"يونس: 3" واعلم أن آية (ثم استوى على العرش) ذكرت سبعة مرات في القرآن، و (ثم) في أول الجملة والآية جاءت حرف عطف.
حيّاك الله السائل الكريم، وأعانك الله على كتابة بحثك وإتمامه، أما بالنسبة لسؤالك، لقد ذُكرت " ثم استوى على العرش" في آيات القرآن الكريم في عدة مواضع [١] ، وهي: قال -تعالى-: (الرَّحمـنُ عَلَى العَرشِ استَوى). "طه: 5" قال -تعالى-: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّـهُ الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ في سِتَّةِ أَيّامٍ ثُمَّ استَوى عَلَى العَرشِ). "الأعراف: 54" قال -تعالى-: (اللَّـهُ الَّذي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَها ثُمَّ استَوى عَلَى العَرشِ). "الرعد: 2" قال -تعالى-: (الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَـنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا). "الفرقان: 59" قال -تعالى-: (اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ). "السجدة: 4" قال -تعالى-: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ). "الحديد: 4" قال -تعالى-: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّـهُ الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ في سِتَّةِ أَيّامٍ ثُمَّ استَوى عَلَى العَرشِ).
ما هو معنى استوى في قوله تعالى ثم استوى على العرش ؟، من المعاني المهمة التي سيتم التعرف عليها في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أنّ هذه الآية الكريمة وردت لتكون شاهدًا على الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، فالإعجاز هو لفظٌ مشتقٌ من كلمة العجز وأصلها عَجَزَ، وكلمة العجز تعني عدم القدرة والضعف، والإعجاز هو مصدر كلمة أعجز أي فات وسبق، فيقال أعجزني فلان، وقال الراغب الأصفهاني أعجزت فلان وعجزته أي جعلته عاجزاً.
وبذلك استقرت السموات والأرض بهذا التواجد الإلهي اللطيف الخفي فيهما إلى حينٍ مأجولٍ بأجل قدوم يوم القيامة حيث سيزول كل شيء ولا يبقى إلا وجه الله تعالى (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ. وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) (26 -27 الرحمن). وعالمنا المخلوق هذا هو عالم كرسي الله تعالى، ويفصله عن عالم عرش الله تعالى حجابٌ عرَّفنا به قرآن الله العظيم بأنه "أقطار السموات والأرض"، وذلك في الآية الكريمة (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) (33 الرحمن). إن استواء الله تعالى على العرش هو الذي كفل للسموات والأرض أن يكون لهما وجود. فلولا أن الله تعالى استوى على العرش لزالت السموات والأرض جراء فرط التواجد الإلهي فيهما.
بتصرّف. ↑ الواحدي، التفسير البسيط ، صفحة 169. بتصرّف. ↑ الواحدي، التفسير البسيط ، صفحة 169.