الحالة الثانية: نصب الفعل المضارع: وهو فتح آخره لفظًا أو تقديرًا بسبب دخول ناصب عليه، أو عطفه على منصوب، فإذا قلت: لن أضيع وقتي في غير المفيد، كان الفعل أضيع، منصوبًا لفظًا لدخول ناصب عليه وهو لن. وإذا قلت: لن أسعى في الشر، كان الفعل أسعى، منصوبًا تقديرًا لدخول لن عليه، وهو منصوب بفتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. وإذا قلت: أحب أن تجتهد وتتفوق، كان الفعل تتفوق، منصوبًا لعطفه على منصوب وهو تجتهد.
نصب الفعل المضارع ينتصب الفعل المضارع، بعد الأدوات الآتية (1): 1- أَنْ نحو: أريد أن أسافرَ. 2- لَنْ نحو: لن أسافرَ. 3- كَيْ نحو: أسافر كي أتجدّدَ. 4- لام التعليل: وضابطها أن يكون ما بعدها علَّةً وسبباً لما قبلها، نحو: [ أدرس لأنجحَ]. 5- الواو – الفاء – ثُمَّ – أَوْ ، العاطفاتِ فعلاً على اسم جامد (مصدراً كان أو غير مصدر): وذلك أن الفعل إنما يُعطَف على فعل مثله، فإذا عطَف العربيُّ فعلاً على اسم، نَصبَ الفعلَ المعطوف، نحو: [ سفرُك وتشاهدَ ما لا تعرف خيرٌ لك] = سفرُك ومشاهدتك خيرٌ لك. [ كسرة خبز وتصانَ الكرامة أحسن من كنوز الدنيا] = كسرة خبز وصون الكرامة أحسن... [ صدقُك فتُحتَرَمَ وِسامٌ تستحقه] = صدقك فاحترامك وسام تستحقه. [ تعبُك ثم تفوزَ عمل وجزاء] = تعبُك ثم فوزك عملٌ وجزاء. نصب الفعل المضارع - قواعد اللغة العربية - الكفاف. [ تلبية الدعوة أو تعتذرَ أليق] = تلبية الدعوة أو الاعتذار أليق (2). 6- لام الجحود: ويُشترط في انتصاب المضارع بعدها، أن تكون مسبوقةً بـ[ ما كان أو لم يكن] نحو:] وما كان اللّه ليظلمَهم [ و] لم يكن اللّه ليغفرَ لهم [ 7- حتّى: ومنه] لن نبرحَ عليه عاكفين حتّى يرجعَ إلينا موسى [. تنبيه: إنما ينتصب الفعل المضارع بعد (حتّى)، إذا كان زمانه للمستقبل، وإلاّ لم ينتصب، بل يُرفع نحو: [ غاب خالد حتى لا نشاهدُه].
فتكون [حتّى] حرف ابتداء، والجملة بعدها استئنافية. 8- أو: شريطة أن تكون بمعنى (إلى أن) نحو: [ أظلّ أطالبُ أو أنال َ حقّي]، أو (إلاّ أن) نحو: [ أُعرِضُ عن المكابر أو يقرَّ بالحقّ]. 9- فاء السببية: وإنما ينتصب المضارع بعدها بشرطين اثنين: أن يسبقها نفي: [لم تدرسْ فتنجحَ]، أو طلب كالأمر مثلاً [ادرسْ فتنجحَ] (3) وأن يكون ما قبلها سبباً لما بعدها. فإن لم يتحقق الشرطان، امتنع النصب، وارتفع المضارع (4). نصب الفعل المضارع المعتل الاخر. 10- واو المَعِيَّة: وضابطها أن تكون بمعنى (مع)، نحو: [ لا تشربْ وتضحكَ]، ففيه نهي عن أن تفعلهما معاً. وشرط انتصاب المضارع بعد واو المعية، أن يسبقها نفي أو طلب - وهو شرط مشترك بينها وبين فاء السببية كما تلاحظ. * * * نماذج فصيحة من نصب الفعل المضارع · قالت ميسون بنت بحدل، زوجة معاوية بن أبي سفيان: و لُبْسُ عَباءةٍ و تَقَرَّ عيني أَحَبُّ إليَّ من لُبْس الشفوفِ [لُبس]: اسم جامد (مصدر)، والواو قبل الفعل المضارع: [تقرَّ] هي حرف عطف. والأصل أن الفعل يُعطف على فعل مثله. لكن لما لم يكن المعطوف عليه فعلاً، بل كان اسماً وهو [لُبس]، عمدت الشاعرة إلى نصب الفعل [تقرَّ]. وتلك من طرائق التعبير في العربية: أن ينصب العربي الفعل المضارع إذا عطفه على الاسم.
وأَما الطلب فيشمل الأَمر ((وهو في هذا الباب فعل الأَمر، والمضارع المقرون بلام الأمر فحسب، ولا يشمل اسم فعل الأمر)) اسكتْ فتسلَم، والنهي: لا تقصِّر فتندمَ، والعرض: أَلا تصحبنا فنسرَّ، والحض: هلا أَكرمت الفقير فتؤجرَ، والتمني ليتك حضرت فتستمعَ، والترجي لعلك مسافر فأُرافقَك، والاستفهام: هل أَنت سامع فأُحدثَك. هذا والمضارع المنصوب بأَن مضمرة بعد فاءِ السببية أَو واو المعية الآتية بعد، مؤول بمصدر معطوف على مصدر منتزع من الفعل قبلها: اسكت فتسلم = ليكن منك سكوت فسلامة. 3- بعد واو المعية المفيدة معنى (مع) مثل، لا تشربْ وتضحكَ فأَنت لا تنهاه عن الشرب وحده ولا عن الضحك وحده، وإنما تنهاه عن أَن يضحك وهو يشرب. ويشترط فيها أَن تسبق بنفي أَو طلب، على التفصيل الوارد في فاء السببية: اقرأْ وترفعَ صوتك، لا تأْكل وتتكلمَ، أَلا تصحبُنا وتتحدثَ، هلاَّ أَكرمت الفقير وتخفيَ صدقتك، ليتك حضرت وتستمعَ. علي الذيابات - معلم أول لغة عربية : إعراب الآية القرآنية :((الم ، كتابٌ أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد)) سورة (إبراهيم). لعلك مسافرٌ وترافقني، هل أنتَ سامعٌ وتجيبني. 4- بعد (أَو) التي بمعنى (إِلى) كقولك: أَسهر أَو أُنهي قراءَتي = إِلى أَن أُنهي، أَو بمعنى (إلا) مثل: يقتلُ المتهمُ بالخيانة أَو تثبتَ براءَته. 5- بعد (حتى) الدالة على الانتهاء أو التعليل، فالانتهاءُ مثل: انتظرتك حتى ترجعَ = إلى أَن ترجعَ.
3- من الطلب أيضاً: النهي [لا تقصِّرْ فتندمَ]، والاستفهام [هل تزورنا فنكرمَك]، والتمني [ليت ك تزورنا فنكرمَك]، والترجي [لعلك تدرس فتنجحَ]، والعرض [ألا تسافرُ فتتفرّجَ]، والحض [هلاّ صدقتَ فتُحتَرَمَ]. 4- مما يرشدك إلى أن الفاء سببية: أن تحذفها وتجعل التركيب شرطيّاً بواسطةِ [إنْ]، فإن استقام الكلام فالفاء سببية، والنصب على المنهاج. ففي نحو: ادرسْ ف تنجحَ، تُعَدُّ الفاء سببية لصحة قولك: إن تدرسْ تنجحْ، وفي ليتك تجتهد فتفلحَ، هي سببية لصحة قولك: إن تجتهدْ تفلحْ...
وفي صحيح الترمذي: إن الناس إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده وقد تقدمت هذه الأحاديث. وفي صحيح البخاري والترمذي عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا. ففي هذا الحديث تعذيب العامة بذنوب الخاصة. وفيه استحقاق العقوبة بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قال علماؤنا: فالفتنة إذا عمت هلك الكل. وذلك عند ظهور المعاصي وانتشار المنكر وعدم التغيير ، وإذا لم تغير وجب على المؤمنين المنكرين لها بقلوبهم هجران تلك البلدة والهرب منها. وهكذا كان الحكم فيمن كان قبلنا من الأمم; كما في قصة السبت حين هجروا العاصين وقالوا لا نساكنكم. وبهذا قال السلف رضي الله عنهم. روى ابن وهب عن مالك أنه قال: تهجر الأرض التي يصنع فيها المنكر جهارا ولا يستقر فيها. الشيخ احمد الوائلي - واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة - YouTube. واحتج بصنيع أبي الدرداء في خروجه عن أرض معاوية حين أعلن بالربا ، فأجاز بيع سقاية الذهب بأكثر من وزنها.
الداء الأول: استبعاد الناس لحكم الله تعالى الذي أنزله لعباده ليضمن لهم سعادة الدنيا والآخرة واستبدالهم له بأحكام بشرية ما أنزل الله تعالى بها من سلطان. والدواء: الرجوع إلى حكم الله تعالى حكاماً ومحكومين وتطبيقه تطبيقاً صحيحاً كما طبقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، قال تعالى: { إنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [يوسف: 40]، وقال تعالى: { وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50]. الداء الثاني: التنافس الشديد على أمر الدنيا وبذل الغالي والنفيس من أجلها حتى تكاد تهلك الناس، الأمر الذي قد يؤدي إلى هلاك المجتمع بأسره كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« أبشروا، وأملوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم، كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم » [رواه البخاري (3158) ومسلم (2961)]. والدواء: ترك التنافس على الدنيا ولنجعل تنافسنا على الآخرة، قال تعالى: { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين: 26].
روى الحاكم في المستدرك بسنده عن قيس بن أبي حازم ، قال علي للزبير: أما تذكر يوم كنت أنا وأنت في سقيفة قوم من الأنصار ، فقال لك رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: أتحبه ؟ فقلت: وما يمنعني ؟ قال: أما إنك ستخرج عليه ، وتقاتله ، وأنت ظالم ، قال: فرجع الزبير.