• الآيات 32 - 37 - عدد القراءات: 1996 - نشر في: 19--2008م الآيات 32 - 37 ﴿كَلاَّ وَالْقَمَرِ (32) وَالَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) وَالصُّبْحِ إِذَآ أَسْفَرَ (34) إِنَّهَا لاَحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيراً لّلْبَشَرِ (36) لِـمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37)﴾ التفسير: استمراراً للبحث مع المنكريم لنبوة الرّسول (ص) واليوم الآخر تؤكّد الآيات التالية في أقسام عديدة على مسألة القيامة والجحيم وعذابها، فيقول تعالى: (كلا والقمر). "كلاّ": حرف ردع وإنكار لما تقدم أو ردع لما سيأتي، ويعني هنا نفي تصور المشركين والمنكرين بجهنّم وعذابها، والساخرين بخزنة جهنّم بقرينة الآيات السابقة. وأقسم باقمر لأنّه إحدى الآيات الإلهية الكبرى، لما فيه من الخلقة والدوران المعظم والنور والجمال والتغييرات التدريجية الحاصلة فيه لتعيين الأيّام باعتباره تقويماً حيّاً كذلك. كلا .. والصبح اذا اسفر | صور عدن. ثمّ يضيف: (والليل إذ أدبر)، (والصبح إذا أسفر). ( 1) في الحقيقة أنّ هذه الأقسام الثلاثة مرتبطة بعضها بالآخر ومكملة للآخر، وكذلك لأنّنا كما نعلم أنّ القمر يتجلى في الليل، ويختفي نوره في النهار لتأثير الشمس عليه، والليل وإن كان باعثاً على الهدوء والظلام وعنده سرّ عشاق الليل، ولكن الليل المظلم يكون جميلاً عندما يدبر ويتجه العالم نحو الصبح المضيء وآخر السحر، وطلوع الصبح المنهي لليل المظلم أصفى وأجمل من كل شيء حيث يثير في الإنسان إلى النشاط ويجعله غارقاً في النور الصفاء.
وانْتَصَبَ نَذِيرًا عَلى الحالِ مِن ضَمِيرِ (إنَّها)، أيْ إنَّها لَعُظْمى العَظائِمِ في حالِ إنْذارِها لِلْبَشَرِ وكَفى بِها نَذِيرًا. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة المدثر - الآية 34. والنَّذِيرُ: المُنْذِرُ، وأصْلُهُ وصْفٌ بِالمَصْدَرِ لِأنَّ (نَذِيرًا) جاءَ في المَصادِرِ كَما جاءَ النَّكِيرُ، والمَصْدَرُ إذا وُصِفَ بِهِ أوْ أُخْبِرَ بِهِ يَلْزَمُ الإفْرادَ والتَّذْكِيرَ، وقَدْ كَثُرَ الوَصْفُ بِـ (النَّذِيرِ) حَتّى صارَ بِمَنزِلَةِ الِاسْمِ لِلْمُنْذِرِ. وقَوْلُهُ (﴿لِمَن شاءَ مِنكم أنْ يَتَقَدَّمَ أوْ يَتَأخَّرَ﴾) بَدَلٌ مُفَصَّلٌ مِن مُجْمَلٍ مِن قَوْلِهِ لِلْبَشَرِ، وأُعِيدَ حَرْفُ الجَرِّ مَعَ البَدَلِ لِلتَّأْكِيدِ كَقَوْلِهِ تَعالى (﴿قالَ المَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَن آمَنَ مِنهُمْ﴾ [الأعراف: ٧٥])، وقَوْلِهِ (﴿إنْ هو إلّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ﴾ [التكوير: ٢٧] ﴿لِمَن شاءَ مِنكم أنْ يَسْتَقِيمَ﴾ [التكوير: ٢٨]) وقَوْلِهِ تَعالى (﴿تَكُونُ لَنا عِيدًا لِأوَّلِنا وآخِرِنا﴾ [المائدة: ١١٤]). والمَعْنى: إنَّها نَذِيرٌ لِمَن شاءَ أنْ يَتَقَدَّمَ إلى الإيمانِ والخَيْرِ لِيَنْتَذِرَ بِها، ولِمَن شاءَ أنْ يَتَأخَّرَ عَنِ الإيمانِ والخَيْرِ فَلا يَرْعَوِي بِنِذارَتِها لِأنَّ التَّقَدُّمَ مَشْيٌ إلى جِهَةِ الأمامِ فَكَأنَّ المُخاطَبَ يَمْشِي إلى جِهَةِ الدّاعِي إلى الإيمانِ وهو كِنايَةٌ عَنْ قَبُولِ ما يَدْعُو إلَيْهِ، وبِعَكْسِهِ التَّأخُّرُ، فَحَذْفُ مُتَعَلِّقِ ٠ (يَتَقَدَّمَ) و(يَتَأخَّرَ) لِظُهُورِهِ مِنَ السِّياقِ.
وجُمْلَةُ القَسَمِ عَلى هَذا الوَجْهِ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ الجُمْلَةِ وتَعْلِيلِها، ويُحْتَمَلُ أنْ يَكُونَ القَسَمُ صَدْرًا لِلْكَلامِ الَّذِي بَعْدَهُ وجُمْلَةُ (﴿إنَّها لَإحْدى الكُبَرِ﴾) جَوابُ القَسَمِ والضَّمِيرُ راجِعٌ إلى (سَقَرَ)، أيْ أنَّ سَقَرَ لَأعْظَمُ الأهْوالِ، فَلا تَجْزِي في مَعادِ ضَمِيرِ (إنَّها) جَمِيعُ الِاحْتِمالاتِ الَّتِي جَرَتْ في ضَمِيرِ (﴿وما هي إلّا ذِكْرى﴾ [المدثر: ٣١]). (p-٣٢٢)وهَذِهِ ثَلاثَةُ أيْمانٍ لِزِيادَةِ التَّأْكِيدِ فَإنَّ التَّأْكِيدَ اللَّفْظِيَّ إذا أُكِّدَ بِالتَّكْرارِ يُكَرَّرُ ثَلاثَ مَرّاتٍ غالِبًا، أقْسَمَ بِمَخْلُوقٍ عَظِيمٍ، وبِحالَيْنِ عَظِيمَيْنِ مِن آثارِ قُدْرَةِ اللَّهِ تَعالى. ومُناسَبَةُ القَسَمِ بِالقَمَرِ وبِاللَّيْلِ إذْ أدْبَرَ والصُّبْحِ إذا أسْفَرَ أنَّ هَذِهِ الثَّلاثَةَ تَظْهَرُ بِها أنْوارٌ في خِلالِ الظَّلامِ فَناسَبَتْ حالَيِ الهُدى والضَّلالِ مِن قَوْلِهِ (﴿كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشاءُ ويَهْدِي مَن يَشاءُ﴾ [المدثر: ٣١]) ومِن قَوْلِهِ (﴿وما هي إلّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ﴾ [المدثر: ٣١]) فَفي هَذا القَسَمِ تَلْوِيحٌ إلى تَمْثِيلِ حالِ الفَرِيقَيْنِ مِنَ النّاسِ عِنْدَ نُزُولِ القُرْآنِ بِحالِ اخْتِراقِ النُّورِ في الظُّلْمَةِ.
7-سورة الأعراف 78 ﴿78﴾ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ فأخذَت الذين كفروا الزلزلةُ الشديدة التي خلعت قلوبهم، فأصبحوا في بلدهم هالكين، لاصقين بالأرض على رُكَبهم ووجوههم، لم يُفْلِت منهم أحد. 7-سورة الأعراف 91 ﴿91﴾ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ فأخذَتْ قومَ شعيب الزلزلةُ الشديدة، فأصبحوا في دارهم صرعى ميتين. 11-سورة هود 67 ﴿67﴾ وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ وأخذت الصيحة القوية ثمود الظالمين، فأصبحوا في ديارهم موتى هامدين ساقطين على وجوههم لا حِرَاك لهم. 11-سورة هود 81 ﴿81﴾ قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيْكَ ۖ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ قالت الملائكة: يا لوط إنَّا رسل ربك أَرْسَلَنا لإهلاك قومك، وإنهم لن يصلوا إليك، فاخرج من هذه القرية أنت وأهلك ببقية من الليل، ولا يلتفت منكم أحد وراءه؛ لئلا يرى العذاب فيصيبه، لكنَّ امرأتك التي خانتك بالكفر والنفاق سيصيبها ما أصاب قومك من الهلاك، إن موعد هلاكهم الصبح، وهو موعد قريب الحلول.
كلاّ.. والصُّبْحِ إذا أَسفَرْ وَبطُهْرِ دِماءِ ضحايانا, وتُرابُ مَواضِع أرجُلِهمْ مِن هامَةِ أطهرِكُمْ أطَهَر. سَنُريكُمْ سُودَ لياليكُم في رابعَةِ الظُهرِ الأحمَر. وَسَنَسْقيكُمْ كأسَ حَياةٍ هِيَ مِن كأسِ المِيتَةِ أخطَر. مِمَّ نخافُ ؟ وَِمَّـمَ سنَحـذَرْ ؟ أطبقْتُمْ بالمَوتِ عَلَيْنا فإذا مِتْنا.. ماذا نَخسَرْ ؟! كُلُّ فَتـىً مِنّا قُنبلَةٌ فانتظِروا.. حتّى نَتفَّجر!
كُـرَةُ الثّلجِ إذا ما كَرَّتْ كَبُرَتْ أكثَرْ وانحدَرَت وَفْـقَ طـرائِقها جاعِلةً كُـلَّ عوائِقها مَعَها مُذعـِنَةً تَتحـدَّر! كُرةُ النّار إذا ما كرَّتْ صارتْ أكبَرْ وَجَرَتْ في كُلِّ مَفارِقِها تَفْغَـرُ أفواهَ حَرائِقها لِتَسَـفَّ اليابِسَ والأخضـر! وقَضيّتُنا مُنذُ ابتدأتْ كُرَةٌ يتقاذَفُها العَسكَر. فلماذا كَـرُّ قَضِيَّتِنا يَتضاءَلْ مهما يتكرَّرْ ؟! ولماذا شِبرُ تَقدُّمِها خمسينَ ذِراعاً يتأخَّرْ ؟! في البَدْءِ قَضِيّتُنا (وطـن) كُنّا نَدعُـوهُ (فلسطين) ألقَتْهُ مَخالِبُ مُحتالٍ بَينَ بَراثِنِ مُحتَلّين. فكتَبْنا بدِمانا عَهْـداً أن نَفْنَى، أو أن يَتحرَّر. لكنَّ (صلاحاتِ الدِّين) جَمَعوا أسلحةَ الإسكندَرْ وأَغاروا.. بعَصا أَيُّوب! واقتَحموا الميدانَ كعنتَرْ وانسَحبوا مِنه كشَيْبوب! بالإنقاذِ.. أضاعُوا نِصْفَه. بالغَوْثِ.. أحاُلُوهُ لِضفَّه. بالرَّفضِ.. اختصروهُ لِمَخفر. وَبحكمةِ مِلِّيمِ الأصغَرْ وَبَصيرةِ منظارِ الأَعوَرْ وَصُمودِ زَرافَةِ مَدْغَشقَرّ أمسى تعريفُ قَضيَّتِنا مُختصراً.. بعَريفِ المخفَر. ألِهذي الوَهْـدةِ ياحَمْقـى كُنّا نَرقـى ؟! أحَسِبتُم أنَّ مقاعِدَكُمْ بزوالِ فَلسطينَ سَتبقـى ؟ أيُقايَضُ مِلْكُ سِيادَتِنا بقَضيّةِ عَبْدٍ مُستأجَرْ ؟!
ووزارة الداخلية إذ تعلن ذلك لتؤكد للعموم حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- على محاربة المخدرات بأنواعها؛ لما تُسببه من أضرار جسيمة على الفرد والمجتمع، وإيقاع أشد العقوبات على مرتكبيها؛ مستمدة منهجها من شرع الله القويم، وهي تحذر في الوقت نفسه كل من يُقدِم على ذلك بأن العقاب الشرعي سيكون مصيره. والله الهادي إلى سواء السبيل".
الرئيسية أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم في شبكة البانة العالمية الساعة الآن 06:05 AM
( ابتسم... أنت في دولة عربية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ عندما تدخل المنتديات و تتحدث مع (رجل يستعمل الإنترنت باسم (بنت) ابتسم... أنت في دولة عربية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ عندما تصل إلى هذا السطر ولا زلت مستمراً في القراءة فاعرف انك فاضي و ابتسم... لأنك عربي منقول من بريدي