وفي عدم البرهان على صحة دعواه من هذين الوجهين، وضوحُ فساد قوله، وصحة ما قاله أهل الحق في ذلك. وليس هذا الموضع من مواضع الإكثار في هذا المعنى على من أنكر الميزان الذي وصفنا صفته, إذ كان قصدُنا في هذا الكتاب: البيانَ عن تأويل القرآن دون غيره. ولولا ذلك لقرنَّا إلى ما ذكرنا نظائره, وفي الذي ذكرنا من ذلك كفاية لمن وُفِّق لفهمه إن شاء الله. ---------------- الهوامش: (29) انظر معاني القرآن للفراء 1: 373. (30) في المطبوعة أسقط من الكلام ما لا يستقيم إلا به ، فرددتها إلى أصلها من المخطوطة. كان في المطبوعة: (( يا جبريل زن بينهم ، فرد على المظلوم... )). (31) الأثر: 14333 - (( الحارث)) ، هو (( الحارث بن أبي أسامة)) ، ثقة مضى مرارًا. والوزن يومئذ الحق (مطوية). و (( عبد العزيز)) ، هو (( عبد العزيز بن أبان الأموي)) ، كذاب خبيث يضع الأحاديث ، مضى ذكره مرارًا ، رقم: 10295 ، 10315 ، 10360 ، 10553. (( يوسف بن صهيب الكندي)) ، ثقة. مترجم في التهذيب ، والكبير 4 /2 /380 ، وابن أبي حاتم 4 /2 /224. و (( موسى)) كثير ، ولم أستطع أن أعينه. و (( بلال بن يحي العبسي)) ، يروي عن حذيفة. ثقة ، مترجم في التهذيب ، والكبير 1 /2 /108 ، وابن أبي حاتم 1 /1 / 396.
فقوله: " فيعطى صحيفة حسناته " دليل على أن الأعمال تكتب في الصحف وتوزن. وروى ابن ماجه من حديث عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يصاح برجل من أمتي يوم القيامة على رءوس الخلائق فينشر عليه تسعة وتسعون سجلا كل سجل مد البصر ثم يقول الله تبارك وتعالى هل تنكر من هذا شيئا فيقول لا يا رب فيقول أظلمتك كتبتي الحافظون فيقول لا ثم يقول ألك عذر ألك حسنة فيهاب الرجل فيقول لا فيقول بلى إن لك عندنا حسنات وإنه لا ظلم عليك اليوم فتخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات فيقول إنك لا تظلم فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة. والوزن يومئذ الحق. زاد الترمذي فلا يثقل مع اسم الله شيء وقال: حديث حسن غريب. وسيأتي لهذا الباب مزيد بيان في " الكهف والأنبياء " إن شاء الله تعالى. قوله تعالى: فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون موازينه جمع ميزان ، وأصله موزان ، قلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها. وقيل: يجوز أن يكون هناك موازين للعامل الواحد يوزن بكل ميزان منها صنف من أعماله.
ثم اختلفوا في كيفية ذلك الرجحان ، فبعضهم قال: يظهر هناك نور في رجحان الحسنات ، وظلمة في رجحان السيئات ، وآخرون قالوا: بل بظهور رجحان في الكفة. تفسير والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون [ الأعراف: 8]. المسألة الثالثة: الأظهر إثبات موازين في يوم القيامة لا ميزان واحد والدليل عليه قوله: ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة) ( الأنبياء: 47) وقال في هذه الآية: ( فمن ثقلت موازينه) وعلى هذا فلا يبعد أن يكون لأفعال القلوب ميزان ، ولأفعال الجوارح ميزان ، ولما يتعلق بالقول ميزان آخر. قال الزجاج: إنما جمع الله الموازين ههنا ، فقال: ( فمن ثقلت موازينه) ولم يقل: ميزانه ؛ لوجهين: الأول: إن العرب قد توقع لفظ الجمع على الواحد. فيقولون: خرج فلان إلى مكة على البغال. والثاني: إن المراد من الموازين ههنا جمع موزون لا جمع ميزان وأراد بالموازين الأعمال الموزونة ، ولقائل أن يقول: هذان الوجهان يوجبان العدول عن ظاهر اللفظ ، وذلك إنما يصار إليه عند تعذر حمل الكلام على ظاهره ولا مانع ههنا منه فوجب إجراء اللفظ على حقيقته فكما لم يمتنع إثبات ميزان له لسان وكفتان ، فكذلك لا يمتنع إثبات موازين بهذه الصفة ، فما الموجب لترك الظاهر والمصير إلى التأويل ؟
المسألة الثانية: في تفسير وزن الأعمال قولان: الأول: في الخبر أنه تعالى ينصب ميزانا له لسان وكفتان يوم القيامة ، يوزن به أعمال العباد خيرها وشرها ، ثم قال ابن عباس: أما المؤمن فيؤتى بعمله في أحسن صورة ، فتوضع في كفة الميزان فتثقل حسناته على سيئاته ، فذلك قوله: ( فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون) الناجون ، قال: وهذا كما قال في سورة الأنبياء: ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا) ( الأنبياء: 47) وأما كيفية وزن الأعمال على هذا القول ، ففيه وجوه: أحدهما: إن أعمال المؤمن تتصور بصورة حسنة ، وأعمال الكافر بصورة قبيحة ، فتوزن تلك الصورة: كما ذكره ابن عباس. والثاني: إن الوزن يعود إلى الصحف التي تكون فيها أعمال العباد مكتوبة ، وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عما يوزن يوم القيامة فقال: "الصحف" وهذا القول مذهب عامة المفسرين في هذه الآية ، وعن عبد الله بن سلام ، أن ميزان رب العالمين ينصب بين الجن والإنس يستقبل به العرش ، إحدى كفتي الميزان على الجنة ، والأخرى على جهنم ، ولو وضعت السماوات والأرض في إحداهما لوسعتهن ، وجبريل آخذ بعموده ينظر إلى لسانه.
خالد بن عبدالرحمن الشايع) أحاديث في فضل صلاة الضحى (مقالة - آفاق الشريعة) حديث: يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة (مقالة - آفاق الشريعة) تحريم الصدقة للنبي صلى الله عليه وسلم وآله (مقالة - ملفات خاصة) أضف تعليقك: إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد الاسم البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار) الدولة عنوان التعليق نص التعليق رجاء، اكتب كلمة: تعليق في المربع التالي مرحباً بالضيف الألوكة تقترب منك أكثر! سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة. افضل الصدقة سقيا الماء. * حفظ كلمة المرور نسيت كلمة المرور؟ تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن. شارك معنا في نشر مشاركتك في نشر الألوكة سجل بريدك كُتَّاب الألوكة المسلمون الكنديون يدعمون بنوك الطعام قبل رمضان مسلمون يزرعون أكثر من 1000 شجرة بمدينة برمنغهام ندوة بعنوان "اعرف الطالب المسلم" قبل رمضان بمدينة هيوستن متطوعون مسلمون يوزعون طرودا غذائية قبل رمضان في ويلز أنشطة دراسية إسلامية بشبه جزيرة القرم أول مسجد في شمال ولاية تسمانيا الأسترالية مسلمو أمريكا يستعدون للأعمال الخيرية الرمضانية مسلمو تشارلوت تاون يستعدون للاحتفال بتوسعة مسجدهم