وهذه من الأمور المعينة على الفهم ، فكثير ممن يتكلم يتكلم بما نشأ عليه ، ويظن أن لسانه في هذا الزمن هو نفس اللسان في ذلك الزمن، وهذا غلط! وخير من يبين لك هذا الأمر هو قول النبي عليه الصلاة والسلام في صحيح البخاري: يَخْرُجُ نَاسٌ مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ ، وَيَقْرَءُونَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لاَ يَعُودُونَ فِيهِ حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ إِلَى فُوقِهِ»، قِيلَ مَا سِيمَاهُمْ؟ قَالَ: " سِيمَاهُمْ التَّحْلِيقُ - أَوْ قَالَ: التَّسْبِيدُ - ومعلوم أن هؤلاء الناس الموصوفون بهذه الصفة في حديث أبي سعيد الخدري إنما خرجوا في العراق في عهد علي رضي الله عنه! وكذلك في صحيح مسلم قول سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ مَا أَسْأَلَكُمْ عَنِ الصَّغِيرَةِ، وَأَرْكَبَكُمْ لِلْكَبِيرَةِ سَمِعْتُ أَبِي عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الْفِتْنَةَ تَجِيءُ مِنْ هَاهُنَا» وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ « مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ » وَأَنْتُمْ يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ وهذا مما يدلك على أن العراق داخل في مشرق المدينة.
وقولُه: «مِن حيثُ يَطلُعُ قَرْنُ الشَّيطان»، يعني: جَماعتَه وحِزبَه وأتْباعَه أو قوَّةَ مُلْكِهِ وتَصريفِه، وهذه الأرضُ هي الَّتي يَأتي مِن جِهتِها الدَّجَّالُ؛ أعظمُ فِتنةٍ تُصيبُ النَّاسَ. وقيل: المُرادُ بهذا الحديثِ: ما ظَهَرَ بالعِراقِ مِن الفِتَنِ العظيمةِ، والحُروبِ الهائلةِ؛ كوَقعةِ الجَمَلِ، وحُروبِ صِفِّينَ، وحَرُورَاءَ، وفِتَنِ بَني أُميَّةَ، وخُرُوجِ الخوارجِ؛ فإنَّ ذلك كان أصلُهُ ومَنبعُهُ العِراقَ ومَشْرِقَ نَجْدٍ. كما في رِوايةِ الطَّبَرانيِّ مِن حَديثِ عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما، قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «اللَّهمَّ بارِكْ لَنا في صاعِنا ومُدِّنا وبارِكْ لَنا في شامِنا ويَمنِنا. قيلَ: وعِراقِنا؟ قالَ: إنَّ بِها قَرْنَ الشَّيطانِ، وتَهيُّجَ الفِتنِ، وإنَّ الجَفاءَ بالمشرقِ». وفي الحديثِ: إخبارُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن بَعضِ أُمورِ الغَيبِ. 921 - 3550 حديث ابن عمر اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا📔 صحيح البخاري - ابن عثيمين - YouTube. وفيه: التَّحذيرُ مِن الفِتَنِ.
تاريخ النشر: الأحد 12 جمادى الأولى 1431 هـ - 25-4-2010 م التقييم: رقم الفتوى: 134719 36848 0 309 السؤال ما صحة الحديث القائل: اللهم بارك في شامنا ويمننا. وكيف يمكن ربط هذا الحديث في حال صحته مع ما نراه من انتشار الطرق الصوفية وتشجيع البدعة ومحاربة السنة في أغلب أقطار الشام؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فهذا حديث رواه البخاري في صحيحه بلفظ: اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا. قالوا: وفي نجدنا. قال: اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا. أرشيف الإسلام - أرشيف فيديوهات قناة علي اليوتيوب. قال: هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان. والمراد بالبركة هنا بركة الدنيا كالطعام والشراب، ولذلك قال المهلب ـ كما نقل عنه ابن حجر ـ: إنما ترك صلى الله عليه وسلم الدعاء لأهل المشرق ليضعفوا عن الشر الذي هو موضوع في جهتهم لاستيلاء الشيطان بالفتن. اهـ. ولذلك قال ابن حزم ـ كما نقل ابن حجر أيضا ـ: تكثير البركة بها لا يستلزم الفضل في أمور الآخرة. اهـ. ومما يؤكد ذلك رواية ابن عباس رضي الله عنهما قال: دعا نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا، وبارك لنا في شامنا ويمننا. فقال رجل من القوم: يا نبي الله وعراقنا.
ويقول الاصطخري أيضًا: وقد سكن طوائف من العرب من ربيعة ومضر الجزيرة حتّى صارت لهم ديارا ومراعى فلم نذكر الجزيرة فى ديار العرب لانّ نزولهم بها وهى ديار فارس والروم فى اضعاف قرى معمورة ومدن لها اعمال عريضة فنزلوا على خفارة فارس والروم حتّى أنّ بعضهم تنصّر ودان بدين الروم مثل تغلب من ربيعة بارض الجزيرة انتهى النقل. وليس الاصطخري هو الوحيد الذي ذكر هذا فهناك غيره مثل الموصلي والإدريسي وغيرهم ، ويقول ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان: دِيارُ رَبيعَةَ: بين الموصل إلى رأس عين نحو بقعاء الموصل ونصيبين ورأس عين ودنيسر والخابور جميعه وما بين ذلك من المدن والقرى، وربما جمع بين ديار بكر وديار ربيعة وسميت كلها ديار ربيعة لأنهم كلهم ربيعة، وهذا اسم لهذه البلاد قديم ، كانت العرب تحله قبل الإسلام في بواديه، واسم الجزيرة يشمل الكلّ. ديار مُضَرَ: ومضر، بالضاد المعجمة: وهي ما كان في السهل بقرب من شرقي الفرات نحو حرّان والرّقّة وشمشاط وسروج وتلّ موزن. انتهى النقل. فإذا تبين لك هذا فلن يغمض عليك - إن شاء الله - قول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه عند البخاري ومسلم: عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: أَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ نَحْوَ اليَمَنِ فَقَالَ « الإِيمَانُ يَمَانٍ هَا هُنَا، أَلاَ إِنَّ القَسْوَةَ وَغِلَظَ القُلُوبِ فِي الفَدَّادِينَ، عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الإِبِلِ، حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ فِي رَبِيعَةَ، وَمُضَرَ » 2- لا بد من التفريق بين الإطلاق والتقييد ، فمن لا يفرق بينهما يخلط بين كلمة ( نجد) في حديث المواقيت ، وبين قول الصحابة ( ونجدنا) في حديث هذا الموضوع.
قال: إن بها قرن الشيطان وتهيج الفتن وإن الجفاء بالمشرق. قال المنذري والهيثمي: رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات. اهـ. وصححه الألباني. وذكر الصاع والمد قرينة على إرادة بركة الدنيا، كما ذكر الحافظ ابن حجر. وقال المنذري: قوله: "في صاعنا ومدنا" يريد في طعامنا المكيل بالصاع والمد، ومعناه أنه دعا لهم بالبركة في أقواتهم. اهـ. وبهذا يتبين أن ما ذكره السائل الكريم من انتشار البدعة ونحو ذلك، لا يشكل على الحديث؛ لأن متعلقه إنما هو البركة في أمور المعاش. وجاء في (تحفة الأحوذي): الظاهر في وجه تخصيص المكانين بالبركة لأن طعام أهل المدينة مجلوب منهما، وقال الأشرف: إنما دعا لهما بالبركة لأن مولده بمكة وهي من اليمن، ومسكنه ومدفنه بالمدينة وهي من الشام، وناهيك من فضل الناحيتين أن إحداهما مولده والأخرى مدفنه، فإنه أضافهما إلى نفسه وأتى بضمير الجمع تعظيما وكرر الدعاء. اهـ. ووجه آخر في جواب السائل، وهو أنه إذا وجدت البركة في وقت حصلت إجابة الدعوة، ولا يستلزم دوامها في كل حين ولكل شخص، وهذا مستفاد من كلام القرطبي رحمه الله. والله أعلم.
هذا الموضوع سأكتبه دفعةً واحدة على خلاف المواضيع السابقة ، وسأحاول الاختصار قدر المستطاع، وبما أرى أن فيه الغنية لكل باحث طالب للحق. ولا بد من ملاحظة أمر مهم! فنحن لن نتكلم عن ( المشرق) بعمومه فنحن لا ننكر خروج الفتن من المشرق عمومًا، وإنما نتكلم لمعرفة هذا الجزء المخصوص من المشرق، الذي خُص بكثرة الفتن والزلازل وطلوع قرن الشيطان، وحتى نعرف هذا فلا بد من معرفة بعض الأمور المعينة: 1- لا بد من معرفة موقع ديار ربيعة ومضر: فنجد المؤرخين وأهل الاختصاص بالبلدان قد تكلموا عن نزول ربيعة ومضر بين دجلة والفرات قبل الإسلام، وعُرفت باسمهم، فسكنت مضر حران وما قرب منها فسميت ديار مضر، وسكنت ربيعة الموصل وما قرب منها فسميت ديار ربيعة، ويذكر المؤرخون لقبيلة تغلب أيام ووقائع هناك. وقد تأثر بعض قبيلة تغلب بالروم فتنصروا، وعندما جاء الفتح الإسلامي للعراق في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، تنازع بعض الصحابة رضي الله عنهم في حكم ذبائح ونساء نصارى بني تغلب، وقد صالحهم عمر رضي الله عنه بشروط خاصة بهم، وهي مسألة مشهورة في كتب الفقه. المقصود أن ديار ربيعة ومضر كانت معروفة قبل الإسلام وأنهم كانوا يسكنون هذا الموضع من الأرض ، ومن كتب في البلدان يُعرِّفون هذا الموضع باسم ديار ربيعة ومضر فيقول الاصطخري المتوفى عام 346 هـ في كتاب المسالك والممالك: وامّا الجزيرة فانّها ما بين دجلة والفرات وتشتمل على ديار ربيعة ومضر!
تسجيل الدخول الشركة المدرسة السنة الدراسية إسم المستخدم * كلمة المرور *
فنادق أملج في المملكة العربية السعودية يبحث عن أسمائها الكثير من السائحين الذين يحبون زيارته دائماً، والنزول داخل