ولا شيء يشغل المؤمن الموحد ربه باسمه القدوس عن أن يطهر نفسه، كي يسمح له بأن تكون مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين يوم القيامة، وحسن أولئك رفيقا.
الثاني: معناه ذو السلام; أي المسلم على عباده في الجنة; كما قال: سلام قولا من رب رحيم. الثالث: أن معناه الذي سلم الخلق من ظلمه. قلت: وهذا قول الخطابي; وعليه والذي قبله يكون صفة فعل. وعلى أنه البريء من العيوب والنقائص يكون صفة ذات. الملك القدوس السلام. وقيل: السلام معناه المسلم لعباده. المؤمن أي المصدق لرسله بإظهار معجزاته عليهم ومصدق المؤمنين ما وعدهم به من الثواب ومصدق الكافرين ما أوعدهم من العقاب. وقيل: المؤمن الذي يؤمن أولياءه من عذابه ويؤمن عباده من ظلمه; يقال: آمنه من الأمان الذي هو ضد الخوف; كما قال تعالى: وآمنهم من خوف فهو مؤمن; قال النابغة: والمؤمن العائذات الطير يمسحها ركبان مكة بين الغيل والسند وقال مجاهد: المؤمن الذي وحد نفسه بقوله: شهد الله أنه لا إله إلا هو. وقال ابن عباس: إذا كان يوم القيامة أخرج أهل التوحيد من النار. وأول من يخرج من وافق اسمه اسم نبي ، حتى إذا لم يبق فيها من يوافق اسمه اسم نبي قال الله تعالى لباقيهم: أنتم المسلمون وأنا السلام ، وأنتم المؤمنون وأنا المؤمن ، فيخرجهم من النار ببركة هذين الاسمين. المهيمن العزيز تقدم الكلام في المهيمن في المائدة ، وفي العزيز في غير موضع. الجبار قال ابن عباس: هو العظيم.
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) وقوله ( هو الله الذي لا إله إلا هو الملك) أي: المالك لجميع الأشياء المتصرف فيها بلا ممانعة ولا مدافعة. وقوله: ( القدوس) قال وهب بن منبه: أي الطاهر. وقال مجاهد ، وقتادة: أي المبارك: وقال ابن جريج: تقدسه الملائكة الكرام. ( السلام) أي: من جميع العيوب والنقائص; بكماله في ذاته وصفاته وأفعاله. وقوله: ( المؤمن) قال الضحاك عن ابن عباس: أي أمن خلقه من أن يظلمهم. وقال قتادة: أمن بقوله: إنه حق. شرح اسماء الله الحسنى (الله،الرحمن الرحيم ،الملك ،القدوس ،السلام ،المهيمن،العزيز،الجبار)(١). وقال ابن زيد: صدق عباده المؤمنين في إيمانهم به. وقوله: ( المهيمن) قال ابن عباس وغير واحد: أي الشاهد على خلقه بأعمالهم ، بمعنى: هو رقيب عليهم ، كقوله: ( والله على كل شيء شهيد) [ البروج: 9] ، وقوله ( ثم الله شهيد على ما يفعلون) [ يونس: 46]. وقوله: ( أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت) الآية [ الرعد: 33]. وقوله: ( العزيز) أي: الذي قد عز كل شيء فقهره ، وغلب الأشياء فلا ينال جنابه لعزته ، وعظمته ، وجبروته ، وكبريائه; ولهذا قال: ( الجبار المتكبر) أي: الذي لا تليق الجبرية إلا له ، ولا التكبر إلا لعظمته ، كما تقدم في الصحيح: " العظمة إزاري ، والكبرياء ردائي ، فمن نازعني واحدا منهما عذبته ".
- القارئ: لا نقصَ في شيءٍ منها بوجهٍ مِن الوجوهِ، ومِن حسنِها أنَّ اللهَ يحبُّها، ويحبُّ مَن يحبُّها، ويحبُّ مِن عبادِهِ أنْ يدعوهُ ويسألُوهُ بها. الله الملك القدوس السلام - YouTube. ومِن كمالِهِ، وأنَّ لهُ الأسماءَ الحُسنى والصِّفاتِ العليا، أنَّ جميعَ مَن في السَّمواتِ والأرضِ مفتقرونَ إليهِ على الدَّوامِ، يسبِّحونَ بحمدِهِ، ويسألونَهُ حوائجَهم، فيعطيهم مِن فضلِهِ وكرمِهِ ما تقتضيهِ رحمتُهُ وحكمتُهُ، {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} الَّذي لا يريدُ شيئًا إلَّا ويكونُ، ولا يكونُ شيئًا إلَّا لحكمةٍ ومصلحةٍ. تمَّ تفسيرُ سورةِ الحشرِ، والحمدُ للهِ وحدَهُ. انتهى - الشيخ: أحسنْتَ
- والمالك: الذي يملك ولا يحكم. - والمليك: هي صيغة المبالغة من الملك. - والذي يظهر لنا ان لا فرق بين الأسماء الثلاثة ،إن جاءت منفردةً هكذا ،طالما وأن الله سبحانه وتعالى هو مالكنا العظيم، المتصرف في أحوالنا، إنما إن أراد المرء تدبر الآيات اكثر فأكثر ربما غاص في معانيها لكي تتحصل له فائدة ما. الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن. - وهنا يسثرُّنا أن ننقل شيئاً من كلام شيخنا النابلسي حفظه الله: - على وجه الحقيقة: ليس من مالك حقيقي لكل شيء إلا الله، أما حينما تقول: هذا البيت في ملكي، هذا ملك مجازي، أما على الحقيقة فليس من مالكٍ إلا الله، (قُلِ اللَّهُمَّ مَاِلكَ المُلْكِ)، كل شيء يُملك مالكه الله عز وجل، هذه الحقيقة عبّر عنها أعرابي ببلاغة ما بعدها بلاغة، كان معه قطيع من الإبل، سُئل: لمن هذه الإبل ؟ قال: لله في يدي. - بيتك الذي تسكنه لله في يدك، ومركبتك التي تركبها لله في يدك، ومالك الذي في خزانتك لله في يدك، ويدك على كل شيء يد الأمانة، وليست يد الملكية. القدوس جلّ جلاله: - قال ابن فارس:(قَدَسَ) الْقَافُ وَالدَّالُ وَالسِّينُ أَصْلٌ صَحِيحٌ، وَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَلَامِ الشَّرْعِيِّ الْإِسْلَامِيِّ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى الطُّهْرِ.