وذلك صنفان: أحدهما: أن يعبر كل واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه، تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى... الصنف الثاني: أن يذكر كل منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل، وتنبيه المستمع على النوع، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه. اهـ. ومن هذا ما ذكره بعض المفسرين عند قوله تعالى: وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ {لقمان:34} من أمر الذكورة والأنوثة، فهذا مجرد مثال، وفي مرحلة من الحمل، لا في كل المراحل، ولا في كل الأحوال، وإلا فكثير من القدماء زادوا على ذلك: السلامة والسقم، والتمام والنقص، والإيمان والكفر، والشقاوة والسعادة. قال الماوردي في النكت والعيون: {ويعلم ما في الأرحام} فيه وجهان: أحدهما: من ذكر وأنثى، سليم وسقيم. الثاني: من مؤمن وكافر، وشقي وسعيد. إعجاز القرآن في (ويعلم ما في الأرحام) - الجزء: 1 صفحة: 9. اهـ. وقال البيضاوي في أنوار التنزيل: {وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحامِ} أذكر أم أنثى؟ أتام أم ناقص؟ اهـ. وقال ابن عاشور في التحرير والتنوير: {ويعلم ما في الأرحام} أي: ينفرد بعلم جميع أطواره من نطفة وعلقة ومضغة، ثم من كونه ذكرا أو أنثى، وإبان وضعه بالتدقيق. وجيء بالمضارع لإفادة تكرر العلم بتبدل تلك الأطوار والأحوال.
ويعلم حالة وجود الحمل خصائص الجنين وملامحه وذكورته وأنوثته وسعادته وشقاءه، وهل هو مُخَلَّق أو غير مُخَلَّق، ومتى يتم وضعه، ولا يعارض استئثاره بهذا اطلاع بعض الأطباء بواسطة التجربة أو بواسطة الأجهزة على ذكورة الجنين أو أنوثته في بعض المراحل المتأخرة، لأن الغيب نوعان: غيب مطلق لا يعلمه إلا الله، وغيب نسبي يطلع عليه بعض العباد، فإذا علم الملك بذكورة الجنين، فقد خرج من دائرة الغيب المطلق، فأمكن اطلاع الأطباء عليه، وقد ذكر ابن كثير أنه لا مانع من اطلاع بعض الناس على ذكورة الجنين أو أنوثته بعد علم الملك ذلك. وقد ذكر بعض العلماء والأطباء المعاصرين أن الأجهزة التناسلية تتكون في الأسبوع السادس عشر، وعليه فلا مانع من رؤية الأطباء لها بالأجهزة، وراجع للزيادة في هذا الموضوع الفتوى رقم: 3197. والله أعلم.
فعلم ما في الأرحام حتى في تصوّر أصحاب الاستقراء الناقص علم لا يحيط به البشر. فإذا استطاع علم البشر أن يعرف شيئا من ألف شيء فهو علم مسبوق بعدم وجهل. والله يكشف لخلقه بعض علمه تفضلا منه. وكل كشف علمي كان قبل أن يعرفه العلماء في علم غيب الله - وحده. (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ) (آية الكرسي سورة البقرة) فمجموع الكشوفات العلمية يساوي مجموع ما سمح الله لعباده أن يعرفوه مما كان غيبا. ومجموع ما نجهله من الكون ملايين ما نعلم. فسبحان من أحاط بكل شيء علماً. فهو يتصدَّق على عباده بما يعلمون.
ومن هنا تجد حتى الأشخاص الذين يبدون اهتمامهم بك يبدئون في الاستسلام والنزوح خارج حياتك لأنك أنت تجبرهم على هذا بالملل والبطء في إعلان شعورك ناحيتهم، وفي الأخير النتيجة معروفة ستعيش وحيد دون اهتمام من أحد وخوفك من الحب هو السبب وليس الناس. الخوف من الحب يجعلك سلبي غالباً الأشخاص الذين يخافون من الحب لا يبالون بأحد وليس لديهم عزيز أو شخص قريب والكل بالنسبة لهم سيان ولا يفرق فلان عن فلان وإن طلب أحد اهتمامهم بطريقة مباشرة لا يفعلون لأنهم لا يريدون من الأساس علاقة، لأن الشعور بالخوف الذي بداخلهم يحذرهم ويجعلهم لا يثقون بأحد. الخوف من الحب الاعمى. ومن هنا يصبح إنسان سلبي لا يملك أي دائرة محبين ويلوم الكل على هذا في حين أنه هو السبب من الأساس ويبدأ يكون سلبي تجاه الناس ومشاعرهم بصورة مقيته ويتطور الأمر أحياناً لأن يصير إهانة وعدم تقدير لمشاعر الغير وسيصفونه غالباً بالمتكبر، ولكنهم لا يعلمون أنه في الحقيقة يقاوم حقيقة "أنه خائف من الحب بهذه الطريقة المتعالية على الناس". بحيث يقول لنفسه أنه لا يحتاج لأحد وبهذه الطريقة يقنع نفسه أنه مكتفي بذاته وحياته وحيداً. الخوف من الحي لن يجعلك تستمتع بحياتك تصور عزيزي القارئ شخص يخاف من بناء علاقات محبة مع الآخرين فوراً وليس شرط علاقات غرامية بل أحياناً علاقات صداقة عادية.
إذا لم نحمل للطرف الآخر مشاعر كافيةً، وليست لدينا نية لاستكشاف شخصيته/شخصيتها لتقوية مشاعرنا نحوه/نحوها، فالانفصال الفوري أكرم وأفضل ليحصل على فرصة حب حقيقية.
ومن اجل معرفة تفاصيل اخرى حول العلاقة بين الرجل والمرأة في ظل علاقة طويلة الامد يمكنك قراءة مقالة بعنوان عقبات توازن علاقة الزواج الاسلامي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (۱) مستدرك الوسائل: ۲۲۸/۱۱ باب خوف الله. (۲) مستدرك الوسائل: ۲۲۹/۱۱ باب خوف الله. (۳) مستدرك الوسائل: ۲۲۹/۱۱ باب خوف الله. (4) بحار الانوار: 34/67 باب استعمال العلم. (5) بحار الانوار: ۳٧٨/67 باب الخوف والرجاء. (6) مستدرك الوسائل: ٢٤٦/١١ باب استحباب كثرة البكاء، ، (۷) بحار الانوار: 394/67 باب الخوف والرجاء. (8) وسائل الشيعة: 76/7 باب استحباب الدعاء مع اختلاف يسير. (9) مستدرك الوسائل: 147/5 باب استحباب الدعاء في سجدتي الشكر. (10) الكافي: ٢٣٥/٢ باب المؤمن وعلاماته. لقد أحبته من حيث لا تدري , فإن الخوف من الحب هو الحب نفسه. - مصطفى لطفي المنفلوطي - حكم. (11) الكافي: ٢٣٦/٢ باب المؤمن وعلاماته. (12) الكافي: ٦٨/٢ باب الخوف والرجاء. (13) الكافي: ٦٩/٢ باب الخوف والرجاء. (14) الكافي: ۷۱/۲ باب الخوف والرجاء. (15) الكافي: ٦٨/٢ باب الخوف والرجاء. (16) الكافي: ۷۱/۲ باب الخوف الرجاء. (17) الكافي: ٧٠/٢/ باب الخوف والرجاء.