– الإنفاق قبل الفقر بمعنى أن ينفق الإنسان من المال الذي أنعم الله تعالى به عليه سواء على نفسه وعلى أهله أو ان يتصدق منه ، ويتجنب البخل والشح وحرمان نفسه والآخرين ، فمفارقة المال أحد سنن الحياة المكتوبة على الإنسان ، سواء فارقه الإنسان أو العكس ، لذلك ينبغي على الإنسان أن يستمتع بالمال قبل أن يموت أو يصيبه الفقر. – الفراغ قبل الانشغال ينبغي أن يستغل الإنسان المسلم وقت فراغه في العبادة لله سبحانه وتعالى ، مثل الصلاة ، الاستغفار ، التهليل والتسبيح ، بدلا من اللهو بعيدا عن ذكر الله ، مثل السهر والملاهي الليلية ، أو مشاهدة برامج التلفاز وسماع الأغاني ، التي تخسره الوقت وتضيع منه فرص ثواب أعمال الذكر ، عندما يقوم الإنسان بذلك يشعر بالندم والحسرة والخيبة عندما يقابل وجه الله ويكون بين يديه ، ولا يفيد طلب العودة للحياة مجددا ليقوم بالذكر والقيام بهذه الأعمال التي ترضي الله ، بعد فوات الأوان. – الحياة قبل الموت ينبغي على المسلم استغلال حياته على هذه الأرض في أعمال خيرة ، مثل التي من شأنها تقريبه من الله سبحانه وتعالى قبل أن يموت ويصبح في قبره وحيداً ، حيث لا يفيده سوى عمله، ذكر ذلك في أحد أحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، حيث قال: (إذا ماتَ الرجلُ انقطعَ عملُهُ إلَّا من ثلاثٍ ولدٍ صالحٍ يدعو لَهُ ، أو صدقةٍ جاريةٍ أو علمٍ يُنتَفعُ بِهِ) [صحيح]، و الصدقة الجارية هي العمل الصالح الباقي للإنسان.
وهنا نستذكر آية لطالما تتردد على المنابر، وهي قول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ" (آل عمران، الآية 102)؛ فكيف لا نموت إلا ونحن مسلمون؟ وهل يملك أحدنا كيف يموت؟ والجواب هو: نعم؛ إذ يطلب الله منك أن تكون في أعلى درجات التقوى، وفي طاعة الله، فإذا جاءك ملك الموت كنت مسلما متقيا لله تعالى. حري بنا أن لا نخدع أنفسنا بفرح يعقبه ألم وخسران وبكاء. وما أجمل الفرح حين يكون في مكانه الصحيح، حيث الإنجاز والطاعة والفوز الكبير يوم أن ندخل الجنة. أما عالم المظاهر والخداع، فلا يخضع له ويركن إلا الحمقى، وربما يحسب أحدهم أنه يحسن صنعا، وهو من الأخسرين أعمالا. في وقت تشتد فيه الكربات على المسلمين، ودماؤهم تسيل في أكثر من مكان، وتجتمع القوى العالمية علينا وتشتت شملنا وتوقع بيننا العداوة والبغضاء والبأس الشديد، حري بنا أن نراجع حساباتنا. فعلى المستوى الشخصي أن أحاسب نفسي، وأخلو بها بعيدا عن الناس ومدحهم. ولو سأل أحدُنا نفسَه سؤالا: "لو متّ الآن، فهل أنا مستعد للقاء الله تعالى؟"، فيعدّ للأمر عدته. حديث اغتنم خمساً قبل خمس | المرسال. وعلى المستوى الجماعي، ماذا قدمنا لهذا الدين، وماذا يمكن أن أفعل لرفع شأن المسلمين؟ فأفق المسلم الصادق أبعد من نفسه؛ فهو يعلم أن دينه عالمي، ورسالته رحمة للعالمين.
(شرح حديث اغتنم خمسا قبل خمس) والشباب رمز النشاط وقوة الأعضاء على العبادة فليذكر سرعة زوالها وإنها نومة لا يندم إلا بعد يقظته منها. ويذكر أنه يتعقبها ضعف القوي وتخاذل الأعضاء وأنه تعالى سيجعل من بعد قوة ضعفا وشيبة فهذا عبد الله بن عمرو بن العاص: (بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقرأ القرآن كله في ليلة، فدعاه فقال: اقرأه في شهر؟ قال: إني أستطيع أكثر من ذلك قال: اقرأه في عشرين ليلة، فقال: إني أستطيع أكثر من ذلك، وهكذا حتى نزل معه إلى ثلاثة أيام) وهو يقول: إني أستطيع أكثر من ذلك أي: غداً يأتيني الكبر ولا أقدر أن أقرأ، فكان يغتنم شبابه لهرمه، وكان يستطيع أن يصلي شيئاً من الليل، ويستطيع أن يصوم بعض الأيام، ويستطيع أن يكتسب ويتصدق، فلما جاءه الهرم عجز. [وصحتك قبل سقمك،] يعني: اغتنم الأعمال الصالحة في الصحة قبل أن يحول بينك وبينها المرض فالإنسان في ليلة وضحاها يمرض من حيث لا يشعر وبعد مرضه لا يستطيع العمل أو يضعف في العمل لما يصيبه من التعب والارهاق والانشغال بالأدوية والعلاج عما سوى ذلك وهذا لا يعارض الحديث الآخر [إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحا مقيما] لأن التحذير هنا ممن لا يعمل لا ممن عمل ثم تركه بسبب الأمراض فيكتب له يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة) فهل يقبل الله منك وأنت معافى، ثم أنت مريض يتخلى عنك؟ لا والله!
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. عباد الله: اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾.
الخطبة الأولى: إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، وأمينه على وحيه، ومبلِّغ الناس شرعه؛ فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد معاشر المؤمنين عباد الله: اتقوا الله تعالى؛ فإن من اتقى الله وقاه، وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه. وتقوى الله جل وعلا: عملٌ بطاعة الله على نورٍ من الله رجاء ثواب الله، وتركٌ لمعصية الله على نورٍ من الله خيفة عذاب الله. أيها المؤمنون عباد الله: إن أوقات المرء في هذه الدنيا أوقاتٌ ثمينة، وإن كل يوم يعيشه المرء في هذه الحياة مكسبٌ وغنيمة، وإن مَن لم يحفظ أوقاته ويغنم لياليه وأيامه خسر خسرانًا عظيما. عباد الله: وما أحوجنا في هذا المقام إلى الموعظة التي يكون بها إيقاظ القلوب وتحريك النفوس وإزالة ما في القلوب من غفلة وما في النفوس من إهمال أو تفريط. اغتنم #خمسا_قبل- خمس-وصايا- خالذة- للامة المحمدية_لا -تفلتها. - YouTube. أيها المؤمنون عباد الله: وإنَّ من المواعظ العظيمة؛ عظيمة التأثير كبيرة الفائدة في هذا الباب - باب صيانة الأوقات وحفظ الأعمار ورعاية الحياة بما يرضي الله تبارك وتعالى- وصية ثبتت عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه عظيمة النفع بالغة الأثر؛ روى الحاكم في مستدركه والبيهقي في شعب الإيمان وغيرهما عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: " اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاءَكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ ".