الحمد لله. لما أمر الله تعالى بقتال أهل الكتاب من اليهود والنصارى وذلك في قوله تعالى: ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ماحرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون). ذكر بعد ذلك ما يوجب قتالهم ، وهو كفرهم بالله وشركهم ، ومن ذلك تنقصهم لله بنسبة الولد إليه ، وهو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد. فاليهود قالت عزير ابن الله ، وقالت النصارى المسيح ابن الله. وعزير رجل صالح من بني اسرائيل ، معظَّم عند اليهود ، قيل من أسباب تعظيمه أنه حفظ التوراة ، فغلت اليهود أو بعضهم فيه ، فزعموا أنه ابن الله فذمهم الله لذلك وأخبرهم أنهم يضاهئون بهذا القول قول المشركين الذين قالوا الملائكة بنات الله. وكذلك النصارى تنقصوا الله حيث قالوا المسيح ابن الله فشابهوا بذلك اليهود والمشركين. قال تعالى: ( وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون). راجع تفسير ابن كثير ، الجزء الثاني في تفسير سورة التوبة. و تفسير ابن جرير و تفسير القرطبي.
[2] شاهد أيضًا: من هم الذين قالوا عزير ابن الله قصة عزير عليه السلام أرسل الله عز وجل عزير عليه السلام، وقد أمر أن يذهب إلى قرية ما ووجدها في خراب ولا يوجد بها حياة، فأصبح عزير عليه السلام متعجبا، فكيف يرسله الله عز وجل إلى قرية ميتة يدعو بها، ولكن قام بإدراك أن الله عز وجل سوف يحييها مرة أخرى لكي يقوم بتنفيذ ما أمر به، وأصبح ينتظر ذلك. ولقد أماته الله عز وجل مائة عام، ثم أيقظه مرة أخرى من النوم، وهيأ له ملكًا على هيئة بشر فسأله: "كَمْ لَبِثْتَ"، فقال عزير: "يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ"، فأخبره الملك " بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ" ودلَّل الملك على ذلك بأن أشار إلى طعامه الذي لم يتغير فيه شيءٌ وحماره الذي مات وأصبح عظامًا، قال الله تعالى: {فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ}، ثم بيّن له سبب ذلك {وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ}. وبعد ذلك حدثت معجزة أخرى، حيث قام الله عز وجل بإحياء الحمار، حيث جعل الحمار يتشكل بالعظام، ثم كساها باللحم والجلد والشعر، وكان عزير ينظر لهذا، وقام بالتوجه للقرية التي أرسله الله عز وجل إليها، ووجد أنها أصبحت عامرة بالناس، فسألهم: "هل تعرفون عزيرا" فقالوا: "نعم لقد مات منذ مائة سنة" فقال لهم: "أنا عزير"، ولكن في بداية الأمر لم يصدقوه، وقام جاءوا بامرأة عجوز معمرة، وقاموا بسؤالها عن أوصاف عزير، فقامت بوصفه لهم وقد عرفوا عندها أنه هو، ولقد آمنوا به وقد زادوا على ذلك وقالوا عنه أنه ابن الله.
ويحتمل أنه يكون المراد باليهود في الحديث، هو من كان يعتقد منهم هذا الاعتقاد في عزير، ويكون جواب من عداهم من اليهود بذكر معبودهم الذي أشركوه مع الله تعالى كأحبارهم وكبارئهم. قال الحافظ ابن حجر في الفتح: قوله: "كنا نعبد عزير ابن الله" هذا فيه إشكال؛ لأن المتصف بذلك بعض اليهود، وأكثرهم ينكرون ذلك! ويمكن أن يجاب بأن: خصوص هذا الخطاب لمن كان متصفا بذلك، ومن عداهم يكون جوابهم ذكر من كفروا به. كما وقع في النصارى، فإن منهم من أجاب بالمسيح ابن الله، مع أن فيهم من كان بزعمه يعبد الله وحده، وهم الاتحادية الذين قالوا: إن الله هو المسيح ابن مريم. اهـ. ثم إننا ننبه على أن الملل والمعبودات المذكورة في حديث أبي سعيد، ليس هي كل ما وجد في أنواع الشرك بالبشر على الأرض، فمن الناس من يعتقد البنوة في غير عزير و المسيح ، كما يعتقد البوذيون في بوذا ، وانظر الفتوى رقم: 34579. بل إن من الناس من يعتقد أن الله تجلى في متبوعه الذي يشرك به, فالحديث إما أن يكون فيه ذكر أمثلة يقاس عليها، ويعرف من خلالها كيف يعامل الناس في المحشر، وإما أن يكون المذكور فيه إنما هو أصول الأمم والملل الأكثر عددا من الأتباع. والله أعلم.
[3] وفي النهاية نكون قد عرفنا من هو عزير ابن الله الذي أمن به اليهود حيث أماته الله مائة عام ثم أحياه حتى يكون معجزة لبني اسرائيل. المراجع ^, هل عزير نبي من أنبياء بني إسرائيل أم حبر من أحبارهم, 18-5-2021 ^, سبب زعم اليهود أن عزيراً ابن الله, 18-5-2021 ^, قصة عزير عليه السلام., 18-5-2021
عزير ابن الله - دليل على بشريّةِ القرآن و عجز كاتبه عن فهم الفرق - YouTube
فهل تعلم شيئًا أكبر من الله؟ ما يفرك أن يُقال: لا إله إلا الله؟ فهل تعلم إلهًا غير الله؟ ثم دعاه إلى الإسلام، فأسلم وشهد شهادة الحقّ، قال: فلقد رأيتُ وجهه استبشر. الشيخ: "وجهه" يعني: وجه النبي ﷺ، يفرح بإسلام المسلمين، فهذا من كمال نصحه، وكمال محبّته للخير وأهل الخير، إذا أسلم..... فرح بإسلامه، وسرّه إسلامه، وإذا رأى مَن يُسارع إلى الخيرات ويُنفق سُرَّ بذلك، لما أمر بالصَّدقة ورأى الناسَ سارعوا إلى الصَّدقة استنار وجهه كأنَّه مذهبة -عليه الصلاة والسلام-، فهذا يدلّ على أنَّ المؤمن يفرح بالخير ويسرّه، ويظهر عليه وعلى وجهه دلائل فرحه بالخير: كمُسارعة الناس إلى الصَّلاة، ومُسارعة الناس إلى الخيرات، وإسلام الكافر، وهكذا. ثم قال: إنَّ اليهودَ مغضوبٌ عليهم، والنَّصارى ضالُّون. وهكذا قال حُذيفة بن اليمان وعبدالله بن عباس وغيرهما في تفسير: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ إنَّهم اتَّبعوهم فيما حللوا وحرَّموا. الشيخ: المعنى: أنَّه ليس بشرطٍ أن يعبدوهم مع الله، وليس بشرطٍ أن يستغيثوا بهم مع الله، وليس بشرطٍ أن يقولوا: هم أربابنا. إذا أحلّوا الحرام واتَّبعوهم، وحرَّموا الحلالَ فاتَّبعوهم، ولم يُبالوا بالشَّرع؛ كفى عن عبادتهم، نسأل الله العافية.
قال ابن جريج: قاتلهم الله هو بمعنى التعجب. وقال ابن عباس: كل شيء في القرآن قتل فهو لعن ، ومنه قول أبان بن تغلب: قاتلها الله تلحاني وقد علمت أني لنفسي إفسادي وإصلاحي وحكى النقاش أن أصل " قاتل الله " الدعاء ، ثم كثر في استعمالهم حتى قالوه على التعجب في الخير والشر ، وهم لا يريدون الدعاء. وأنشد الأصمعي: يا قاتل الله ليلى كيف تعجبني وأخبر الناس أني لا أباليها