حسنه الألباني في صحيح الجامع (2687). وروى ابن ماجه (4243) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يَا عَائِشَةُ ، إِيَّاكِ وَمُحَقَّرَاتِ الأَعْمَالِ ، فَإِنَّ لَهَا مِنْ اللَّهِ طَالِبًا). صححه الألباني في صحيح ابن ماجه. قال الغزالي: تواتر الصغائر عظيم التأثير في سواد القلب ، وهو كتواتر قطرات الماء على الحجر ، فإنه يحدث فيه حفرة لا محالة ، مع لين الماء وصلابة الحجر اهـ. ولقد أحسن من قال: لا تحقرنَّ صغيرةً إنَّ الجبالَ من الحصى. من صغائر الذنوب. ثانياً: إذا تاب العبد من ذنوبه ، فإنها تغفر له ، ولا يعاقب عليها ، لا في الدنيا ولا في الآخرة. ولهذا قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لا ذَنْبَ لَهُ) رواه ابن ماجه (4250). قال الحافظ: سنده حسن. وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه. قال النووي: أَجْمَع الْعُلَمَاء رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ عَلَى قَبُول التَّوْبَة مَا لَمْ يُغَرْغِر, كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث. وَلِلتَّوْبَةِ ثَلاثَة أَرْكَان: أَنْ يُقْلِع عَنْ الْمَعْصِيَة ، وَيَنْدَم عَلَى فِعْلهَا ، وَيَعْزِم أَنْ لا يَعُود إِلَيْهَا.
فَإِنْ تَابَ مِنْ ذَنْب ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ لَمْ تَبْطُل تَوْبَته ، وَإِنْ تَابَ مِنْ ذَنْب وَهُوَ مُتَلَبِّسٌ بِآخَر صَحَّتْ تَوْبَته. هَذَا مَذْهَب أَهْل الْحَقّ اهـ. وقال أيضاً: لَوْ تَكَرَّرَ الذَّنْب مِائَة مَرَّة أَوْ أَلْف مَرَّة أَوْ أَكْثَر, وَتَابَ فِي كُلّ مَرَّة, قُبِلَتْ تَوْبَته, وَسَقَطَتْ ذُنُوبه, وَلَوْ تَابَ عَنْ الْجَمِيع تَوْبَة وَاحِدَة بَعْد جَمِيعهَا صَحَّتْ تَوْبَته اهـ. التحذير من صغائر الذنوب ~ وصايا. وفي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا ، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ ، اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا ، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ ، اغْفِرْ لِي ذَنْبِي.
قال ابن تيمية: وقد قال سبحانه: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} وهذه الآية في حق من لم يتب، ولهذا خصص الشرك وقيد ما سواه بالمشيئة، فأخبر أنه لا يغفر الشرك لمن لم يتب منه، وما دونه يغفره لمن يشاء. وأما قوله: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا}. ما هي صغائر وكبائر الذنوب | شامل. فتلك في حق التائبين؛ ولهذا عم وأطلق. من مجموع الفتاوى. فليس بين الآيتين تعارض، فالأولى فيها تكفير الصغائر لمن كان مجتنبا للكبائر، وفي الآية الآخرى أن الذنوب - دون الشرك - التي لم يتب منها صاحبها ومنها الكبائر تحت مشيئة الله. والله أعلم.
[١٦] المتابعة بين الحجّ والعمرة، جاء في الحديث الشريف: (تابِعوا بينَ الحجِّ والعُمرةِ، فإنَّهُما ينفيانِ الفقرَ والذُّنوبَ، كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديدِ). [١٧] صيام شهر رمضان المبارك، قال عليه الصّلاة والسّلام: (من صام رمضانَ إيماناً واحتساباً، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه). [١٨] الإصرار على الصّغيرة إنّ التّهاون بفعل الصّغيرة، وتكرار فعلها، مع الإصرار عليها، والاستخفاف بسِتر الله -تعالى- للعبد، والمُجاهَرة بها بين النّاس، بل والفرح بها أحياناً، واستصغار شأنها، كلّ ذلك ينتقل بالمعصية من كونها صغيرةً إلى مصافِّ الكبائر بالقول الرّاجح عند العلماء، فالإصرار على المعصية وإنْ كانت صغيرةً ينقل صاحبها بسهولة إلى ارتكاب الكبائر
أولاً: صغائر الذنوب: وهي من اللمم التي وعد الله تبارك وتعالى بمغفرتها إذا اجتنب كبائر الذنوب ولم تحتقر الصغائر، فقال تعالى: " الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى " [النجم:32] وقال تعالى: " إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيمًا " [النساء:31]. وروى سهل بن سعد رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إياكم ومحقرات الذنوب، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد، فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود، حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه » ( صححه السيوطي في الجامع الصغير والألباني في صحيح الجامع). ولذلك ينبغي الخوف من هذه الذنوب وعدم الاستهانة بها، وأن نحذو حذو صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين قدروا الله حق قدره، وعظموا شأن هذه الصغائر، قال أنس رضى الله عنه: إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر، إن كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات ( البخاري).
هذا مجموع ما جاء في الأحاديث منصوصا عليه أنه كبيرة. اهـ. وراجع الفتوى: 123437. وأما مكفرات الكبائر: فإن الكبائر لا تكفرها إلا التوبة منها، بخلاف الصغائر فإنها تكفر بالأعمال الصالحة. قال ابن رجب: وقد اختلف الناس: هل تكفر الأعمال الصالحة الكبائر والصغائر أم لا تكفر سوى الصغائر؟ فمنهم من قال: لا تكفر سوى الصغائر، وأما الكبائر، فلا بد لها من التوبة، لأن الله أمر العباد بالتوبة، وجعل من لم يتب ظالما، واتفقت الأمة على أن التوبة فرض، والفرائض لا تؤدى إلا بنية وقصد، ولو كانت الكبائر تقع مكفرة بالوضوء والصلاة، وأداء بقية أركان الإسلام، لم يحتج إلى التوبة، وهذا باطل بالإجماع. من أمثلة صغائر الذنوب. وأيضا فلو كفرت الكبائر بفعل الفرائض، لم يبق لأحد ذنب يدخل به النار إذا أتى بالفرائض، وهذا يشبه قول المرجئة وهو باطل، هذا ما ذكره ابن عبد البر في كتابه " التمهيد " وحكى إجماع المسلمين على ذلك، واستدل عليه بأحاديث: منها قوله صلى الله عليه وسلم: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر» وهو مخرج في " الصحيحين "، من حديث أبي هريرة، وهذا يدل على أن الكبائر لا تكفرها هذه الفرائض. في " صحيح مسلم " عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة، وذلك الدهر كله».
روى مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر. بتصرف. وقال ابن القيم: فتكفير الصغائر يقع بشيئين: أحدهما: الحسنات الماحية، والثاني: اجتناب الكبائر. وقد نص عليها سبحانه وتعالى في كتابه فقال تعالى:{وَأَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفِى النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِن الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114] ، وقال تعالى: {إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنهُونَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [النساء:31]. اهـ. وقال: والدليل على أن السيئات هي الصغائر، والتكفير لها قوله تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما} [النساء: 31]. وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر». من طريق الهجرتين. وأما قوله سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ {النساء:48}. فهو في الذنوب التي دون الشرك التي لم يُتب منها، فصاحبها تحت مشيئة الله، إن شاء غفرها له، وإن شاء أخذه بها.
من هو النبي الذي في بطن الحوت؟ يتجه الكثير من الناس في شهر رمضان المبارك إلى الأسئلة الدينية، حتى يمتلكوا الكثير من العلوم الدينية في حياتهم، فقد ورد على مواقع التواصل الإجتماعي سؤال مشوق يجهل الإجابة عنه بعض الناس، ونحن في موقع مجتمع الحلول بعد البحث وجدنا لكم حل السؤال: من هو النبي الذي كان في بطن الحوت؟ الحل هو: يونس عليه السلام.
ولقد سمع سيدنا يونس أصوات عجيبة في البحر ولكن الله عز وجل أرسل له أنها أصوات التسبيح من قبل المخلوقات البحرية لله عز وجل. وقام سيدنا يونس بالدعاء لله والاستغفار، وقام الحوت بإخراج سيدنا يونس عليه السلام. وقد قام الحوت بإلقاء سيدنا يونس عليه السلام بجوار شجرة يقطين، وظل هناك يأمل من الثمرات ويستظل بها. فلقد كانت البيئة التي قذف بها الحوت سيدنا يونس عليه السلام بها قاسية للغاية. حيث أن المكان كان به رمال كثيفة وكان التخصص بسيدنا يونس قشريات مما جعل الذباب ينجذب إليه، وبالطبع اليقطين كان الحل، فالذباب لا يطيق رائحة اليقطين. موطن سيدنا يونس نزل سيدنا يونس عليه السلام في دجلة بالعراق فلقد فر بدينه بعيد عن القوم الظالمين، فلقد بعث الله سبحانه وتعالى لأهل نينوى والموجودة بالموصل. وسيدنا يونس عليه السلام أحد أبناء يعقوب عليه السلام، ولقد تم بعث سيدنا يونس عليه السلام لقوم غير إسرائيل، فلقد تم بعث سيدنا يونس للعراق التي شهدت حضارة كبيرة. ولقد عرفوا عنهم بالتسلط والقوة، وتم تسمية هذا المكان بالجزيرة بسبب وقوعها بين دجلة والفرات. اخترنا لك: من هو النبي الذي دفنه إبليس حيا؟ فوائد سورة يونس هناك مجموعة كبيرة من الفوائد التي تقدمها سورة يونس ومنها: التوحيد حيث أن العبادة يجب أن تكون لله وحده فقط، حيث أن تدبير الأمور بيد الله وحده، حيث أن رحمة الله وسعت كل شيء.
[1] شاهد أيضًا: من هو النبي الياس الذي ذكر في سوره الصافات من هي امرأة نوح ونسبها واغلة أو نعمة أو والهة بنت لامك بن متوشائيل بن مهويائيل بن عيراد بن خنوخ بن قابيل بن آدم أبي البشر، وقد كانت هذه المرأة خيرًا مثال ودليل على الكافرين الذين يريهم الله آياته حقًا فلم يبصروا وبقوا على طغيانهم وكفرهم، كما أن في قصتها دليلًا دامغًا على أن الإنسان يحاسب على أعماله، ولا تشفع له قرابته من المؤمنين في محوها ما لم يتضرع لخالقه ويتوب، فها هي زوجة نوح وولده عليه السلام يغرقان في الطوفان لعد كفرهم مع أنهم أشهد الناس قرابة للنبي. [1] ما هي قصة امرأة سيدنا نوح امرأة سيدنا نوح هي امرأة كافرة خانت النبي في الإيمان ولم تخنه بالعرض، لأن زوجات الأنبياء محصنات من الخيانة في العرض، ولكن هذه المرأة كانت كافرة أعمى الكفر على بصرها وبصيرتها فلم تتمكن من رؤية الآيات والحقائق التي أرسل الله به على سيدنا نوح، قال تعالى: ﴿ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ﴾ [2].
سار الحوت بالنبي يونس في ظلمات البحر، لكن اختلف العلماء في مقدار الفترة التي قضاها في بطنه، فقيل إنه "التقمه ضحى ولفظه عشية (أي في يوم)"، وقال ابن قتادة إن "يونس مكث في بطن الحوت 3 أيام"، وقال الإمام جعفر الصادق "7 أيام"، وهناك رأي آخر يقول إن "يونس عليه السلام مكث في بطن الحوت 40 يوما"، ويشهد بذلك شعر أمية بن أبي الصلت، فيما قال سعيد بن أبي الحسن، والإمام أبو مالك، إنه "مكث في جوفه 40 يومًا"، والله أعلم مقدار ما لبث يونس بداخل الحوت. وقيل إنه لما أخذ الحوت يطوف به في قرار البحار اللجية، ويقتحم به لجج الموج الأحاجي، سمع يونس تسبيح الحيتان للرحمن، وحتى سمع تسبيح الحصى لفالق الحب والنوى، وما تحت الثرى.
المراجع ^ أ ب الواحدي، التفسير البسيط ، صفحة 168-169. بتصرّف. ↑ سورة الأنبياء ، آية:87 ^ أ ب ت ث ابن أبي زمنين، تفسير القرآن العزيز ، صفحة 70-73. بتصرّف. ^ أ ب ت ابن أبي زمنين، تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين ، صفحة 71. بتصرّف. ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى دار الإفتاء المصرية ، صفحة 135. بتصرّف. ↑ محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب ، صفحة 603. بتصرّف. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن سعد بن أبي وقاص ، الصفحة أو الرقم:2605، حديث صحيح. ↑ رواه الألباني ، في صحيح الترمذي ، عن سعد بن أبي وقاص ، الصفحة أو الرقم:3505 ، حديث صحيح. ↑ سامي محمد ، العمل الصالح ، صفحة 303. بتصرّف.
[٣] واقترحوا عليه أن يُجْروا اقتراعًا بينهم ومَن تصيبه القرعة هو من يُلقى في البحر، فأصابت يونس، وأعادوا القرعة مرَّتين وكانت في كلِّ مرَّةٍ تصيب يونس -عليه السلام-، فألقوه في البحر وجاء الحوت بأمر من الله -تعالى- والتقم يونس -عليه السلام-، فلمَّا شعر بالضَّنك وعرف ذنبه تاب إلى الله -تعالى- وناجى ربَّه بهذا الدُّعاء الذي أُسلف ذكره. [٣] فضل الدعاء بدعاء يونس بعدما ناجى يونس -عليه السلام- ربَّه وهو في بطن الحوت، وناداه من بين ظلماتٍ ثلاثٍ؛ ظلمة البحر، وظلمة الَّليل، وظلمة بطن الحوت، أنجاه الله -تعالى- من هذا الكرب، وقد لُقِّب يونس -عليه السلام- بذي النُّون ؛ وهو الحوت الذي قذفه إلى شاطئ البحر بعدما دعا يونس ربَّه بدعائه، وأحاطه الله -تعالى- بعد ذلك بعنايةٍ خاصَّةٍ منه بعدما قذفه الحوت، فهيّأ له الشَّجر الذي يظلّه والأسباب التي تُعينه على النَّجاة. [٣] ولم تُذكر المدَّة التي قضاها يونس -عليه السلام- في بطن الحوت، إلا أنّه منذ أن ابتلعه الحوت وهو يسبِّح الله -تعالى- ويذكره، ويدعوه بتضرُّعٍ حتى نجَّاه الله -تعالى- ممَّا كان فيه، وتاب الله عليه، وبعدما ألقاه الحوت وهو هزيل الجسد، توكَّل الله -تعالى- بأمره؛ فأخرج له الزَّرع، وأرسله بعد ذلك في قومٍ يبلغ عددهم مئةٍ ألف أو يزيدون، وقيل إنَّهم هم الذين غضب منهم يونس -عليه السلام-، فمنَّ الله -تعالى- على يونس بعد هذا الدُّعاء بالنِّعم العديدة.