ازدهرت في هذه الفترة الخزفيات ذات اللون الأزرق والأبيض, حيث جعلت الزخارف باللون الأزرق الفيروزي على خلفية بيضاء. بإلاضافة إلى الأزرق الفيروزي استعملت ألوان أخرى مثل الأرجواني والأخضر وزخرفت بأوراق الشجر وزهور الخزامى والقرنفل والورود والسوسن والرمان واللوثر والسحب التجريدية والعربسك. صحن، تركي، أزنيق ، القرن 16، فخار مزجج الصحن مزخرف بشكل عناقيد عنب بالأزرق والأخضر. وهذا تقليد نموذج صيني كان سائدًا في تركيا في العصر العثماني. سلطانية، تركيا، أزنيق، القرن 17، خزف مزجج مزخرفة على شكل زوج من البهلوانات وهذا موضوع نادر في الخزف العثماني. أشهر الخطاطون العثمانيين الذين كتبوا بالخط العربي – e3arabi – إي عربي. خاصة الذي أنتج في أزنيق حيث كانت معظم زخارفه من الأزهار والسرو. في النصف الثاني من القرن السابع عشر بدأ الركود في صناعة الخزف العثماني. وبعد أن أفل نجم أزنبق أخذت مدينة كوتاهية في القرنين السابع عشر والثامن عشر تكثف من نشاطها وتضاعف من إنتاجها لتلبي احتياجات السوق. الكثير من الفنانين الأرمن الذين عملوا في كوتاهية فروا منها إلى سوريا وبلادنا. بعضهم استقر في القدس وأسسوا فيها مشاغل للخزف العثماني والذي كان رائجًا جدًا في أوروبا وكان يعتبر قطعًا فنية وليس أدوات للاستعمال اليومي.
أشهر الخطاطون في العهد العثماني في القرن التاسع عشر والعشرون: محمود جلال الدين. قاضي عسكر. مصطفى عزت. محمد شوقي أفندي. محمد عبد العزيز الرفاعي. مصطفى راقم أفندي. حامد الا مدي. محمد نظيف. لماذا لقب العهد العثماني بالعهد الذهبي؟ أن الدولة العثمانية دولة واسعة المساحة جمعت جميع الجنسيات والألسنة والألوان البشرية المختلفة تحت مظلة الإسلام. أن فترة حكم الأتراك طالت حتى بلغت أربعة قرون. لأنها دولة إسلامية كانت تعتبر التصوير والذي كان سائداً قبل الإسلام، اعتبرته محرماً لذلك شجعت على الكتابة والخط. ولسد فراغ تحريم التصوير شجعوا على استخدام الخطوط والنقوش والزخارف. كان الخلفاء يتقربون من العلماء والأدباء والمبدعون ويستقطبوا عدداً منهم إلى عاصمة الخلافة ويغدقون عليهم بالعطايا، ومن الحكام من تتلمذ على يد الخطاطون. في ظل الترف الذي كان يعيشونه الأتراك بالعطايا والمنح للخطاطين فقد اخترعوا العديد من الخطوط ومن هذه الخطوط: الرقعة، خط النسخ، الطغراء. كما إن للخط العربي مع الأتراك رحلة طويلة استطاع الخطاطين بها أن يبرزوا من خلال الخط بلوحات فنية جميلة لا تقل أهمية عن أي إبداع آخر، فمن هذه الخطوط ما حمل اسم مبتكره ومنها ما نسب إلى الفترة التي اخترع فيها ذلك الخطاط.
بعيداً من التراشق الدرامي–السياسي– التاريخي بين تركيا من جهة، ومصر والسعوديّة والإمارات…، من جهة أخرى، ما لا يختلف عليه اثنان أن التمدد العثماني في البلدان الإسلاميّة والعربيّة لم يكن قوامه العُلوم والفلسفة والفنون والآداب والموسيقى، بل كان بوسائل أخرى، تذكرها كتب التاريخ. ذلك التمدد الذي ابتلع الشام والعراق ومصر والسودان وأغلب شمال أفريقيا والحجاز، واستمرّ قرابة أربعة قرون، بدأ مرحلة التضعضع والتراجع، أيضاً لأسباب تذكرها كتب التاريخ، أجبرت العرب على الاستنجاد والاستجارة بالانجليز "الكفّار" بهدف التخلّص من دولة الخلافة التركيّة العثمانيّة. وإذا جاز إطلاق وصف "الفتح" على التمدد العثماني في البلدان العربيّة والإسلاميّة والسيطرة عليها، فهذا يعني أن تلك البلدان كانت دار كفر وإلحاد ووثنيّة وفسق وفجور، وأتى العثمانيون الأتقياء المخلّصون البررة كي يخرجوا العرب من ظلمات الجاهليّة إلى أنوار الإسلام! ولكن هذا الافتراض مناقض للمنطق والعقل ومعطيات التاريخ العربي والعثماني أيضاً. ومع سياسات التتريك والقهر والصهر والتجهيل والتجويع للعرب وشعوب المنطقة في الحقبة العثمانيّة، يتضح التوصيف القانوني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي اللائق بالسلطة العثمانيّة على الشام والعراق والحجاز ومصر وبقيّة البلدان الأخرى.