يقول الخطيب الشربيني رحمه الله: "يجمع العصر مع الجمعة في المطر وإن لم يكن موجودا -أي المطر- حال الخطبة؛ لأنها ليست من الصلاة" انتهى. [مغني المحتاج 1 /534]. والله أعلم. كيفيه جمع صلاه الظهر والعصر شيعي. للاطلاع على منهج الفتوى في دار الإفتاء يرجى زيارة (هذه الصفحة) حسب التصنيف [ السابق --- التالي] رقم الفتوى [ السابق --- التالي] التعليقات الاسم * البريد الإلكتروني * الدولة عنوان التعليق * التعليق * تنبيه: هذه النافذة غير مخصصة للأسئلة الشرعية، وإنما للتعليق على الموضوع المنشور لتكون محل استفادة واهتمام إدارة الموقع إن شاء الله، وليست للنشر. السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل يجوز الجمْع بين صلاتي الجُمُعة والعصر بسبب المطر؟ الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ: فقد اختلف العلماء في مشروعية الجَمْع بين صلاتي الجمعة والعصر عند وجود سبب للجَمْع؛ فمنع الحنابلة والمالكية من الجمع بينهما، بل لم يجوِّزا الجمع بين الظهر والعصر في الحضر بسبب المطر، وقصرا مشروعية الجمع للمطر على المغرب والعشاء، كما في "المدونة" و"المغني"، حيث قال: فصل: فأما الجمع بين الظهر والعصر - يعني: في المطر - فغير جائز.
في المطر الذي يبل الثياب والبرد: فقد ذهب جمهور فقهاء الشافعية والمالكية والحنابلة إلى جواز الجمع بين المغرب والعشاء بسبب ذلك لحديث ابن عباس في الصحيحين: وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة الظهر والعصر جميعا والمغرب والعشاء جميعا، وزاد مسلم في رواية: من غير خوف ولا سفر. كيفية صلاة الظهر والعصر - موضوع. في الخوف: ذهب الحنابلة وبعض الشافعية وهو رواية عند المالكية إلى جواز الجمع لسبب الخوف بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء تقديما وتأخيرا، واستدلوا بحديث ابن عباس السابق: من غير خوف ولا سفر، وقالوا فهذا يدل على أن الجمع للخوف أولى، وذهب أكثر الشافعية وهو جار على رواية عند المالكية إلى عدم جواز الجمع للخوف لأن الصلاة لها مواقيت معلومة شرعا فلا يخرج عنها إلا بدليل. وفي العذر: ذهب جمهور الفقهاء إلى عدم جواز الجمع لغير الأعذار السالفة لأن أخبار المواقيت ثابتة عن الشارع ولا تجوز مخالفتها إلا بدليل خاص. الأسير: ذُكر في كتاب الموطأ "سئل مالك بن أنس عن صلاة الأسير، فقال مثلُ صلاة المقيم"، يُتمّ الأسيرُ صلاتَه فلا يقصرها ما دام مقيماً، ويصليها في وقتها فلا يجمعها، إلا إن سافر به الأعداءُ فيجوز له الجمع، كما يُرخّص للأسير جمعُ الصلاة إن منعه السجّانون من الماء.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رُفِعَ عن أُمَّتي الخطأَ والنِّسيانَ وما استُكْرِهوا عليهِ) الله رحيم بعباده، لطيف يوسعه كل شيء وخزائنه مليئة، ولا أن يشق علينا بشعائر الدين بل ييسرها علينا، وهو الغني عنا ونحن الضعفاء.
[١٨] وبالتالي فإن الجمع والقصر من الرخص التي تفضَّل الله بها على عباده، وقد حثّ الله عباده على الانتفاع بها، كما في الحديث: "إنَّ اللهَ يُحِبُّ أنْ تؤتى رُخصُه كما يُحِبُّ أنْ تؤتى عزائمُه" ، [١٩] وهذا الحديث ينطبق على الرخص الثابته بالاتفاق، كقصر الصلاة فإن مشروعيتها متفق عليها، ولذلك فإن القصر في السفر أفضل من الإتمام ، بخلاف الجمع فإنه مختلف في مشروعيته، ومع أنه مباح على الراجح، إلا إن عدم الجمع أفضل خروجًا من الخلاف. [٢٠] وأما في صفة قضاء الفوائت في السفر والحضر، فقد ذهب الحنفيَّة والمالكية إلى أنَّ الصلاة الفائتة تقضى على الصفة التي كانت عليها عند فواتها، فيقضي المسافر في السفر ما فاته في الحضر من الفرض الرباعي أربعًا، ويقضي المقيم في الإقامة ما فاته في السفر منها ركعتين، وعند الشافعية والحنابلة أقوال متعددة في المذهبين، والأحوط فيها عندهم الإتمام، بحيث تقضى الرباعية أربعًا والمقصورة كذلك أربعًا. [٢١] هل يجوز جمع الصلاة بدون عذر؟ لا يجوز الجمع بين الصلوات بغير عذر ، لقول الله تعالى: {فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} ، [٢٢] ولأن االشرع وقّت الصلوات وجعل لكل صلاة وقتا محددًا، فتقديم الصلاة عن وقتها أو تأخيرها عنه بغير عذر شرعي من تعدي حدود الله عز وجل، [٢٣] بل ذهب بعض العلماء إلى أنَّ من فعل ذلك فقد وقع في كبيرة من الكبائر.
[٢٤] هل تشترط النية في الجمع بين الصلاتين؟ يرى بعض العلماء أنَّ النيَّة شرط في الجمع ويرى آخرون أنَّها ليست شرطًا، وقد لخَّص ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية بقولِه: اختلفوا في الجمع والقصر هل يشترط له نية؟ فالجمهور لا يشترطون النيَّة كمالك وأبي حنيفة وهو أحد القولين في مذهب أحمد، والثاني: تشترط. كقول الشافعي وكثير من أصحاب أحمد كالخرقي وغيره والأول أظهر ومن عمل بأحد القولين لم ينكر عليه. [٢٥] المراجع [+] ^ أ ب عبد الله البسام، تيسير العزيز العلام ، صفحة 230. بتصرّف. ^ أ ب ت مجموعة مؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية ، صفحة 11 - 11542. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في الصحيح، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1061، حديث صحيح. ↑ رواه البخاري، في الصحيح، عن أبو أيوب، الصفحة أو الرقم:1674، حديث صحيح. ↑ سورة النساء، آية:101 ↑ الصابوني، مختصر تفسير ابن كثير ، صفحة 1 - 428. بتصرّف. ↑ وهبه الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته ، صفحة 2 - 1338. كيفية قصر وجمع صلاة الظهر والعصر - إسألنا. بتصرّف. ↑ البهوتي، كشاف القناع عن متن الإقناع ، صفحة 2 - 8. بتصرّف. ↑ تقي الدين الحصني، كفاية الأخيار ، صفحة 139. بتصرّف. ^ أ ب ت مجموعة مؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية ، صفحة 27 - 273.
[٦] [٧] وقد كانت الحكمة في سريّة صلاتي الظهر والعصر هو أنّ النهار وقت للسعي في طلب الرزق؛ فإذا قرأ المسلم بنفسه وفي سرّه ازداد خشوعه وابتعد عن الانشغال بغير الصلاة من أمور أخرى، وأمّا إذا قرأ الإمام بصوت عالٍ فقد يدور في بال المسلم أمور أخرى لأنّ الإمام هو الذي يقرأ وليس المصلّي.