فهذا نص في أن الوصية هي الإسلام وهي قولهم: نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وبه يظهر ظهوراً جلياً أن الكلمة هي الإسلام – أي الاستسلام لله بالعبودية – وقد لخص ذلك ابن جرير الطبري بقوله (وهي الإسلام الذي أمر به نبيه صلى الله عليه وسلم وهو إخلاص العبادة والتوحيد لله وخضوع القلب والجوارح له) (5) اهـ. (11) وتوحيد الألوهية: هو إفراد الله بالعبادة (6). ويسمى باعتبار إضافته إلى الله تعالى بـ (توحيد الألوهية)، ويسمى باعتبار إضافته إلى الخلق بـ (توحيد العبادة)، و(توحيد العبودية) و(توحيد الله بأفعال العباد)، و(توحيد العمل)، و(توحيد القصد)، و(توحيد الإرادة والطلب)، لأنه مبني على إخلاص القصد في جميع العبادات، بإرادة وجه الله تعالى (7).
واعلموا -عباد الله- أنَّ توحيدَ الألوهية أهمُّ أنواع التوحيد وأجلّها خطراً، وأعظمها منزلة وأرفعها قدراٌ. قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله وهو يتحدث عن أهمية هذا النوع من أنواع التوحيد-: "وذلك أن العبادة لله هي الغاية المحبوبة له، والمرضيّة له التي خلق الخلق لها كما قال الله -تعالى-: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)[الذاريات: 56]، وبها أرسل جميع الرسل كما قال نوح لقومه: ( اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ)[الأعراف: 59]". وقال -رحمه الله- في موضع آخر: " وَاعْلَمْ أَنَّ فَقْرَ الْعَبْدِ إلَى اللَّهِ أَنْ يَعْبُدَ اللَّهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، لَيْسَ لَهُ نَظِيرٌ فَيُقَاسُ بِهِ، لَكِنْ يُشْبِهُ مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ حَاجَةَ الْجَسَدِ إلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَبَيْنَهُمَا فُرُوقٌ كَثِيرَةٌ؛ فَإِنَّ حَقِيقَةَ الْعَبْدِ قَلْبُهُ وَرُوحُهُ، وَهِيَ لَا صَلَاحَ لَهَا إلَّا بِإِلَهِهَا اللَّهِ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ: فَلَا تَطْمَئِنُّ فِي الدُّنْيَا إلَّا بِذِكْرِهِ ". فأهمية توحيد الألوهية تكمن في كونه غاية الخلق والإيجاد، وسبيل الفوز والإسعاد، والطريق الأوحد للوصول إلى ربِّ العباد؛ فإنه لا يستقيم للمرء دين، ولا تصلح له دنيا، ولا ينجو في أخرى إذا لم يتعبد لله بالتوحيد، ويخلص له العبادة، ويتبرأ من كل معبود ومرجو سواه.
توحيد الألوهية: وهو إفراد الله عز وجل بالعبادة. بألا تكون عبداً لغير الله، لا تعبد ملكاً ولا نبياً ولا ولياً ولا شيخاً ولا أماً ولا أباً، لا تعبد إلا الله وحده، فتفرد الله عز وجل وحده بالتأله والتعبد، ولهذا يسمى: توحيد الألوهية، ويسمى: توحيد العبادة، فباعتبار إضافته إلى الله هو توحيد ألوهية، وباعتبار إضافته إلى العابد هو توحيد عبادة. والعبادة مبنية على أمرين عظيمين، هما المحبة والتعظيم، الناتج عنهما: ( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَبا)(الأنبياء: من الآية90) ، فبالمحبة تكون الرغبة، وبالتعظيم تكون الرهبة والخوف. ولهذا كانت العبادة أوامر ونواهي: أوامر مبنية على الرغبة وطلب الوصول إلى الآمر، ونواهي مبنية على التعظيم والرهبة من هذا العظيم. فإذا أحببت الله عز وجل، رغبت فيما عنده ورغبت في الوصول إليه، وطلبت الطريق الموصل إليه، وقمت بطاعته على الوجه الأكمل، وإذا عظمته خفت منه، كلما هممت بمعصية، استشعرت عظمة الخالق عز وجل، فنفرت، (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء)(يوسف: من الآية24) ، فهذه من نعمة الله عليك، إذا هممت بمعصية، وجدت الله أمامك، فهبت وخفت وتباعدت عن المعصية، لأنك تعبد الله رغبة ورهبة.
[١٧] علاقة توحيد الألوهية بتوحيد الربوبية العلاقة بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية متلازمة، وكل واحدٍ منهما يوجب الآخر، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "توحيد الألوهية المتضمن لتوحيد الربوبية، بأن يُعبد الله وحده لا يشركون به شيئاً، فيكون الدين كله لله، ولا يُخاف إلا الله، ولا يُدعى إلا الله". [١٨] المراجع ↑ ابن فارس (1399)، مقاييس اللغة ، صفحة 127، جزء 1. بتصرّف. ↑ أحمد بن علي الزاملي (1431)، كتاب منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية المملكة العربية السعودية:رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير في العقيدة والمذاهب المعاصرة كلية أصول الدين - ، صفحة 73، جزء 1. بتصرّف. ↑ سورة البقرة، آية:21 ↑ سورة النساء، آية:36 ↑ سورة الإسراء، آية:23 ↑ سورة الذاريات، آية:56 ↑ سورة النحل، آية:36 ↑ سورة الأنبياء، آية:25 ↑ رواه البخاري، في الصحيح، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم:6267 ، صحيح. ↑ رواه البخاري، في الصحيح، عن ابن عباس، الصفحة أو الرقم:7372 ، صحيح. ↑ سورة النحل، آية:75 ↑ سورة الصافات، آية:95-96 ↑ سورة الأحقاف، آية:4 ↑ شمس الدين الأفغاني (1416)، جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية (الطبعة 1)، صفحة 151، جزء 1.
ومن صور الشرك أيضاً: الحلف بغير الله؛ كما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: " من حلف بغير الله فقد أشرك "(رواه أبو داود والترمذي). ومن صور الشرك في توحيد الألوهية: دعاء غير الله دعاء مسألة، بأن يُطلب من غير الله جلب مرغوب, أو دفع مرهوب، ويدخل في ذلك: الاستعانة, والاستعاذة, والاستغاثة, والاستجارة. ومن أعظم صورِ الشرك ومظاهرِه: الذّبح تقرباً إلى مخلوق, تعظيماً وخضوعاً له, فمن ذبح تقرباً إلى مخلوق فقد وقع في الشرك الأكبر, قال الله تعالى: ( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ)[الأنعام:162-163]، وعن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " لعن الله من ذبح لغير الله "(رواه مسلم). فالحذر الحذر من الانزلاق في مجاهل الشرك, ودركات الضلال؛ فإنّ بعضها واضحٌ جليّ, والبعض الآخر مستتر خفي, لا يدركه إلا من أتاه الله بصيرة وعلماً وهدى. هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه...
ومنها كذلك: أنه بالتوحيد وحده يحصّل للعبد كمال الهدى، وتمام الأمن في الدنيا والآخرة، ولا يكون ذلك إلا بالتوحيد، قال تعالى: ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)[الأنعام: 82]. ومنها: أنه بسبب كمال التوحيد في القلب يصير القليل من الأعمال كثيراً، وتتضـاعف الأعمال والأقوال بلا حصر ولا حساب. قال الشيخ عبدالرحمن السعدي -رحمه الله-: "ومن أسباب المضاعفة -أي مضاعفة الأعمال-.. : صحة العقيدة وقوة الإيمان بالله وصفاته". ومن فضائل التوحيد: أنّ أهله منصورون بنصر الله، مؤيدون بفتحه؛ فقد تكفّل الله لهم بالنصر المبين، والتمكين العظيم، قال تعالى: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ)[النور:55]. ومن أجلِّ الثّمار التي يكسبها العبد من التوحيد, ويجنيها منه: أنه سببٌ في دخول الجنة, ومانعٌ من دخول النار، كما في حديث عتبان في الصحيحين؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: " فإنّ الله قد حرّم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ", وقال -عليه الصلاة والسلام-: " من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة "(رواه مسلم).
ومن المعلوم لكل من قرأ كتاب الله عز وجل أن المشركين الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم واستحلّ دماءهم وأموالهم وسبى ذريتهم ونساءهم وغنم أرضهم، كانوا مقرين بأن الله تعالى وحده هو الرب الخالق لا يشكون في ذلك، ولكن لما كانوا يعبدون معه غيره صاروا بذلك مشركين مباحي الدم والمال. توحيد الأسماء والصفات
محاضرة فضل الصبر كامله لكل مهموم ومبتلى اسمع - YouTube
تم الإرسال في 23/10/2016, 9:15 ص بواسطة احمد يوسف قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}. محاضرة عن الصبر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة)) ا شتهر النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة في قومه بالصدق والأمانة، وكان يعرف بينهم بالأمين، وهو لقب لا يتصف به إلاّ من بلغ الغاية في الصدق والأمانة وغيرهما من خصال الخير. و من هذا المنطلق الجميل لمعني الصدق وحرصنا منا على زرع صفة الصدق في نفوس طلابنا ولذا قدم الأخصائي المتألق محسن الغريبي محاضرة توعوية إرشادية عن الصدق والأمانة لطلاب المدرسة كان من أهدفها العامة: تعريف الطلاب بمفهوم الصدق والأمانة توضيح أهمية الصدق كقيمة دينية يجب على المرء التحلي بها توعية الطلاب بالآثار السلبية عن عدم التحلي بصفة الصدق والأمانة وقد قدم الموضوع بأسلوب شيق جدا وفتح باب الحوار والمناقشة للطلاب. وأكد على أهمية الأمانة والصدق من خلال عرض تعليمي عن هذه الخصال باستخدام برنامج الباوربوينت... كما تم تنفيذ نشرة توعويه حول الموضوع وأكد في نهاية النقاش على ضرورة التحلي بالصدق والأمانة قولا وفعلا.
أهمية الصبر وفضله الحمد لله... فلقد جعل الله تعالى بحكمته الدنيا داراً متغيرة الأحوال، متبدلة المراحل والأطوار، فسرور يعقبه الحزن، ويسر يخلفه العسر، والسقم تتبعه العافية، واجتماع بعده الفرقة في الدنيا أو إلى الدار الآخرة، هكذا أرادها الله ابتلاء لعباده واختبارا، ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 2]. وإذ إنها كذلك، فالحاجة فيها إلى الصبر ضرورة دنيوية ظاهرة، وفريضة شرعية لازمة. الصبر هو الزاد، والقوة والعتاد، يحتَاجُهُ المَرِيضُ في شَكوَاهُ، والمُبتَلى في بَلوَاهُ، وَالدَّاعِيَةُ إلى الله في دعوته، والمرأة في بيتها، والأب في أسرته، والمعلم في مدرسته، وطَالِبُ العِلمِ في دراسته، والموظف في إدارته، والتاجر في تجارته، والعامل في خدمته. الصبر نصف الإيمان كما في الحديث، فمن قل صبره قل إيمانه، وخير عيش أدركه السعداء، إنما أدركوه بالصبر. الشيخ المنجد يلقي محاضرة عن "الصبر على المصائب" بعد دفن ابنه. الصبر سيد الأخلاق، وأساسها وعنوانها وقوامها، فالعفة صبر عن الشهوات المحرمات،، والحلم صبر عن الانتقام عند الغضب، وسعة الصدر صبر عند الضجر، والقناعة صبر على الكفاف واليسير.. وهكذا بقية الأخلاق. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: "ما أعطي عبد عطاء خيرا وأوسع من الصبر".
أن يستعين بالله بكثرة دعائه وسؤاله التوفيق للصبر: فقد أرشد الله نبيه إلى ذلك فقال: ﴿ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ [النحل: 127]. أن يتأسى بأهل الصبر والعزائم: لقول الله لنبيه: ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ﴾ [الأحقاف: 35] وقال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90]. اللهم اجعلنا ممن إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر