حكم الاستهزاء بالدين، أنزل الله تعالى الكثير من الديانات السماوية التي خصصها لكل نبي من الأنبياء السابقين، ثم نزل الدين الإسلامي الذي قاده وتولاه في الأرض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فهو دين الرحمة والسماح، فقد عانى النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من الأذى والألفاظ البذيئة في سبيل نشر هذا الدين، وقد شتم وضرب بالحجارة، وتعرض للسخرية من قبل الكفار في قريش، واستهزئوا به، ففي سطور هذا المقال سنتعرف على حكم الاستهزاء بالدين. الاستهزاء بالدين من الامور التي تخرج صاحبا من الملة، ويذهبه للنار، فالمقصود بالاستهزاء بالدين هو الاستهزاء في كل ما يتعلق بدين الله وقول النبي والرسول، فقال تعالى" وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ"، فلا يجوز الاستهزاء لا الله ولا الرسول ولا ايات الله تعالى ولا قول وفعل الرسول صلى الله عليه وسلم. السؤال المطروح: ما هو حكم الاستهزاء بالدين؟ الجواب الصحيح هو: يخرج صاحبه من الملة.
حكم الاستهزاء بالدين مازحا من الأحكام الهامة التي يجب على المسلم معرفتها، فقد كرم الله -سبحانه وتعالى-هذا الدين ورفع شأنه، وجعله الدين الوحيد المنجي من الضلال والموصل إلى جنات الخلد، فلا سبيل للفلاح والنجاة في الدنيا والآخرة إلا باعتناق هذا الدين العظيم، ونبيل رضى الله سبحانه وتعالى، وفي هذا المقال سنبين حكم الاستهزاء بالدين مازحا، كما سنبين عواقبه.
لما في أنفسهم من تعظيم الشرك. وهكذا تجد من فيه شبه منهم إذا رأى من يدعو إلى التوحيد استهزأ بذلك لما عنده من الشرك. قال الله تعالى: (ومن الناس من يتخذ أندادا من دون الله يحبونهم كحب الله) فمن أحب مخلوقا مثل ما يحب الله فهو مشرك. ويجب الفرق بين الحب في الله والحب مع الله، فهؤلاء الذين اتخذوا القبور أوثانا تجدهم يستهزئون بما هو من توحيد الله وعبادته ويعظمون ما اتخذوه من دون الله شفعاء ويحلف أحدهم اليمين الغموس كاذبا ولا يجترئ أن يحلف بشيخه كاذبا. وكثير من طوائف متعددة ترى أحدهم يرى أن استغاثته بالشيخ إما عند قبره أو غير قبره أنفع له من أن يدعو الله في المسجد عند السحر. ويستهزئ بمن يعدل عن طريقته إلى التوحيد. وكثير منهم يخربون المساجد ويعمرون المشاهد. فهل هذا إلا من استخفافهم بالله وبآياته ورسوله وتعظيمهم للشرك. وهذا كثير وقوعه في القبوريين اليوم. والاستهزاء على نوعين: أحدها: الاستهزاء الصريح كالذي نزلت الآية فيه وهو قولهم ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا. ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء أو نحو ذلك من أقوال المستهزئين. حكم الاستهزاء بالدين | صحيفة الخليج. كقول بعضهم: دينكم هذا دين خامس وقول الآخر: دينكم أخرق. وقول الآخر إذا رأى الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر: جاءكم أهل الدين، من باب السخرية بهم وما أشبه ذلك مما لا يحصى إلا بكلفة مما هو أعظم من قول الذين نزلت فيهم الآية.
وأمر بما نهى الله عنه ورسوله فهذا لون آخر يحكم فيه رب العالمين وإله المرسلين مالك يوم الدين الذي له الحمد في الأولى والآخرة: (له الحكم وإليه ترجعون) (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا) [مجموع الفتاوى 35/ 388]. وقال أيضا: ولا ريب أن من لم يعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله على رسوله فهو كافر. فمن استحل أن يحكم بين الناس بما يراه هو عدلا من غير اتباع لما أنزل الله فهو كافر. فانه ما من أمة إلا وهي تأمر بالحكم بالعدل. وقد يكون العدل في دينها ما يراه أكابرهم. بل كثير من المنتسبين إلى الإسلام يحكمون بعاداتهم التي لم ينزلها الله كسواليف البادية(أي عادات من سلفهم) وكانوا الأمراء المطاعين ويرون أن هذا هو الذي ينبغي الحكم به دون الكتاب والسنة وهذا هو الكفر. حكم الاستهزاء بالدين :. فان كثيرا من الناس أسلموا ولكن لا يحكمون إلا بالعادات الجارية التي يأمر بها المطاعون. فهؤلاء إذا عرفوا أنه لا يجوز لهم الحكم إلا بما أنزل الله فلم يلتزموا ذلك بل استحلوا أن يحكموا بخلاف ما أنزل الله فإنهم كفار، انتهى [منهاج السنة النبوية]. وقال الشيخ محمد بن إبراهيم: وأما الذي قيل فيه أنه كفر دون كفر إذا حاكم إلى غير الله مع اعتقاد أنه عاص وأن حكم الله هو الحق فهذا الذي يصدر منه المرة ونحوها.
لما في ضمن قوله: (يزعمون) من نفي إيمانهم فان (يزعمون) إنما يقال غالبا لمن ادعى دعوى هو فيها كاذب لمخالفته لموجبها وعمله بما ينافيها. يحقق هذا قوله: (وقد أمروا أن يكفروا به) لأن الكفر بالطاغوت ركن التوحيد. كما في آية البقرة، فإذا لم يحصل هذا الركن لم يكن موحدا. والتوحيد هو أساس الإيمان الذي تصلح به جميع الأعمال وتفسد بعدمه، كما أن ذلك بين في قوله: (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى). [فتح المجيد 467ـ 468] ونفى الإيمان عمن لم يحكم بما أنزل الله يدل على أن تحكيم شرع الله إيمان وعقيدة وعبادة لله يجب أن يدين بها المسلم. فلا نحكم شرع الله من أجل أن تحكيمه أصلح للناس وأضبط للأمن فقط فان بعض الناس يركز على هذا الجانب وينسى الجانب الأول - والله سبحانه قد عاب على من يحكم شرع الله لأجل مصلحة نفسه من دون تعبد لله تعالى بذلك- فقال سبحانه: (وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون. حكم الاستهزاء بالدين مازحا - موقع محتويات. وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين) فهم لا يهتمون إلا بما يهوون. وما خالف هواهم أعرضوا عنه لأنهم لا يتعبدون لله بالتحاكم إلى رسوله صلى الله عليه وسلم. حكم من حكم بغير ما أنزل الله قال الله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) في هذه الآية الكريمة أن الحكم بغير ما أنزل الله كفر.
وهذا الكفر تارة يكون كفرا أكبر ينقل عن الملة. وتارة يكون كفرا أصغر لا يخرج من الملة وذلك بحسب حال الحاكم فانه إن اعتقد ان الحكم بما أنزل الله غير واجب وأنه مخير فيه أو استهان بحكم الله واعتقد أن غيره من القوانين والنظم الوضعية أحسن منه وأنه لا يصلح لهذا الزمان أو أراد بالحكم بغير ما أنزل الله استرضاء الكفار والمنافقين فهذا كفر أكبر. وان اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله وعلمه في هذه الواقعة وعدل عنه مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة فهذا عاص ويسمى كافرا كفرا أصغر. وان جهل حكم الله فيها مع بذل جهده واستفراغ وسعه في معرفة الحكم وأخطأه فهذا مخطئ له أجر على اجتهاده وخطؤه مغفور[شرح الطحاوية 363]. وهذا في الحكم في القضية الخاصة. حكم الاستهزاء بالدين - منبع الحلول. وأما الحكم في القضايا العامة فانه يختلف. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فان الحاكم إذا كان دينا لكنه حكم بغير علم كان من أهل النار. وان كان عالما لكنه حكم بخلاف الحق الذي يعلمه كان من أهل النار. وإذا حكم بلا عدل ولا علم أولى أن يكون من أهل النار. وهذا إذا حكم في قضية لشخص. وأما إذا حكم حكما عاما في دين المسلمين وجعل الحق باطلا والباطل حقا والسنة بدعة والبدعة سنة والمعروف منكرا والمنكر معروفا، ونهى عما أمر الله به ورسوله.
أما الذي جعل قوانين بترتيب وتخضيع فهو كفر وان قالوا أخطأنا وحكم الشرع أعدل. فهذا كفر ناقل عن الملة [فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم 12/280]. ففرق رحمه الله بين الحكم الجزئي الذي لا يتكرر وبين الحكم العام الذي هو المرجع في جميع الأحكام أو غالبها وقرر أن هذا الكفر ناقل عن الملة مطلقا وذلك لأن من نحى الشريعة الإسلامية وجعل القانون الوضعي بديلا منها فهذا دليل على أنه يرى أن القانون أحسن وأصلح من الشريعة وهذا لا شك أنه كفر أكبر يخرج من الملة ويناقض التوحيد.
﴿ تفسير البغوي ﴾ "إن الأبرار"، يعني المؤمنين الصادقين في إيمانهم المطيعين لربهم، واحدهم بار، مثل: شاهد وأشهاد، وناصر وأنصار، و بر أيضاً مثل: نهر وأنهار، "يشربون"، في الآخرة، "من كأس"، فيها شراب "كان مزاجها كافوراً"، قال قتادة: يمزج لهم بالكافور ويختم بالمسك. قال عكرمة: "مزاجها": طعمها، وقال أهل المعاني: أراد كالكافور في بياضه وطيب ريحه وبرده، لأن الكافور لا يشرب، وهو كقوله: "حتى إذا جعله ناراً" (الكهف- 96) أي كنار. وهذا معنى قول قتادة ومجاهد: يمازجه ريح الكافور. وقال ابن كيسان: طيبت بالكافور والمسك والزنجبيل. وقال عطاء والكلبي: الكافور اسم ل"عين ماء في الجنة". ﴿ تفسير الوسيط ﴾ ثم بين- سبحانه- ما أعده للمؤمنين الصادقين من خير عميم فقال: إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً. والأبرار: جمع برّ أو بارّ. وهو الإنسان المطيع لله- تعالى- طاعة تامة، والمسارع في فعل الخير، والشاكر لله- تعالى- على نعمه. والكأس: هو الإناء الذي توضع فيه الخمر، ولا يسمى بهذا الاسم إلا إذا كانت الخمر بداخله، ويصح أن يطلق الكأس على الخمر ذاتها على سبيل المجاز، من باب تسمية الحال باسم المحل، وهو المراد هنا.
[5] ثم أعاد تجديد بناء السبيل في الفترة العثمانية في عهد السلطان عبد الحميد الثاني عام 1300هـ/1882م. كما ورد في الشريط الكتابي في الجهة الشرقية (ثم جدده الخليفة الأعظم والسلطان المفخم السلطان الغازي عبد الحميد خان ابن السلطان الغازي عبد المجيد خان من آل عثمان). زخرفته [ عدل] والسبيل عبارة عن مبنى عظيم، مرتفع وجميل، دخلت فيه فنون العمارة، استخدم في بناءه الحجارة الملونة التي أعطته جمالية مبهرة، وله قبة جميلة مزخرفة، حتى قيل أنه السبيل الوحيد من نوعه في كل فلسطين. [2] [3] الكتابة الموجودة في الجهة الشرقية فهي: "ثم جدده الخليفة الأعظم والسلطان المفخم السلطان الغازي عبد الحميد خان ابن السلطان الغازي عبد المجيد خان من آل عثمان أعز الله ملكه في شهر رجب الفرد سنة ثلاثمائة وألف". أما الكتابة الموجودة في الجهو الجنوبية، فهي: "بسم الله الرحمن الرحيم، إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا، عيناً يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيراً، يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيرا، ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً)) (13). أنشأ هذا السبيل المبارك مولانا الملك الأشرف إينال ثم جدده سلطان الإسلام والمسلمين قامع الكفرة والمشركين".
في الواجهة الجنوبية (معلومة) "بسم الله الرحمن الرحيم، إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا، عيناً يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيراً، يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيرا المصدر:
إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) القول في تأويل قوله تعالى: إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5). يقول تعالى ذكره: إن الذين برّوا بطاعتهم ربهم في أداء فرائضه، واجتناب معاصيه، يشربون من كأس، وهو كل إناء كان فيه شراب ( كَانَ مِزَاجُها) يقول: كان مزاج ما فيها من الشراب ( كافُورًا) يعني: في طيب رائحتها كالكافور. وقد قيل: إن الكافور اسم لعين ماء في الجنة، فمن قال ذلك، جعل نصب العين على الردّ على الكافور، تبيانا عنه، ومن جعل الكافور صفة للشراب نصبها، أعني العين عن الحال، وجعل خبر كان قوله: ( كافُورًا) ، وقد يجوز نصب العين من وجه ثالث، وهو نصبها بإعمال يشربون فيها فيكون معنى الكلام: إن الأبرار يشربون عينا يشرب بها عباد الله، من كأس كان مزاجها كافورا. وقد يجوز أيضا نصبها على المدح، فأما عامة أهل التأويل فإنهم قالوا: الكافور صفة للشراب على ما ذكرت. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( مِزَاجُهَا كَافُورًا) قال: تمزج.
[5]. المراجع [ عدل] ^ أنظر: بيضون، عيسى محمود، عمارة الحرم الشريف، الأردن، دار المجدلاوي، 2010، ص63. ↑ أ ب ت ث [أطلس معالم المسجد الأقصى المبارك]، د. عبدالله معروف. مؤسسة الفرسان للنشر والتوزيع، الأردن عمان، الطبعة الأولى، 2010م ↑ أ ب [دليل أولى القبلتين ثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين]، أ/ أحمد فتحي خليفة. مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية - فلسطين 48، الطبعة الأولى، 2001م ^ أنظر: غوشة، محمد هاشم، تاريخ المسجد الأقصى، وزارة الثقافة الفلسطينية، 2009، ص96. ^ العليمي، مجير الدين الحنبلي، الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل، الأردن، مكتبة دنديس،1999م، ج2، ص330. ^ دائرة شؤون القدس/منظمة التحرير الفلسطينية
و { الأَبرار}: جمع بَر بفتح الباء ، وجمعُ بَار أيضاً مثل شاهد وأشهاد ، والبار أو البَرّ المكثر من البِرّ بكسر الباء وهو فعل الخير ، ولذلك كان البَرّ من أوصاف الله تعالى قال تعالى: { إنا كنا من قبل ندعوه أنه هو البَر الرحيم} [ الطور: 28]. ووصف بَرَ أقوى من بارّ في الاتصاف بالبرِ ، ولذلك يقال: الله بَر ، ولم يُقل: الله بَار. ويجمع برّ على بَرَرة. ووقع في «مفردات الراغب»: أن بررة أبلغ من أبرار. وابتدىء في وصف نعيمهم بنعيم لذة الشرب من خمر الجنة لما للذة الخمر من الاشتهار بين الناس ، وكانوا يتنافسون في تحصيلها. والكأس: بالهمزة الإِناء المجعول للخمر فلا يسمى كأساً إلاّ إذا كان فيه خمر ، وقد تسمى الخمر كأساً على وجه المجاز المرسل بهذا الاعتبار كما سيجيء قريباً قوله تعالى: { ويسقون فيها كأساً كان مزاجُها زنجبيلاً} [ الإنسان: 17] فيجوز أن يراد هنا آنية الخمر فتكون { مِن} للابتداء وإفراد { كأس} للنوعية ، ويجوز أن تراد الخمر فتكون { مِن} للتبعيض. وعلى التقديرين فكأس مراد به الجنس وتنوينه لتعظيمه في نوعه. والمزاج: بكسر الميم ما يمزج به غيرُه ، أي يخلط وكانوا يمزجون الخمر بالماء إذا كانت الخمر معتقة شديدة ليخففوا من حدتها وقد ورد ذكر مزج الخمر في أشعار العرب كثيراً.