(50) سياق هذه العبارة: "إن كان هؤلاء... لا ينفعهم عند الله غير ما قدموا... فأنتم كذلك أحرى أن لا ينفعكم غير صالح الأعمال... ".
· تمييز الحديث الصحيح من غيره: فإن النظر في الكم الكبير الموروث من الأحاديث يحتاج إلى النظر في أحوال الرواة: o لأن الرواة نقلوا لنا الأحاديث والأخبار، فلا بد من معرفة أحوالهم وسيرهم، وإن استلزم ذلك القدح في بعضهم. o لأن ترك النظر في سيرهم يستلزم عدم معرفة الصحيح من الضعيف، وبذلك يختلط الحق بالباطل. o لأن الغاية من النظر في مساوئهم ليست شخصية خاصة بهم، بل متعلقة بأمر ديني مهم. o أن دراسة أحوال صحابة النبي وصحابة الأئمة الأطهار من هذا الباب، ولا غرض مهم يتعلق بالقدح فيهم. تلك امة قد خلت لها ما اكتسبت وعليها ما اكتسبت. · معرفة أئمة الهدى من غيرهم: فإن دراسة أحوال من تدعى لهم الإمامة كافية في معرفة هل هم أئمة أو لا، وهذا له أثر بالغ في اختيار المذهب الحق من بين المذاهب المختلفة. ولو كانت المعرفة تتم بدون ذلك لكان هناك وجه لقول بعضهم: إن هؤلاء ماتوا، ووفدوا إلى ربهم، ونحن لا نحاسب على أفعالهم، فلماذا نبحث في أحوالهم، أو نقدح فيهم؟ · معرفة تاريخ الأمة: فإن التاريخ هو مجموع الحوادث الواقعة، بخيرها وشرها، وعدم النظر في أحوال الماضين يقتضي إلغاء التاريخ، وتكون هذه الأمة من دون تاريخ، وهذا غير صحيح، لأن أهمية التاريخ تكمن في الاستفادة من التجارب السابقة للأمة، وتصحيح ما يحتاج إلى تصحيح، وترك ما كان خطأ، سبب وقوع الأمة في المضار والمساوئ.
في رحاب تفسير آيات القرآن المجيد (57) قال تعالى( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ). سورة البقرة الاية 134.