ولما حاول اليهودُ قتل نبيه عيسى عليه السلام؛ رَفَعه الله إليه؛ وكان اللهُ عزيزاً حكيماً. وهكذا الأمر بالنَّسبة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ فقد مَكَر به كفارُ قريش ليَقْتلوه أو يَحبسوه أو يُخْرجوه مِنْ بلدته، وحاولوا أنْ يَصدّوا الناس عن الإيمان به وبدعوته، وحاربوه وألَّبوا عليه القبائل؛ وحَرّضوا عليه اليهود والمنافقين في المدينة، ولكن ذلك كلّه لم يَمنع رسالة الإسلام من الانتشار في أرضِ الجزيرة العربية، وغلبة كلمتُه عليها، وظُهور الغَلَبة والتَّمكين في الأرض؛ للإسلام والمسلمين؛ ولله الأمرُ مِنْ قبل ومِنْ بعد. 2- إنّ العَزيز في الدُّنيا والآخرة؛ هو مَنْ أعزّه اللهُ سبحانه؛ قال تعالى: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران: 26). ص1006 - كتاب الأمثال القرآنية القياسية المضروبة للإيمان بالله - المطلب الثاني في معنى قوله تعالى للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم - المكتبة الشاملة. فمَنْ طلب العزّ فليَطلبه منْ ربّ العزة، كما قال تعالى: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً) (فاطر:10) أي: مَنْ كان يُحبُّ أنْ يَكونَ عزيزاً في الدنيا والآخرة، فليَلزم طاعةَ الله تعالى فإنه يحصل له مَقْصوده، لأنّ اللهَ تعالى مالكُ الدنيا والآخرة؛ وله العزّة جميعاً.
وبذلك تعلم زيغَ وضلال مَنْ بحثَ عن العزّة عند غير الله تعالى، وبغير طاعته والتزام نهج المؤمنين به، فعادَى ربّ العزة وشريعته، وحاربَ حزْبه المؤمنين، ووالى أعداءَ الله من المُشركين، واليهود والنصارى وغيرهم من الضَّالين، ظناً منه أنّ هذا هو سبيلُ العزّة وطريقها؟!! قال تعالى منكراً عليهم: (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً) (النساء: 139). بيان معاني أسماء الله الحسنى | ما معنى العزيز - YouTube. ومع عظم الطاعة لله تعالى؛ تَزْداد العزّة، فأعزّ الناسِ هم الأنْبياء، ثم الذين يَلُونهم من المؤمنين؛ المُتَّبعين لهم. قال فخر الدين الرازي: وعزّة كلِّ أحدٍ؛ بقَدْر عُلو رُتبته في الدين، فإنه كلّما كانت هذه الصفة فيه أكمل،كان وُجْدان مثله أقل، وكان أشدّ عزةً وأكمل رفعة، ولهذا قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) (المنافقون: 8). 3- كثيراً ما اقترن اسْمه"العزيز" مع"الرحيم" كما في سورة الشعراء وغيرها، فالله عزيزٌ في رحمته، رحيمٌ في عزّته، وهذا هو الكَمَال، العزّةُ مع الرّحمة، والرحمةُ مع العزّة، فهو رحيمٌ بلا ذُل. 4- من أسْباب العِزّة: العَفْو والتَّواضع: فعن أبي هريرة رضي الله عنه: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ما نقصتْ صَدَقةٌ منْ مالٍ؛ وما زادَ اللهُ عبداً بعفوٍ إلا عِزّاً، وما تواضعَ أحدٌ لله؛ إلا رَفَعه الله".
وإنما أريد في هذا الموضع بقوله: ( حصحص الحق) ، (35) ذهب الباطل والكذب فانقطع ، وتبين الحق فظهر. * * * ---------------------- الهوامش: (32) انظر تفسير " المراودة" فيما سلف ص: 86 ، تعليق: 1 ، والمراجع هناك. (33) انظر تفسير " حاش الله" فيما سلف ص: 81 - 84. (34) في المخطوطة: " وردرد" ، في: رد ، وكأن الصواب ما في المطبوعة. من أسماء الله الحسنى: العزيز - فقه. و " الذرذرة" ، تفريقك الشيء وتبديدك إياه. و " ذر الشيء" ، بدده. (35) في المطبوعة: أسقط قوله: " بقوله".
19416- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا عمرو بن محمد ، عن أسباط ، عن السدي ، مثله. 19417- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثنا هشيم قال ،أخبرنا جويبر ، عن الضحاك ، مثله. 19418- حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق قال: قالت راعيل امرأة إطفير العزيز: (الآن حصحص الحق) ، أي: الآن برز الحق وتبيَّن ، (أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين) ، فيما كان قال يوسف مما ادّعَت عليه. 19419- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا عمرو، عن أسباط، عن السدي قال: قال الملك: ائتوني بهن! فقال: (ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء) ، ولكن امرأة العزيز أخبرتنا أنها راودته عن نفسه ، ودخل معها البيت وحلّ سراويله، ثم شدَّه بعد ذلك، ، فلا تدري ما بدا له. فقالت امرأة العزيز: (الآن حصحص الحق). 19420 - حدثني يونس قال ،أخبرنا ابن وهب قال ،قال ابن زيد ، في قوله: (الآن حصحص الحق) ، تبين. * * * وأصل حَصحص: " حصَّ" ، ولكن قيل: " حصحص " ، كما قيل: فَكُبْكِبُوا ، [ سورة الشعراء: 94] ، في " كبوا " ، وقيل: " كفكف " في " كف " ، و " ذرذر " في " ذرّ". (34) وأصل " الحص ": استئصال الشيء ، يقال منه: " حَصَّ شعره " ، إذا استأصله جزًّا.
المعنى الثاني: أنه لما كانت ربوبية الله - وما يشاهد من آثار أفعاله تبارك وتعالى - أكبر دليل على تفرد الله بالألوهية والمثل الأعلى، ولما اشتملت عليه السورة من ذكر ذلك في مواضع متعددة منها، ناسب أن يذكر سبحانه ما يدل على كمال قوته وتدبيره، وأن ذلك يجري بموجب حكمته، فختم الآية التي ورد فيها إثبات المثل الأعلى بقوله: {وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ}. وأشمل ما دل على هذا المعنى - وهو ختم الآيات التي تتحدث عن ربوبية الله وأفعاله بهذين الاسمين الكريمين - ما ورد في سورة "الجاثية" حيث بدأت السورة بذكر هذين الاسمين في قوله تعالى: {حم تَنزِيلُ الكِتَابِ مِنْ اللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ} ١، ثم ذكر الله جملة من آيات ربوبيته فقال: {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآ يَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَآ أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَآءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} ٢. ثم ختم السورة بذكر ربوبيته وبهذين الاسمين، حيث قَال تبارك ١ سورة الجاثية آية (١، ٢).