وصلت ديما للمنزل وأعددت لها أمها وجبة اليقطين فهو مقوِّ للجسم ، وللنظر فهو مفيد. قالت ديما لأمها: نعم ياأمي فهو من أهم فواكه الخريف. فضحكت أمها وقالت: إنه فصل الخريف والحو فيه ممتع ولطيف. ⇐اقرأ أيضًا: حوار بين الفصول الاربعة مكتوبة:: مسرحية عن الفصول الأربعة قصة أوراق الخريف للأطفال الطفل عبد الرحمن يحب الاستيقاظ مبكرًا وهاهو يوم العطلة الأسبوعية ، إنه يوم إجازته من المدرسة فنحن الآن في شهر أكتوبر ، ذهب حر الصيف ولهيب أشعة الشمس. استيقظ عبد الرحمن وتناول الافطار مع أسرته واستأذن أمه في الخروج للحدائق والمزارع المجاورة للمنزل يصحبه كلبه ميشو فهو يحب الطبيغة جدّا ، سمع عبد الرحمن خفيف ورق الأشجار ورأى الكثير من الأوراق صفراء وحمراء ونية متساقط على الأرض يأتي الريح ويحركه يمينًا ويسارًا فيسمع صوت حفيفه وكأنه ألحانًا. كان عبدالرحمن سعيدًا جدًا ، يجري فرِحًا وخلفه ميشو مستمتعًا بالجو. زادت الرياح بعض الشيء وبدأ يشعر عبد الرحمن بالبرد ؛ فتذكر حقيبته التي أعطته إياه أمه وقالت له: بها معطفًا وماء وبعض الفاكهة ؛لتستمع بالوقت ولاتنس إذا شعرت بالبرد ارتدي معطفك ولا تتأخر قد يكون الرياح بداية لسقوط قطرات المطر ، ومعك مظلتك.
تأوي الشمس إلى نفسها وتخاف من الخريف، فتُصبح ضعيفة جدًّا لا تستطيع الظهور، وإن هي حاولت أن تستعيد أمجادها في السطوع جاءت الغيوم فسدّت عليها الأفق وأرجعتها عن الأرض وأبعدت خيوطها الذهبية عن المنازل، فلا شمس الآن في وقت الظهيرة أو وقت العصر تتسلل عبر النوافذ والمداخل، فتبقى اللعبة في هذا الفصل بين الشمس والغيوم والرياح ما بين كرٍّ وفر، فلمّا تتقدم هي يُسارعوا هم لحجبها، ويأخذوا بثأرهم منها فهي المسيطرة في فصل الصيف ولا تدعهم يبرزوا عضلاتهم في صيفها أبدًا وهم كذلك الآن يفعلون. الآن كلٌّ منهم يعرف موقعه ووزع الخريف الأدوار على الجميع، وصارت الشمس تعرف ضعفها، فتختار أن تلبس الحداد حزنًا على نفسها، فالجميع مشتاقٌ لها ولكن الآن دور الخريف في هذه اللعبة العظيمة. الليل يحكي للقمر عن أسطورة الخريف يبدو أنَّ أسطورة الخريف ليست حديثة العهد والليل لا يمل من حكايتها للقمر المنير الجميل، ومشهد فصل الخريف يتكرر في كل عامٍ ليرسم ذات اللوحة تزيد أو تنقص حسب ما تقتضيه الحياة، فتبدأ الغيوم بالتلبد في ساعات الليل الأولى لتتجمع مع بعضها كتجمع الأطفال عند الراحلة لمّا يعزموا على الذهاب في رحلة إلى شاطئ جميل، تغيب النجوم في سماء الخريف ليظهر الضوء خافتًا هادئًا حزينًا كأنّها استبدلت لونها الأبيض اللامع بما يشبه الرمادية القاتمة، فيُحاول كل من القمر والنجوم والليل أن يتكور على نفسه ويهدهد لصديقه أغنية عن الخريف والأجواء فيه.
⇐اقرأ أيضًا: قصص اطفال مكتوبة عن فصل الشتاء قصة عن فصل الخريف للاطفال جاءت المعلمة جميلة لفصلها ألقت التحية على طلابها الصغار وقالت اليوم سأحكي لكم قصة " أين ذهبت أوراق شجرتي ؟ ". استفتحت المعلمة بالصلاة على الرسول وردد بعدها الأطفال وهم مستعدين للاستماع لقصة هنا مع شجرتها هنا طفلة مهذبة تحب أبيها جدا وتتعلم منه الزراعة ، ومن حبها في الزراعة طلبت منه أن يوجها في زراعة شجرة تعتني بها وترعاها ، شجرة هنا كبرت وصارت أوراقها جميلة خضراء ، وتفرح هنا بها وتمر عليها كل يوم تسقيها وتعتني بها ثم في شهر من الشهور بدأ الورق الأخضر يتلون منه أصفر وأحمر وبني ويتساقط في الأرض ذهبت هنا لوالدها تبكي وتصيح وتقول: أبي شجرتي تموت رغم إني أسقيها وأعتني بها استغرب أبيها بعض الشيء ثم ربط على كتفها وقال: حبيبتي تعالي معي لنرى.
الريح لا تحب أن تقسو على الأوراق لكن حكمة الحياة أن يكون على الأرض ظالم ومظلوم، إذ لا يُقام ميزان العدل إلا في ندرة من الأحيان، ولا عدل بين الريح والأوراق فهذه رقيقة ناعمة نضرة والأخرى قاسية لعوب فرضت الحياة أن تكون هي القاتلة في تلك المرحلة، فتبدأ الأوراق بالتساقط شيئًا فشيئًا لتُشكل تلك اللوحة الفنية بارعة الجمال ، اللوحة التي حاول الرسامون جهدهم أن يأتوا بمثلها فما استطاعوا لذلك سبيلًا، وتبدأ تلك الأوراق بالتحلل شيئًا شيئًا حتى تتختلط مع التربة فتكون وإياها سواء، لتعيد الأرض دورتها وتعود في أحد الأيام على الغصن خضراء يانعة. هجرة الطيور إلى العالم الدافئ يبدو أنَّ فصل الخريف له سطوة عظيمة على من حوله، فهو لم يكتف بفرض سيطرته على الأرض حتى فرضها على الجو العام، وكل ذلك بأمر من الله وحده، فلمّا ترى الطيور ما فعله الخريف وكيف استطاع قلب الأجواء الصيفية إلى أجواء شبه باردة تُقرر مع أقرانها الرحيل عن ذلك المكان الذي علاه البرد والسكون، ومن المعروف أنّ الطيور هي مخلوقات مرحة تطير وتزقزق، حتّى أنّ الإنسان النشيط يُشبهونه بالعصفور الذي يحط على الزهور في اليوم الصيفي المُنعشن، ومحالٌ أن يجتمع النشاط والسكون فكان على الطيور أن تترك ذلك المكان وترحل إلى آخر لم يأت الخريف إليه بعد.
فتبدأ الطيور بمناداة بعضها معلنة الرحيل وتُشكل في هجرتها ما يُشبه الرقم سبعة في اللغة العربية ويترأس تلك القافلة رئيسهم الذي سيرشدهم إلى المكان الذي يبغون، فالطيور مخلوقات حساسة لا تحتمل أن تعيش في الأجواء التي لا تُناسبها، وكذلك فهي صديقة الأوراق الخضراء والزهور اليانعة ولا تستطيع أن ترى أصدقاءها قد فارقوا الحياة لتحط هي على الغصن اليابس المريض، فكان الرحيل عن أرض الخريف هو أحسن الحلول بالنسبة إليها، على الأقل حتى يأتي وقت يرحل فيه الخريف ليحل الصيف الدافئ الجميل، ذا الأزهار الملونة والفراشات الجميلة. حداد الشمس على نفسها لمَّا ترى الشمس ما حلَّ بالأرض من تغيّرات عظيمة، وكيف أنَّ الطيور قد هاجرت وتركت هذا المكان للخريف لأنّه سيد الموقف في هذه الأشهر من السنة، تعرف في قرارة نفسها أنَّها لن تقوى على مواجهة الخريف الآن، ولا بدَّ لها من الاستسلام وأن هذه الأيّام هي ليست أيامها فلكل زمان دولة ورجال، ورجال الخريف هم الغيوم المتلبّدة والريح القوية وهي لا تستطيع مواجهتم جميعًا وهي منفردة، فتختار الانسحاب وعدم المواجهة، ويبدأ الخريف بإطلاق ضحكاته العالية فتدوي في أرجاء الأرض، ويقول أنا الآن هو الفصل المسيطر.