(۱۴) الثاني: فسر أهل البيت في الحديث بالبيوت الاَربعة: آل علي، آل عقيل، آل جعفر، آل عباس، وجعل حديث الغدير هادفاً إلى تكريم أهل بيته، ومن المعلوم انّه خلاف المراد، لاَنّ النبي جعل أهل بيته عدلاً لكتاب اللّه عز وجلّ، فيجب أن يُفسر ببيت يكون عدلاً للقرآن وملجأً للمسلمين بعد كتاب اللّه، وهل لهذه البيوت الثلاثة: آل عباس، آل عقيل، آل جعفر هذه المنزلة والمرتبة؟ نعم إذا تفحصنا سائر مصادر الحديث نقف على أنّ الرواة لعبوا بالحديث، وتصرّفوا فيما نقله ذلك الصحابي الجليل، وإليك بعض ما روي في هذا المضمار عن زيد. روى الاِمام أحمد، عن ميمون أبي عبد اللّه، قال: قال زيد بن أرقم، وأنا أسمع: نزلنا مع رسول اللّه بواد يقال له وادي خم، فأمر بالصلاة فصلاها «بهجير» ثمّقال: فخطبنا، وظلّل لرسول اللّه بثوب على شجرة سمرة من الشمس، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ألستم تعلمون، أولستم تشهدون، انّي أولى بكلّموَمن من نفسه؟ قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فانّ علياً مولاه، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه. (۱۵) وأخرج أيضاً في فضائل الصحابة شعبة، عن سلمة بن كهيل، قال: سمعت أبا الطفيل يحدّث عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم ـ شك شعبة ـ عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انّه قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه.
وفاته: وزيد بن أرقم كان من أفاضل أهل المدينة علما وفقها ومات بها سنة ثمان عشرة ومائة وكنيته أبو حمزة وقد قيل إنه مات سنة سبع عشرة ومائة في المسجد كان يقص فسقط عليه وعلى أصحابه سقف فمات هو وجماعة معه تحت الهدم وكان له يوم توفى ثمانون سنه المراجع: الطبقات الكبرى - أسد الغابة - تفسير الطبري - الدر المنثور - صحيح البخاري - فضائل الصحابة - سيرة ابن هشام - سير أعلام النبلاء - العلل ومعرفة الرجال - تعجيل المنفعة - صحيح مسلم - تفسير ابن كثير - الثقات لابن حبان.
فقال له حصين: ومن أهل بيته؟ يا زيد، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته مَنْ حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس، قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.