ورد سؤال إلى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، يقول صاحبه: مرض ابن جارتي مرضًا شديدًا وهو رضيع لم يبلغ العام، ما استلزم نقل دم له فتبرعت له بالدم لاتفاق الفصيلتين فـ هل يعد تبرعي هذا من الأشياء التي تُحرّم الزواج كالرضاع؟". اقرأ أيضًا: ما حكم المسح على الجوارب في حالة البرد الشديد؟.. هل أخو الأخت من الرضاعة محرم لأختها - خالد عبد المنعم الرفاعي - طريق الإسلام. الإفتاء تجيب وأجاب مفتي الجمهورية، إن التبرع بـ الدم لا يحرم الزواج لأن التحريم من الرضاع أمر إلهى من الله -عز وجل-، ولا يقاس عليه كـ طول العِشرة والتربية والدم المنقول ونحوها. وأكد المفتي، أنه ليست هناك علاقة بين أي مسبب من هذه الأسباب وتحريم الزواج، لأن عمود النسب هو عمود الرضاعة، وحتى قول يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب، هو مسألة إلهية. واختتم الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن نقل الدم لا يؤثر في إبطال الزواج، بل إن المتبرعة لها الأجر والثواب لأنها أنقذت حياة هذا الطفل.
الحديث ترجمة رجال الحديث دلالة الحديث ما يرشد إليه الحديث لقدْ شرعَ الإسلامُ الحدودَ والأحكامَ للأمّةِ الإسلاميّةِ، وبيّنَ الحلال والحرامَ، كي لا يقعَ المسلمونَ في الحرامِ، كما بيّنَ المحرّماتِ منَ الأنْسابِ لكي لا تختلطَ الأنْسابَ وهي منْ ضرورات الإسلامِ، وبيّنَ حرمةَ الرّضاع كما كانت حرمة الأنْسابِ، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ. الحديث: يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا مسلمُ بنُ إبراهيمَ، حدّثنا همّامٌ، حدّثنا قَتادةَ، عنْ جابرِ بنِ زيدٍ، عنِ ابنِ عبّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما، قال: قالَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ في بنتِ حمزةَ: (لا تحلُّ لي، يحرّمُ منَ الرّضاعِ ما يحرّمُ منَ النّسبِ، هي بنتُ أخي منَ الرّضاعةِ). رقمُ الحديث:2645)). ترجمة رجال الحديث: الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في صحيحه في كتابِ الشّهاداتِ، بابُ الشّهاداتِ على الأنسابِ والرّضاعِ، والحديث منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ ابنِ عبّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما، وهوَ عبدُ اللهِ بنُ عبّاسِ بنِ عبدِ المطّلبِ، حبرُ الأمّةِ ومنْ الصّحابةِ المكثرينَ في روايةِ الحديثِ عنْ الرّسولِ عليه الصّلاةُ والسّلام، أمّا بقيّةُ رجال الحديث: مسلمُ بنُ إبراهيمَ: وهوَ أبو عمرٍو، مسلمُ بنُ إبراهيمَ الأسديُّ (ت:222هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقات منْ تبعِ أتْباع التّابعينَ.
[15] عمة الزوجة وخالتها: كذلك يحرم عليه الزواج من عمةِ الزوجةِ أو خالتها، لقول أبي هريرة -رضي الله عنه-: "نَهَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ تُنْكَحَ المَرْأَةُ علَى عَمَّتِهَا، والمَرْأَةُ وخَالَتُهَا". [16] ابن أخت الزوجة أو ابنة أخيها: كذلك يحرم عليه الزواج من أبنةِ أخِ الزوجةِ أو ابنة أختها، ما دامت زوجته على ذمته، ودليل ذلك قول أبي هريرة -رضي الله عنه-: "نَهَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ تُنْكَحَ المَرْأَةُ علَى عَمَّتِهَا، والمَرْأَةُ وخَالَتُهَا". [17] شاهد أيضًا: الفرق بين النسب والمصاهره تفسير المحرمات من النساء بسبب اختلاف الدين يحرم على الرجل الزواج من المشركاتِ من غير أهل الكتاب من اليهوديات والنصارى، حيث نهى الله -عزَّ وجلَّ- عن ذلك في كتابه الكريم، حيث قال الله تعالى: {وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ ۚ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ۗ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا ۚ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ}. [18] وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان من أمثلة المحرمات بسبب النسب ، والذي تمَّ فيه ذكر المحرماتِ من النساءِ بسبب النسبِ والمصاهرةِ والرضاعِ، كما تمَّ بيان المحرماتِ من النساءِ بسببِ اختلافِ الدين، وقد تمَّ ذكر الدليل الشرعيِّ من القرآن الكريم والسنة النبوية على كلِّ نوعٍ من أنواع المحرماتِ.