(يا الله صاحب السيادة، أنت تسلط على من شئت، وتأخذ المملكة من شئت، وتكرم من تشاء، وتذل من شئت، وتذل من شئت، وفي يدك تكون طيب أنت جبار على كل شيء، أرحم الدنيا والآخرة، وأرحمه.
يريد الله أن يقيم الحجة علينا جميعا بما أسبغ علينا من نعم كثيرة، ومنها نعمة ليلة القدر، ولعلها توافق حالة رضى من الله تعالى، تغيِّر حال أحدنا كليا نحو الصلاح والرضى والعبودية لله سبحانه، ولا فوز أعظم من شعور الطمأنينة تجاه الله تعالى، أنه قد رضي عنك وأحبك، فأنت ولي له، وحينها لا خوف عليك ولا حزن، فأنت في معية الله سبحانه. العشر الأواخر ليالٍ مباركة. نريد من ليلة القدر أن نستغلها طاعة لله تعالى، لعلها ترفع قدرنا وشأننا، ولعلها توقظ ضمائرنا وأحاسيسنا، وتبعث فينا همة العمل من أجل هذا الدين وهذه الأمة، ولن يكون هذا إلا إن كنا صادقين في توجهنا نحو الله، مخلصين له الدين، بائعين الأنفس له سبحانه، لا همّ ولا غاية أسمى من رضاه تعالى والأُنس به. وأنوّه إلى أن بعض العلماء المهتمين بالإعجاز العددي قد ذكروا تحديد ليلة القدر بأنها ليلة السابع والعشرين، اعتمادا على عد كلمات السورة، فهي ثلاثون، والكلمة السابعة والعشرون هي "هي". وذهب آخرون إلى أن "ليلة القدر" مكونة من تسعة أحرف، وتكررت ثلاث مرات، ونتيجة ضربها تخبر بالرقم "27". وعلى وجه العموم، فلا بأس بمثل هذه الاستنتاجات، ولكننا لا نجزم بها، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يحددها، بل حصرها في العشر الأواخر، وفي حديث آخر بالوتر من العشر الأواخر، ولا دليل قطعيا على تحديدها، وذلك لكي نجتهد قدر الإمكان في نيل الأجر العظيم المترتب على قيامها.
تُعد ليلة القدر أفضل الليالي في كل شهور السنَة على الإطلاق، وهي ليلةً واحدة تمر مرة في العام، وهي في شهر رمضانَ المبارك، ليلة عظم الله أمرها، وأعلى شأنها، ورفع مكانتها، وخصها بعظيم فضله، وجزيل بركته، إنها ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر؟ إنها ليلة عظيمة خُصت بخصائص عظيمة، وميزات كريمة، لم تكن لغيرها من الليالي.
شاهد أيضًا: دعاء ليلة القدر ابن باز مكتوب كيف نكون من الفائزين بليلة القدر لكي تكونوا من الفائزين في ليلة القدر ينبغي عليكم الالتزام بهذه النصائح؛ التي تُفيدكم في أعظم ليلة في الوجود: يجب على كلّ مُسلم ومُسلمة تحري ليلة القَدر في الليالي العشر من شهر رمضان، وذلك بالاجتهاد في العبادات والأعمال الصالحات، وألّا يتكاسلوا أو يفتروا في ليلة منها وخاصةً في الليالي الوتر. ينبغي على كلّ مُسلم ومسلمة الاجتهاد في قيام هذه الليالي العشر وإحيائها، فعن عائشة-رضي الله عنها-، قالت: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر شدَّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله». يتوّجب على كلّ مُسلم ومُسلة الاجتهاد في الدعاء بليلة القدر، والعشر الأواخر، وخير دعاء في هذه الأيام هو ما دعى به رسولنا الكريم: ((اللهم إنّك عفو كريم تُحبّ العفو فاعف عنّي)).
شهر رمضان، شهر خير ورحمة وعتق من النار.. شهر التقرب إلى الباري جل وعلا بكل أعمال الخير من صلاة وزكاة وتلاوة القرآن، وشهر صلة الأرحام، شهر الصدقات والإحسان، شهر يتقرب فيه المسلم بكل عمل يقربه إلى خالقه من عمرةٍ حيث تعدل حجة ً وقيل حجةٌ مع النبي صلى الله عليه وسلم.. شهر التسامح وتصافي القلوب.