أمة النبي صلى الله عليه وسلم على قسمين: قال العيني في "عمدة القاري" (4 /35): وأمة محمد صلى الله عليه وسلم تُطلق على معنيين: أمة الدعوة: وهي من بعث إليهم. وأمة الإجابة: وهي من صدَّقه وآمن به؛ اهـ. من المراد بالأمة في قوله صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي يدخلون الجنة)؟ قال المناوي في "فيض القدير" (5 /12): المراد أمة الدعوة، فالآبي هو الكافر بامتناعه عن قبول الدعوة. وقيل: أمة الإجابة، فالآبي هو العاصي منهم، استثناهم تغليظًا وزجرًا عن المعاصي. قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: (مَن أطاعني) ؛ أي: انقاد وأذعَن لِما جئت به، (دخَل الجنة) ، وفاز بنعيمها الأبدي، بين أن إسناد الامتناع عن الدخول إليهم مجاز عن الامتناع لسببه، وهو عصيانه بقوله: (ومن عصاني) بعدم التصديق أو بفعل المنهي، (فقد أبى) ، فله سوء المنقلب بإبائه. قال صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا. والموصوف بالإباء إن كان كافرًا لا يدخل الجنة أصلًا، أو مسلمًا لم يدخلها مع السابقين الأوَّلين. قال الطيبي: ومن أبى عطف على محذوف؛ أي: عرَفنا الذين يدخلون الجنة، والذي أبى لا نعرِفه، وكان من حق الجواب أن يقال: من عصاني، فعدَل إلى ما ذكَره تنبيهًا به على أنهم ما عرفوا ذاك ولا هذا. إذِ التقدير من أطاعني وتمسَّك بالكتاب والسنة، دخل الجنة، ومن اتبع هواه وزل عن الصواب، وتخلَّى عن الطريق المستقيم، دخل النار، فوضع (أبى) موضعه وضعًا للسبب موضعَ المسبب؛ اهـ.
أيضا جاء عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ ما يدل على: الحث على أن يكون المؤمن قويا, و ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن القوي خير و أحب عند الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير) و لا شك أن القوة تصح أن تكون في المال من الجهة الاقتصادية, والعلم (قوة العلم) وأيضا قوة البدن داخلة في ذلك. فهذا حث صريح من النبي صلى الله عليه وسلم, على أن يعتني المؤمن ببدنه وبقوة بدنه. قال الرسول صلى الله عليه وسلم. كما أن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا, بين في حديث آخر: فضل أن يكون الإنسان قادرا على أن يقوم بطاعة الله ـ عز وجل ـ وأن يكون قادرا على أن ينهي عن المنكر, وهذا إنما يتم بأن: يكون الإنسان على قدر من القوة ومن القدرة على مواجهة من يخالفون أمر الله ـ عز وجل ـ سواء كانوا من الكفار, في الجهاد في سبيل الله ـ عز وجل ـ أو من عصاة المؤمنين, الذين يحتاجون زاجرا" ورادعا" لهم, عن أن يخالفوا أمر الله ـ سبحانه وتعالى ـ. الخلاصة أن الحرص على سلامة البدن أمر جاء به الشرع, والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن لبدنك عليك حقا) لكن أن يصح عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أو أن ينسب إلى النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه قال:( علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل) هذا: لا يصح عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ هذا ما أحببت التنبيه عليه في هذا اللقاء وصلى الله وسلم على سيدنا محمد والله أعلم.
اسمع ماذا قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم - YouTube