فميز الله سبحانه وتعالى بعض الأنبياء والرسل عن غيرهم من الأنبياء والرسل الآخرين كما يتضح من خلال كتاب الله عز وجل الذي قال فيه العزيز: «تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّـهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ»، وهو ما يظهر في الآيات الكريمة. أولو العزم من الرسل هناك العديد من المعلومات التى يستقيها المسلمون من العلماء ورجال الدين، وما قاله رجال الدين عن أولي العزم من الأنبياء والرسل، هو أنهم خمسة فقط، وقالوا إن هؤلاء الخمسة هم أكثر الأنبياء والرسل الذين تعرضوا إلى الضغط الكبير والمعاناة. وصبر الأنبياء والرسل على الإيذاء وما شهدوه من معاناة حتى تمكنوا من نشر الدعوة التى بعثهم الله سبحانه وتعالى بها، وقال العلماء إن ما تعرض له هؤلاء الأنبياء والرسل عن غيرهم هو سبب حصولهم على تلك الصفة العظيمة. من هو أول الرسل إلى أهل الأرض؟. ليس هذا فقط، ولكن ما تحمله خمسة أنبياء ورسل من إيذاء أقوامهم وتعذيب لبعضهم، ولم يحدث لباقي الأنبياء والرسل، وتحملوا الكثير من الأذى، وتمكنوا أيضًا من تبليغ الدعوة وتأدية الرسالة التي بعثوا من أجلها، امتثالًا لأوامر المولى عز وجل، أكسبهم صفة أولي العزم من الرسل.
[٤] وقد ورد ذكر نبي الله يوشع بن نون -عليه السلام- في القرآن الكريم، ولكن لم يصرِّح القرآن بذكر اسمه، ووصفه بوصف الفتى؛ لأنَّه كان فتى عند موسى -عليه السلام-، قال الله -تعالى-: ( وَإِذ قالَ موسى لِفَتاهُ لا أَبرَحُ حَتّى أَبلُغَ مَجمَعَ البَحرَينِ أَو أَمضِيَ حُقُبًا* فَلَمّا بَلَغا مَجمَعَ بَينِهِما نَسِيا حوتَهُما فَاتَّخَذَ سَبيلَهُ فِي البَحرِ سَرَبًا* فَلَمّا جاوَزا قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا لَقَد لَقينا مِن سَفَرِنا هـذا نَصَبًا). [٥] [٦] الخضر -عليه السلام- جاء ذكر الخضر في أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد أشار القرآن الكريم إلى الخضر -عليه السلام- إشارة ولم يصرِّح باسمه، وإنَّما وصفه بأنَّه عبد من عباد الله -تعالى-، فقد ورد ذكره في سورة الكهف من خلال ذكر قصة نبي الله موسى -عليه السلام-، وذلك في قول الله -تعالى-: ( فَوَجَدا عَبدًا مِن عِبادِنا آتَيناهُ رَحمَةً مِن عِندِنا وَعَلَّمناهُ مِن لَدُنّا عِلمًا* قالَ لَهُ موسى هَل أَتَّبِعُكَ عَلى أَن تُعَلِّمَنِ مِمّا عُلِّمتَ رُشدًا* قالَ إِنَّكَ لَن تَستَطيعَ مَعِيَ صَبرًا). [٧] [٨] أمَّا السنة النبوية فقد ذكرت اسم الخضر -عليه السلام- صريحاً، كما في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ الْغُلَامَ الَّذِي قَتَلَهُ الْخَضِرُ طُبِعَ كَافِرًا، وَلَوْ عَاشَ لَأَرْهَقَ أَبَوَيْهِ طُغْيَانًا وَكُفْرًا).
أول نبي ذكر في القرآن هو سيدنا أدم عليه السلام، وقد نفخ الله فيه من روحه وجعله أول من ينزل على الأرض. خلق الله أدم من الطين وأمر الملائكة أن يسجدوا له فقبل الجميع إلى إبليس، وقد ذكر الله في الآية رقم 61 من سورة الإسراء "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا". جاء أسم سيدنا أدم في القرآن الكريم خمسة وعشرون مرة، في مواضع مختلفة داخل الآيات القرآنية. أنزل الله تعالى سيدنا أدم هو وزوجته حواء لتعمير الأرض، حيث أنجبا قابيل وهابيل وبدأت الخليقة منذ تلك اللحظة حتى الآن. دعوة الانبياء عليهم السلام رسالتهم واحدة هي - موسوعة. خاتم الانبياء والرسل هو نستعرض في تلك الفقرة خاتم الانبياء والرسل بشكل تفصيلي فيما يلي. جعل الله تعالى سيدنا أدم هو أول رسول ينزل على الأرض، وسيدنا نوح أول نبي يدعو قومه للتوحيد. يقول الله تعالى في الآية رقم 40 من سورة الأحزاب "مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا". يتضح من الآيات إن خاتم الأنبياء والرسل هو أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وقوله تعالى: ﴿ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ ﴾؛ أي: أيظن هؤلاء الكفرة الفَجَرة المغرورون أن ما نعطيهم من الأموال والأولاد لكرامتهم علينا ومعزتهم عندنا؟! أول الرسل ها و. إن ظنوا أن الأمر كذلك، فهم فاقدو الشعور منقطعو الإحساس، فالله تبارك وتعالى يعطي الدنيا لمن أحب ولمن لا يحب، وأن عطاءه الدنيا ليس دليلًا على رضاه، ومن ظن ذلك فهو لا يشعر؛ ولذلك قال: ﴿ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾. ثم بَيَّن أن العطاء الذي يدل على الرضا هو عطاء الهداية والتوفيق إلى الخير، فهو لا يعطي الدين إلا لمن أحب؛ ولذلك قال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾. ومعنى ﴿ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ ﴾: أنهم من إيمانهم وإحسانهم يخافون من الله. ومعنى ﴿ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ﴾؛ أي: يُصدِّقون؛ أي: بآياته الكونية والشرعية.