﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ﴾ ﴿وآتَينَاهُ أَهلَهُ ومِثْلَهُمْ مَعَهُم﴾، بعد صبر أيوب عليه السلام على الابتلاء كشف الله عنه البلاء وشفاه من جميع أمراضه وأعاده طبيعًا، لم يكرمهُ فقط بل أكرم زوجته بأن أعاد لها شبابها إكرامًا لها على إيمانها وصبرها على ابتلاء زوجها، وردّ الله عليه أهلهُ الذين ماتوا فعاشوا معه. لذلك تذكر عزيزي القارئ كلما فاض حلمك تذكر صبر أيوب، واعلم أنه قطرة من بحرِ بلائه. اللهم صبر أيوب في الأخير نتمنى أن تكونو قد استفدتو من المعلومات التي قدمناها لكم من خلال منصة موقع الاستفادة ( alaistfada) ونتمنى لك الخير والسعادة وبارك الله فيكم ونتمنى أن تتابعون لكي تصلكم كل المعلومات التي تريدون ها وشكراً، إذا اردت اي شيء اطرح سؤالك وسيتم الرد عليكم.
ابتلي نبي الله أيوب عليه السلام ببلاءٍ عظيم حينما ذهب ماله وكل ما يملكه، كما ابتعد عنه القريب والبعيد، ولم يبق بجانبه إلّا زوجته الوفية التي ظلّت تخدمه طيلة سني بلائه حتّى فرج الله عنه، ولم يكن بلاء أيوب عليه السلام فيه إساءةٌ إليه أو بما ينافي مكانته كنبي، كما صورت ذلك روايات أهل الكتاب حينما قالوا أنّه أصيب بمرض الجذام أو تساقط لحمه فلم يبق عليه شيء منه، وإنّما كان بلاؤه ومرضه ممّا اعتاده الناس من الأمراض والأوجاع. مدة مكث أيوب في البلاء مكث نبي الله أيوب عليه السلام في بلائه ثمانية عشر عاماً، كما ورد في الحديث الذي رواه أنس بن مالك وكان ممّا فيه: (إنَّ نبيَّ اللهِ أيُّوبَ لبث به بلاؤُه ثمانيَ عشرةَ سنةً ، فرفضه القريبُ والبعيدُ ، إلَّا رَجلَيْن من إخوانِه... ) [صحيح].
عندئذ كشف الله عنه ما به من ضر، وآتاه الصحة، ورد له ما كان قد أخذ منه، وآتاه أهله، ومثلهم معهم، قال تعالى في سورة الأنبياء: «وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84)». وقال تعالى في سورة ص: «وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42) وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (43) وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44)». وأزال الله عنه ما كان قد نزل به من قبل، ورد الله أهله الذين فقدهم أيام مرضه الشديد الطويل، وزاده مثلهم معهم، رحمة منه، جلّ وعلا. من خلال قصة أيوب، عليه السلام، نلاحظ أنه اجتاز مرحلة صبر طويل شديد، ولذلك أثنى الله عليه بقوله: «إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ»، أي رجاع إلى ربه تواب.