وقيل غير ذلك. والجبت يشمل ذلك كله. راجع: "تفسير ابن كثير" (2 / 334) ولا شك أن الزنا من الفحشاء ، بل هو من أفحش الفواحش. ولا ريب ـ أيضا ـ أن الخمر من المنكر ، وهي أم الخبائث ، ومن أنكر المنكر. لكن ليست الفحشاء مقصورة على الزنا ، وليس المنكر مقصورا على شرب الخمر ، كما سبق بيانه. والله تعالى أعلم. راجع جواب السؤال رقم: ( 138805)
الصلاة في المحصلة هي مفتاح كل خير، ومغلاق كل شر، إذا أقيمت على الوجه المطلوب والمقصود. الصلاة عمود الدين وعماده كما جاء في الحديث، فهي من أهم العبادات التي أوصى بها الشرع الحنيف؛ لما يترتب على إقامتها من إقامة للدين وإعزاز له، وعلى تركها من ترك للدين وتفريط به. ومن الآيات الجامعة التي وردت في أمر الصلاة والحث عليها ما جاء في قوله تعالى: { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ} [العنكبوت:45]، فالآية الكريمة تأمر بإقَام الصلاة، وتبين أن في إقامتها انتهاءً عن فعل الفحشاء، وارتكاب المنكر. هذا من حيث الجملة، وإليك التفصيل: ذكر المفسرون قولين في المراد من { الصَّلَاةَ} في هذه الآية: أحدهما: أن المراد القرآن الذي يُقرأ في موضع الصلاة، أو في الصلاة. شرح أثر: (من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر...). وقد روي عن ابن عمر رضي الله عنهما، قوله: القرآن الذي يُقرأ في المساجد. ثانيهما: أن المراد الصلاة نفسها. روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، قوله: "في الصلاة منتهى ومزدجر عن معاصي الله". وفي رواية ثانية عنه: "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، لم يزدد بصلاته من الله إلا بُعدًا". وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "لا صلاة لمن لم يطع الصلاة، وطاعة الصلاة أن تنهى عن الفحشاء والمنكر".
وتلك هي مَرتبة الإحسان التي قال عنها رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((الإحسانُ أن تَعبُدَ الله كأنَّك تَراه، فَإن لَم تَكن تَراه فَإنَّه يَراك)) [9] ، وهي المرتبة الثالثة من مَراتب الدِّين، ولا يرقى إليها إلَّا مَن تحقَّق بمرتبتَي الإسلام والإيمان. ولنضرب مثلًا لمراقبة المؤمن لربِّه عزَّ وجل كالآتي: فعندما يؤدِّي المسلم صلاةَ الصبح، ويخرج مِن محرابه إلى شؤون حياته، ويخالط الناسَ، جاءه الشيطان يوسوس له، فيدفعه باستعاذته بالله منه، ويقول: عندي موعد مع ربِّي في صلاة الظهر! مجلة المصطفى | الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر مجلة المصطفى. وقد تعهَّدتُ في صلاة الصبح بين يديه سبحانه أن ألتزم بأوامره ونواهيه امتثالًا واجتنابًا؛ فإذا خالفتُه فبأيِّ وجهٍ ألقاه في الصلاة، وبأيِّ لسان أناجيه، وهو يعلم السرَّ وأخفى؟ وقد قال سبحانه: ﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾ [نوح: 13]، وقال تعالى عن شهادة الجوارح على صاحبها: ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النور: 24]. وقال جلَّ جلاله عن شهادة الملائكة الكرام على بني آدم: ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ * إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴾ [الانفطار: 10 - 14].
الصلاة عمود الدين وعماده كما جاء في الحديث، فهي من أهم العبادات التي أوصى بها الشرع الحنيف؛ لما يترتب على إقامتها من إقامة للدين وإعزاز له، وعلى تركها من ترك للدين وتفريط به. ومن الآيات الجامعة التي وردت في أمر الصلاة والحث عليها ما جاء في قوله تعالى: { وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} (العنكبوت:45)، فالآية الكريمة تأمر بإقَام الصلاة، وتبين أن في إقامتها انتهاءً عن فعل الفحشاء، وارتكاب المنكر. هذا من حيث الجملة، وإليك التفصيل: ذكر المفسرون قولين في المراد من { الصلاة} في هذه الآية: أحدهما: أن المراد القرآن الذي يُقرأ في موضع الصلاة، أو في الصلاة. وقد روي عن ابن عمر رضي الله عنهما، قوله: القرآن الذي يُقرأ في المساجد. ثانيهما: أن المراد الصلاة نفسها. روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، قوله: (في الصلاة منتهى ومزدجر عن معاصي الله). ان الصلاه تنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي. وفي رواية ثانية عنه: (من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، لم يزدد بصلاته من الله إلا بُعداً). وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (لا صلاة لمن لم يطع الصلاة، وطاعة الصلاة أن تنهى عن الفحشاء والمنكر). وروى الطبري عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من لم تأمره صلاته بالمعروف، وتنهه عن المنكر، لم يزدد بها من الله إلا بعداً)، بمعنى: أن صلاة العاصي لا تؤثر في تقريبه من الله، بل تتركه على حاله ومعاصيه، من الفحشاء والمنكر والبعد، فلم تزده الصلاة إلا تقرير ذلك البعد الذي كان سبيله.
السؤال: الإفادة عن صحة حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ لَمْ تَنْهَهُ صَلَاتُهُ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ فَلَا صَلَاة لَهُ». يجيب عليه د. نصر فريد واصل عضو هيئة كبار العلماء. قال الله تعالى: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ «العنكبوت: 45». اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. يقول الله تعالى آمرًا رسوله والمؤمنين بتلاوة القرآن وهو قراءته وإبلاغه للناس: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ﴾ يعنى أن الصلاة تشتمل على شيئين: على ترك الفواحش والمنكرات -أى المواظبة على ترك ذلك-، وقد جاء فى الحديث من رواية عمران وابن عباس رضى الله عنهم مرفوعًا: «مَنْ لَمْ تَنْهَهُ صَلَاتُهُ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ، لَمْ يَزْدَدْ مِنَ اللهِ إِلَّا بُعْدًا» «المعجم الكبير». وبناءً على ما سبق وفى واقعة السؤال: قال ابن أبى حاتم: حدثنا محمد بن هارون المخرمى الفلاس، حدثنا عبد الرحمن بن نافع أبو زياد، حدثنا عمر بن أبى عثمان، حدثنا الحسن، عن عمران بن حصين رضى الله عنه قال: سُئِل النبى صلى الله عليه وآله وسلم عن قول الله: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ﴾ قال: «مَنْ لَمْ تَنْهَهُ صَلَاتُهُ عَنِ الفحشاء والمنكر، فلا صلاة له» «تفسير ابن كثير» (6/ 253، ط.