سلسلة قيم التربية الاجتماعية المستنبطة من السنة النبوية المطهرة بقلم: د. محمد خضر شبير قيمة التواضع وعدم الكبر إن التواضع قيمة سامية من قيم التربية الاجتماعية التي دعا لها الدين الإسلامي، وحثت عليها سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) في مواضع كثيرة منها قوله: «مَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ». وما ورد عنه أيضاً: «إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا وَلَا يَبْغِي بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ» حيث إن التواضع يؤدي إلى الألفة والمحبة بين الناس، ويزيل الغل والشحناء من قلوبهم، وهو تهذيب للنفس أمام خالقها، وبه تسمو وترتقي بحب الآخرين وتقديرهم. التواضع يؤدي الئ محبة الناس ❤ - YouTube. وحذرت السنة النبوية من الكبر والتكبر على الآخرين، وذلك لمآلها وسوء عاقبتها، حيث ورد في الحديث الشريف: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ» وفي ذلك دلالة واضحة إلى أن الشخص المتكبر هو منبوذ في مجتمعه، ولا يجوز التعامل معه، حتى يعود إلى رشده وصوابه، وكما ورد في الحديث السابق، فإن من يحمل في قلبه مثقال ذرة من كبر، لن يدخل جنة الرحمن ولن يتمتع بنعيمها، وهي دعوة نبوية إلى التواضع، وجعله ثقافة في حياة المرء، حيث إنها سمة الأنبياء عليهم أفضل السلام وأتم التسليم.
في الدارين – المحيط المحيط المحيط » في الدارين التواضع يؤدي إلى حب الناس وعلو المنزلة في الدارين
والكبر الذي حذرنا منه رسولنا الكريم في العديد من الأحاديث، يجلب لصاحبه الأذى، ويحرمه من فضائل أخلاقية واجتماعية كثيرة، وتدفع إليه أمور منها غرور الإنسان بعلمه أو بعبادته، أو بوفرة ماله أو كمال قوته، أو كثرة أولاده وعائلته، أو كبر منصبه.. والتاريخ حافل بقصص المتكبرين المتجبرين الذين عاشوا في أبراجهم العاجية مترفعين على الناس، ترفعاً حمل بعضهم على البطش والتجبر، فدفعوا ثمن تكبرهم وتجبرهم وكانوا عبرة لكل من له عقل يعتبر به ويستفيد من تجارب الآخرين. شباب فاسدون من أجل ذلك يحث د. أبو هاشم كل مسلم على أن يتسلح بالتواضع، ويؤكد أن التخلي عن هذه الفضيلة يجعل الإنسان يعيش في توتر وقلق واضطراب، ذلك أن الكبر والغرور والتعالي على الناس تزرع في النفوس الأحقاد والضغائن وتغري بالظلم والعدوان، وقد أفسدت هذه الرذائل حياة كثير من الناس، وخاصة الشباب الذي يتعالى على الناس من دون أن يكون لديه شخصيا ما يفتخر به.