وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن بكر حدثنا ميمون المرئي ، حدثنا ميمون بن سياه ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله ، لا يريدون بذلك إلا وجهه ، إلا ناداهم مناد من السماء: أن قوموا مغفورا لكم ، قد بدلت سيئاتكم حسنات " تفرد به أحمد ، رحمه الله. تفسير: (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه). وقال الطبراني: حدثنا إسماعيل بن الحسن ، حدثنا أحمد بن صالح ، حدثنا ابن وهب ، عن أسامة بن زيد عن أبي حازم ، عن عبد الرحمن بن سهل بن حنيف قال: نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو في بعض أبياته: ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه) فخرج يلتمسهم ، فوجد قوما يذكرون الله تعالى ، منهم ثائر الرأس ، وجافي الجلد وذو الثوب الواحد ، فلما رآهم جلس معهم وقال: " الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني الله أن أصبر نفسي معهم " عبد الرحمن هذا ، ذكره أبو بكر بن أبي داود في الصحابة وأما أبوه فمن سادات الصحابة ، رضي الله عنهم. وقوله: ( ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا) قال ابن عباس: ولا تجاوزهم إلى غيرهم: يعني: تطلب بدلهم أصحاب الشرف والثروة. ( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا) أي: شغل عن الدين وعبادة ربه بالدنيا ( واتبع هواه وكان أمره فرطا) أي: أعماله وأفعاله سفه وتفريط وضياع ، ولا تكن مطيعا له ولا محبا لطريقته ، ولا تغبطه بما هو فيه ، كما قال تعالى: ( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى) [ طه: 131]
وقد ذكر المصنف حفظه الله فوائد أخرى مهمة استخلصها من تلك الآية العظيمة، أجملها بما يلي: 1 – الصبر على طاعة الله أعلى أنواع الصبر، ولا ينجح داعية أو طالب علم إلا بالصبر. 2 – الحث على إدامة طاعة الله آناء الليل وأطراف النهار. 3 – أهمية الإخلاص الذي لا تقبل أعمال كالجبال إلا به. قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ} ، حديث «ألا أخبركم بأهل الجنة؟..» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. 4 – النهي عن التطلع إلى زينة الحياة الدنيا. 5 – لا طاعة لغافل عن ذكر الله أو تقدم من دون أهل الإيمان. ا. ه ولا يفوت في ذكر الآية هذا البيان البديع لاستخدامات "النفس" و"العين" و"القلب"، كل في محله وبتعبير لا يخلو من أبعاد دقيقة في تناسق فريد؛ فقياد النفس بالكلية للصبر مع الصالحين، وعدم تعدي العين عن طريقهم لضمان عدم حيودها ودقتها، والتوكيد على القلب كمحل الذكر لا اللسان، تعبيرات بليغة لا يخلو القرآن الكريم من روعتها في مبنى ومعنى. أمير سعيد, hwfv kts; lu hg`dk d]u, k vfil >> td k, v Ndm;vdlm H]f çgWdk d]u, k vfil, hwfv kQ; k, R;vdlm
وهذه الصفة هي الغالبة، وإلا فيوجد في المسلمين من هو ضخم البدن، وهو من أولياء الله ومن عباده المتقين، وفي صفة بعض الصحابة أوصاف تشبه هذا من جهة البدانة، علي كان يلقب بالبطين، أو لربما قيل له ذلك لضخامة في بطنه، وبعض أئمة السنة ورواة الحديث لقبه البطين؛ لضخامة بطنه، وليس هذا شيئًا يذم به الإنسان، فهذه خلقة الله -تبارك وتعالى، ولكن هو الجَموع المَنوع، يجمع المال، ويمنع حق الله فيه، هذا هو المشهور في معناه. والغلظة، والقسوة، والجفاء ليست من صفات عباد الله المتقين، وإنما هي من صفات أهل النار، ولذلك يبتعد الإنسان أن يكون جلفاً، جافًّا، غليظاً، عنيفاً، وإنما يلطف بالناس قدر المستطاع، وما وُضع الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه [7]. واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة. هذا، وأسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه. أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب الكبر (8/ 20)، رقم: (6071)، ومسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء (4/ 2190)، رقم: (2853). أخرجه البخاري، كتاب الصلح، باب الصلح في الدية (3/ 186)، رقم: (2703).
والله أعلم.
فالآية دالة بالعبارة والإشارة على أن الذي ينبغي أن يطاع، ويكون إماماً للناس، من امتلأ قلبه بمحبة الله، وفاض ذلك على لسانه، فلهج بذكر الله، واتبع مرضاة ربه، فقدمها على هواه، فحفظ بذلك ما حفظ من وقته، وصلحت أحواله، واستقامت أفعاله، ودعا الناس إلى ما مَنَّ الله به عليه، فحقيق بذلك، أن يُتبع ويُقتدى به. الوقفة الخامسة: قوله سبحانه: {وكان أمره فرطا}، للمفسرين أقوال في المراد من قوله سبحانه: {وكان أمره فرطا}، فقال بعضهم: كان أمره ضياعاً. وقال آخرون: كان أمره ندماً. وقال آخرون: هلاكاً. وقال آخرون: خلافاً للحق. واختار الطبري أن أولى الأقوال أن يكون "معناه: ضياعاً وهلاكاً، من قولهم: أفرط فلان في هذا الأمر إفراطاً: إذا أسرف فيه، وتجاوز قدره، وكذلك قوله: {وكان أمره فرطا} معناه: وكان أمر هذا الذي أغفلنا قلبه عن ذكرنا في الرياء والكبر، واحتقار أهل الإيمان، سَرَفاً قد تجاوز حده، فضيع بذلك الحق وهلك". فالآية تنهى عن طاعة واتباع من كانت أعماله وأفعاله سَفَهاً وتفريطاً وضياعاً؛ إذ كيف يكون مَنْ هذه صفته أهلاً للاتباع والاقتداء. موقع هدى القرآن الإلكتروني. قال الرازي: "وهذه الحالة صفة من لا ينظر لدينه، وإنما عمله لدنياه. فبين تعالى من حال الغافلين عن ذكر الله التابعين لهواهم، أنهم مقصرون في مهماتهم، معرضون عما وجب عليهم من التدبر في الآيات، والتحفظ بمهمات الدنيا والآخرة".
فبين تعالى من حال الغافلين عن ذكر الله التابعين لهواهم، أنهم مقصرون في مهماتهم، معرضون عما وجب عليهم من التدبر في الآيات، والتحفظ بمهمات الدنيا والآخرة". والحاصل، أنه تعالى وصف أولئك الفقراء بالمواظبة على ذكر الله، والإعراض عن غير ذكره سبحانه، فقال: {الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ}، ووَصَفَ هؤلاء الأغنياء بالإعراض عن ذكر الله تعالى، والإقبال على غيره تعالى، وهو قوله: {أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} ثم أمر رسوله بمجالسة أولئك، والمباعدة عن هؤلاء. وقد روى أبو داود عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: جلست في عصابة من ضعفاء المهاجرين، وإن بعضهم ليستتر ببعض من العري، وقارئ يقرأ علينا، إذ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام علينا، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، سكت القارئ، فسلم، ثم قال: «ما كنتم تصنعون؟» قلنا: يا رسول الله! إنه كان قارئ لنا يقرأ علينا، فكنا نستمع إلى كتاب الله، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحمد لله الذي جعل من أمتي مَنْ أُمرت أن أصبر نفسي معهم» ، قال: فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطنا؛ ليعدل بنفسه فينا، ثم قال بيده هكذا، فتحلقوا وبرزت وجوههم له، قال: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف منهم أحداً غيري، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبشروا يا معشر صعاليك المهاجرين بالنور التام يوم القيامة، تدخلون الجنة قبل أغنياء الناس بنصف يوم، وذاك خمس مائة سنة».
وقال آخرون: كان أمره ندماً. وقال آخرون: هلاكاً. وقال آخرون: خلافاً للحق. واختار الطبري أن أولى الأقوال أن يكون "معناه: ضياعاً وهلاكاً، من قولهم: أفرط فلان في هذا الأمر إفراطاً: إذا أسرف فيه، وتجاوز قدره، وكذلك قوله: { وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} معناه: وكان أمر هذا الذي أغفلنا قلبه عن ذكرنا في الرياء والكبر، واحتقار أهل الإيمان ، سَرَفاً قد تجاوز حده، فضيع بذلك الحق وهلك". فالآية تنهى عن طاعة واتباع من كانت أعماله وأفعاله سَفَهاً وتفريطاً وضياعاً؛ إذ كيف يكون مَنْ هذه صفته أهلاً للاتباع والاقتداء. قال الرازي: "وهذه الحالة صفة من لا ينظر لدينه، وإنما عمله لدنياه. فبين تعالى من حال الغافلين عن ذكر الله التابعين لهواهم، أنهم مقصرون في مهماتهم، معرضون عما وجب عليهم من التدبر في الآيات، والتحفظ بمهمات الدنيا والآخرة". والحاصل، أنه تعالى وصف أولئك الفقراء بالمواظبة على ذكر الله، والإعراض عن غير ذكره سبحانه، فقال: { الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ}، ووَصَفَ هؤلاء الأغنياء بالإعراض عن ذكر الله تعالى، والإقبال على غيره تعالى، وهو قوله: { أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} ثم أمر رسوله بمجالسة أولئك، والمباعدة عن هؤلاء.