وقرأ ابن عباس وقتادة ألا على الاستفتاح والتنبيه ، كقول امرئ القيس: ألا رب يوم لك منهن صالح [ ولا سيما يوم بدارة جلجل] ومن على هذا: للشرط. والجواب فيعذبه الله والمبتدأ بعد الفاء مضمر ، والتقدير: فهو يعذبه الله; لأنه لو أريد الجواب بالفعل الذي بعد الفاء لكان: إلا من تولى وكفر يعذبه الله. إن إلينا إيابهم أي رجوعهم بعد الموت. يقال: آب يئوب أي رجع. قال عبيد: وكل ذي غيبة يئوب وغائب الموت لا يئوب وقرأ أبو جعفر ( إيابهم) بالتشديد. فذكر انما انت مذكر لست عليهم. قال أبو حاتم: لا يجوز التشديد ، ولو جاز لجاز مثله في الصيام والقيام. وقيل: هما لغتان بمعنى. الزمخشري: وقرأ أبو جعفر المدني ( إيابهم) بالتشديد ووجهه أن يكون فيعالا: مصدر أيب ، قيل من الإياب. أو أن يكون أصله إوابا فعالا من أوب ، ثم قيل: إيوابا كديوان في دوان. ثم فعل ما فعل بأصل سيد ونحوه.
حدثني محمد بن عمرو ، قال: ثنا أبو عاصم ، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث ، قال: ثنا الحسن ، قال: ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله: ( إلا من تولى وكفر) قال: حسابه على الله. حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم) يقول: إن إلى الله الإياب وعليه الحساب. آخر تفسير سورة الغاشية
فتعود وتنقلب الأمور في تحديد لغة العاشق والرومانسية بإيقاع «العربي» عند «ولا خنتي هواي»، وتسكت الارتام فيصرخ من جديد «ولا قلتي» تنهمر الدموع فيبكي الكل وتعود الذكرى لجملة «فمان الله» التي توحي في البعاد والافتراق؟!
ثالثا: قول الاستاذة أسماء بأن أحاديث قتل المرتد تتعارض مع آية "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، قول صحيح ولكن هذه الآية منسوخة طبعا، ولذلك هي لا تتعارض مع أحاديث قتل المرتد فحسب، وإنما تتعارض مع آية السيف المذكورة "فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين" الآية، ومع الحديث النبوي الذي سبق ذكره "أمرت أن أقاتل الناس" إلخ الحديث. وأريد أن أذكِّر الأستاذة أسماء برد للأستاذ محمود على الدكتور جعفر شيخ ادريس في مقال نشر في 1965 يقول فيه: ((والردة ليست حدا وما ورد فيها من الحديث الذي يأمر بقتل من بدل دينه وفارق الجماعة ليست الحكمة وراءه أن يجعل الردة حدا وإنما الحكمة منه صيانة المجتمع في تلك الفترة التي كان العمل فيها على مستوى آية السيف. وآية السيف في الإسلام ليست أصلا وإنما الأصل آية "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" وهذه الآية هي صاحبة الوقت الحاضر. )) كما أريد أن أذكرها بقول الأستاذ باللغة الدارجية في جلسة من جلسات الجمهوريين حول هذا الموضوع: (في الأول كان ببشر بعهد جديد، ومجتمع جديد، وحرية! فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمصيطر. وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر! معناها انتوا أحرار، أهو دا الحق!