حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( السماء منفطر به) يقول: مثقل به ذلك اليوم. حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد ، في قوله: ( السماء منفطر به) قال: هذا يوم القيامة ، فجعل الولدان شيبا ، ويوم تنفطر السماء ، وقرأ: ( إذا السماء انفطرت) وقال: هذا كله يوم القيامة. حدثنا أبو كريب ، قال: ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن جابر ، عن عبد الله بن يحيى ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ( السماء منفطر به) قال: ممتلئة به ، بلسان الحبشة. حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن جابر ، عن عكرمة ، ولم يسمعه عن ابن عباس ( السماء منفطر به) قال: ممتلئة به. [ ص: 696] وذكرت السماء في هذا الموضع لأن العرب تذكرها وتؤنثها ، فمن ذكرها وجهها إلى السقف ، كما يقال: هذا سماء البيت: لسقفه. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة المزمل - القول في تأويل قوله تعالى "فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا "- الجزء رقم24. وقد يجوز أن يكون تذكيرهم إياها لأنها من الأسماء التي لا فصل فيها بين مؤنثها ومذكرها; ومن التذكير قول الشاعر: فلو رفع السماء إليه قوما لحقنا بالسماء مع السحاب وقوله: ( كان وعده مفعولا) يقول تعالى ذكره: كان ما وعد الله من أمر أن يفعله مفعولا؛ لأنه لا يخلف وعده ، وما وعد أن يفعله تكوينه يوم تكون الولدان شيبا ، يقول: فاحذروا ذلك اليوم أيها الناس ، فإنه كائن لا محالة.
القول في تأويل قوله تعالى: ( فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا ( 17) السماء منفطر به كان وعده مفعولا ( 18)) يقول تعالى ذكره للمشركين به: فكيف لا تخافون أيها الناس يوما يجعل الولدان شيبا إن كفرتم بالله ، ولم تصدقوا به. وذكر أن ذلك كذلك في قراءة عبد الله بن مسعود. يوم يجعل الولدان شيبا ( تلاوة مؤثرة ) - YouTube. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله: ( فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا) يقول: كيف تتقون يوما ، وأنتم قد كفرتم به ولا تصدقون به. حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة: ( فكيف تتقون إن كفرتم) قال: والله لا يتقي من كفر بالله ذلك اليوم. وقوله: ( يوما يجعل الولدان شيبا) يعني يوم القيامة ، وإنما تشيب الولدان من شدة هوله وكربه. كما حدثت عن الحسين ، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد ، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( يوما يجعل الولدان شيبا) كان ابن مسعود يقول: "إذا كان يوم القيامة دعا ربنا الملك آدم ، فيقول: يا آدم قم فابعث بعث النار ، فيقول آدم: أي رب ، لا علم لي إلا ما علمتني ، فيقول الله له: أخرج من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين ، فيساقون إلى النار سودا مقرنين ، زرقا كالحين ، فيشيب هنالك كل وليد".
علينا أن نكون دومًا مع الله في المنشطِ والمكره وفي العُسر وفي اليسر، يُكن الله معنا. نقله إليكم. د. جمال عبد الناصر أبو نحل مدير عام المركز القومي
فإن احتج محتج بأن الصفة قد تحذف وينصب ما بعدها ، احتججنا عليه بقراءة عبد الله فكيف تتقون يوما. قلت: هذه القراءة ليست متواترة ، وإنما جاءت على وجه التفسير. وإذا كان الكفر بمعنى الجحود ف ( يوما) مفعول صريح من غير صفة ولا حذفها; أي فكيف تتقون الله وتخشونه إن جحدتم يوم القيامة والجزاء. وقرأ أبو السمال قعنب ( فكيف تتقون) بكسر النون على الإضافة. و ( الولدان) الصبيان. وقال السدي: هم أولاد الزنا. وقيل: أولاد المشركين. والعموم أصح; أي يشيب فيه الضمير من غير كبر. وذلك حين يقال: ( يا آدم قم فابعث بعث النار). على ما تقدم في أول سورة ( الحج). قال القشيري: ثم إن أهل الجنة يغير الله أحوالهم وأوصافهم على ما يريد. وقيل: هذا ضرب مثل لشدة ذلك اليوم وهو مجاز; لأن يوم القيامة لا يكون فيه ولدان ولكن معناه أن هيبة ذلك اليوم بحال لو كان فيه هناك صبي لشاب رأسه من الهيبة. ويقال: هذا وقت الفزع ، وقيل أن ينفخ في الصور نفخة الصعق ، فالله أعلم. الزمخشري: وقد مر بي في بعض الكتب أن رجلا أمسى فاحم الشعر كحنك الغراب ، فأصبح وهو أبيض الرأس واللحية كالثغامة ، فقال: أريت القيامة والجنة والنار في المنام ، ورأيت الناس يقادون في السلاسل إلى النار ، فمن هول ذلك أصبحت كما ترون.