وأما ما لا منفعة فيه ولا ضرر: فهو فضول، والاشتغال به تضييع زمان، وهو عين الخسران، فلا يبقى إلا القسم الرابع، فقد سقط ثلاثة أرباع الكلام، وبقي ربع ، وهذا الربع فيه خطر ؛ إذ يمتزج بما فيه إثم ، من دقائق الرياء والتصنع والغيبة وتزكية النفس وفضول الكلام، امتزاجا يخفى دركه فيكون الإنسان به مخاطراً. ومن عرف دقائق آفات اللسان علم قطعاً أن ما ذكره صلى الله عليه وسلم هو فصل الخطاب ، حيث قال (من صمت نجا) ؛ فلقد أوتى والله جواهر الحكم قطعا ، وجوامع الكلم ، ولا يعرف ما تحت آحاد كلماته من بحار المعاني إلا خواص العلماء". انتهى من "إحياء علوم الدين" (3/ 111-112).
والعاقل من يغلق فمه على لسانه، ولا يطلقه إلا في خير، فيريح نفسه، ويريح الكتاب، وفي موطأ الإمام مالك أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، كانت ترسل إلى بعض أهلها بعد العتمة فتقول: (ألا تريحون الكتاب)، تقصد الكرام الكاتبين، الذين يكتبون كل ما يتكلم به المرء من خير أو شر، فإما له وإما عليه، ويوم القيامة ينكشف الحساب، وتفرد صفحات الكتاب، وفيها كل ما قال، وكل ما فعل، والمفارقة المحزنة أن لسانه سيكون هو أول الشاهدين عليه: (يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون). الكلمة مسؤولية كل كلام العبد مكتوب ومسجل عليه، ومن كلام العبيد كلمات ترفع درجاتهم، ومن كلامهم ما يلقي بهم في نار جهنم، كلمة ترفع، وكلمة تخفض، وكما ورد في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن العبد ليتكلم بالكلمة، من رضوان الله تعالى، ما يلقي لها بالاً، يرفع الله تعالى بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة، من سخط الله تعالى، لا يلقي لها بالاً، يهوي بها في جهنم).
يتساءل البعض عن دعاء الإفطار فى رمضان، والذى يجب قوله مع سماع أذان المغرب وقبل بدء تناول الإفطار، وينشر "اليوم السابع" دعاء الإفطار عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: (كانَ النَّبيُّ - صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ - إذا أفطرَ قال: ذهبَ الظَّمأُ وابتلَت العروقُ وثبُتَ الأجرُ إن شاءَ اللهُ". ذهب الظمأ أي: انتهى الشعور بالعطش.. أمسية الخوانيج!. وابتلت العروق أي: رطبت بزوال اليبوسة الحاصلة من العطش.. وثبت الأجر أي: زال التعب وحصل الثواب؛ وهذا حث على العبادات؛ فإن التعب يسير لذهابه وزواله، والأجر كثير لثباته وبقائه. دعاء الإفطار وكان النبي - صلى الله عليه وسلم- يقول أيضًا: " اللهم إنّي أسألُكَ برحمتِكَ التي وسِعَتْ كلَّ شيءٍ أن تغفِرَ لي"، رواه ابن ماجه من دعاء عبد الله بن عمرو بن العاص، وحسّنه ابن حجر في تخريج الأذكار، وكان عليه الصلاة والسلام يقول: "اللهمَّ لكَ صمتُ، وعلى رِزْقِكَ أفطرتُ"، رواه أبو داود مرسلًا. وقال النّووي في شرح المهذّب: "يستحبّ للصائم أن يدعو في حَالِ صَوْمِهِ بِمُهِمَّاتِ الْآخِرَةِ وَالدُّنْيَا لَهُ وَلِمَنْ يُحِبُّ وَلِلْمُسْلِمِينَ، لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم:" ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَالْإِمَامُ الْعَادِلُ وَالْمَظْلُومُ"، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ، وقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدِيثٌ حَسَنٌ.
من جهتها، قالت رئيسة البرلمان الألماني بيربل باس الأربعاء خلال زيارتها لـ"ياد فاشيم" إن "التزاما خاصاً ينبثق من الذنب التاريخي لألمانيا"، وأضافت أن "أمن إسرائيل ومحاربة كل أشكال معاداة السامية جزء من هويتنا الوطنية، ولن ننسى". وفقا للأرقام الرسمية الإسرائيلية للعام 2022 ، يعيش في الدولة العبرية نحو 161 ألف ناجٍ من الهولوكوست. م. ع. ح/ز. أ. ب (أ ف ب) لوحات من الهولوكوست – لوحات توثِّق الإبادة النازية لليهود هل ممكن أن يصنع الرعب والإرهاب فنا جميلا؟ يحاول المعرض الفني الذي يقام في برلين تحت شعار "فن من الهولوكوست" الإجابة عن هذا السؤال اكبر جريمة في التاريخ الإنساني خلال الحكم النازي مورست بحق اليهود، ورغم ذلك استطاع بعض الفنانين خلال وجودهم في المعسكرات النازية رسم وتخليد لحظات حياتهم في مادة فنية ، كما في لوحة "شارع في غيتو في مدينة وودج" لجوزيف كونر الذي نجا من المحارق. استعار المعرض في برلين 100 لوحة فنية من متحف ياد فاشيم من إسرائيل. وعرضت اللوحات أعمال 50 فنانا يهوديا نجا 26 منهم من المحارق، فيما لقي الفنانون الآخرون المعروضة أعمالهم حتفهم على يد النازية، ومنهم فيلكس نوسباوم الذي يعد من أشهرهم، والذي توفي في سنة 1944 في معسكر أوشفيتز.
على ورقة صغيرة من دفتر ملاحظات وبقلم أحمر جرى إحصاء الركاب من الموجودين. عندما كنا نردد أحد الأسماء لتأكيد لفظه كان يقاطعنا من تردد على مسامعه الاسم ليسألنا إذا ما كان من الناجين أم لا. أذكر الكثير من الأسماء التي كان أهلها يسألون عنها باستمرار كخديجة النمر والعميد دندشي وعائلاته ورياض دندشي والأسماء كثيرة. كانت عيون الناس تنظر إلينا ولا ترانا، نرى فيها ضياع من وقْع المصيبة، وبحث في أعيننا عن فرص نجاة الأحبة. في البداية أحصي قرابة 65 اسماً، ومما عرفناه أن الرجال كانوا يجلسون على سطح المركب وشرفته بينما النساء والأطفال كانوا في المقصورة لحمايتهم من الرياح الباردة في تلك الليلة، ما يؤكد فرضية غرق المقصورة بمن فيها في منطقة عمقها يصل إلى 400 متر. لم يكن المركب من المطاط أو الخشب، بل كان من مادة الفيبرغلاس ومزوّداً بمحركين. وكانت وجهته السواحل الإيطالية حسب الرواة. كان يمكننا أن نرصد بسهولة الدموع المحبوسة في المقل وغصة في قلب رجل ستيني من آل دندشي ينتظر ثمانية أشخاص من عائلته، فيما يتكلم شاب عن ابنته وزوجته وكيف استأجر لهما منزلاً مجهزاً في ألمانيا، كي لا يتعذبان بعد مشقة البحر واللجوء. بين الجموع يضع شاب سوري نجا من الغرق حراماً صوفياً على كتفيه ويحاول أن يشرح للحضور مكان تواجده على مقدمة المركب، بينما كانت زوجته وأولاده الثلاثة في الداخل وهم في عداد المفقودين.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "ثلاثُ دَعواتٍ لا تُرَدُّ: دعوةُ الوالِدِ لِولدِهِ، ودعوةُ الصائِمِ، ودعوةُ المسافِرِ"، صحّحه الألبانى. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - كان إذا أفطر عند أهل بيت دعا لهم قبل الإفطار قائلا: "أفطرَ عندَكمُ الصَّائمونَ، وتنزَّلت عليْكمُ الملائِكةُ، وأَكلَ طعامَكمُ الأبرارُ، وغشيتْكمُ الرَّحمةُ"، رواه أحمد.
وفي الحديثِ: الحثُّ على الوصولِ إلى النَّجاةِ بلُزومِ الصمتِ عن الشرِّ.