغير علم كثيرة، منهاقوله تعالى: {وَلَاتَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} [النحل: 116]. فهذه الآية الكريمة تشمل بمعناها من زاغ في فتواه، فقالفي الحرام: هذاحلال، أو قال في الحلال: هذا حرام، أو نحو ذلك. حكم الافتاء بغير علمی. والأدلَّة من السُّنة كثيرة، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أُفْتِيَ بِفُتْيَا غَيْرِ ثَبْـتٍ، فَإِنَّـمَا إِثْـمُهُ عَلَى الَّذِي أَفْـتَاهُ» (رواه الإمام أحمد وابن ماجه). وفي لفظ: «مَنْ أُفْتِيَ بِفُتْيَا بِغَيْرِ عِلْمٍ، كَانَ إِثْمُ ذَلِكَ عَلَى الَّذِي أَفْتَاهُ» رواه الإمام أحمد وأبو داود. وقوله: «مَنْ أَفْتَى النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ لَعَنَتْهُ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ وَمَلَائِكَةُ الْأَرْضِ» (ذكره ابن الجوزي في تعظيم الفتوى).
وأخرج أبو داود وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من أُفتِيَ بغيرِ عِلْمٍ كَانَ إِثْمُهُ عَلَى مَن أَفْتَاهُ». أي: من أفتاه شخصٌ بغير علمٍ فعمل بالفتوى كما سمع وكان فيها ذنبٌ فهو على مَن أفتاه. ويمكن إعادة جسور الثقة والتغلب على هذه المشكلة عن طريق بيان الأحكام الشرعية وأصول الإسلام الصحيح للمسلمين وغيرهم بالصورة الصحيحة، بعيدًا عن التشدُّد والتعصُّب والغلوِّ في الدين، عن طريق العلماء المتخصصين في المراكز الإسلامية المتخصصة؛ كالأزهر الشريف، ودار الإفتاء المصرية، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وجامعة الأزهر ونحو ذلك.
07-03-2022, 02:41 AM المشاركه # 1 عضو هوامير المميز تاريخ التسجيل: Feb 2020 المشاركات: 6, 667 البعض يطرح موضوعاً شرعياً في المنتدى او في وسائل التواصل الاجتماعي او في المجالس فينبري له آحاد الناس ممن لايحفظون حتى جزء عم ثم يفتي ويقول على الله بغير علم الا يعلم هذا الانسان ان الصحابة الكرام والسلف الصالح كانوا يتدافعون الفتوى فيما بينهم بأنهم يعلمون انهم اذا افتوا فكأنهم وقهوا نيابة عن الله وهذا امر خطير جداً جداً جداً.