عن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط – وكانت من المهاجرات الأول, اللاتي بايعن النبي صلى الله عليه وسلم – أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (" ليس الكذاب) (من أصلح بين الناس, فقال خيرا أو نمى خيرا)(قالت: ولم أسمعه يرخص في شيء) (من الكذب إلا في ثلاث:) (الحرب, والإصلاح بين الناس) (والرجل يحدث امرأته, والمرأة تحدث زوجها "). عن أسماء بنت يزيد بن السكن – رضي الله عنها – قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يحل الكذب إلا في ثلاث: الرجل يحدث امرأته, والكذب في الحرب, والكذب ليصلح بين الناس ".
). عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:: (( لا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً ، ولا يزال يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً). ).
[٨] توعّد النبي -صلى الله عليه وسلم- من يكذب ليُضحك الناس بأشد الوعيد، حيث قال: (ويلٌ للَّذي يحدِّثُ فيَكذِبُ ليُضحِكَ بِه القومَ، ويلٌ لَه، ويلٌ لَهُ). [٩] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ). احاديث عن الكذب. [١٠] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَن كَانَتْ فيه خَلَّةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَلَّةٌ مِن نِفَاقٍ حتَّى يَدَعَهَا: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ). [١١] أنواع الكذب إن للكذب عدّة أنواع، وفيما يأتي بيان لبعض هذه الأنواع بإيجاز:[٢] الكذب على الله سبحانه: قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ). [١٢] الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ كَذِبًا عَلَيَّ ليسَ كَكَذِبٍ علَى أحَدٍ، فمَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ). [١٣] شهادة الزور: فهي من أشد الكذب. اليمين الغموس: وهو الحلف على شيء ماضي أنه تم وحصل، وهو لم يحصل مع علم الكاذب الحالف بذلك.
وعمل الإسلام في الوقت نفسه على الإشارة إلى ما قد يؤدِّي إليه، فاعتبر أنَّ الكذب لا يجتمع مع الإيمان، وهذا ما عبَّرت عنه الآية: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ). وقد ورد عنه (ص): «علامة الإيمان أن تؤثر الصِّدق وإن ضرَّك، على الكذب وإن نفعك»، لأنَّه سيضرّك بعد ذلك. وقد ربط الله سبحانه طريق النَّار بالكذب، كما ربط طريق الجنة بالصّدق، وذلك عندما جاء رجل إلى رسول الله (ص)، فسأله: يا رسول الله: ما عمل الجنّة؟ فقال له: "الصدق". وعندما عاد ليسأله عن عمل النَّار، قال له: "الكذب ". وقد ورد في الحديث: "كبرت خيانة أن تحدِّث أخاك حديثاً هو لك مصدِّق وأنت له كاذب". وقد اعتبرته الأحاديث "خائناً"، بل هو أكبر الخائنين، ومنافقاً، وهذا قوله: (فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ). وفي الحديث: «ثلاثٌ من كنَّ فيه فهو منافق: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان ». احاديث النبي عن الكذب. فيما هدَّد الله الذين يكذبون عليه بالعذاب: (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ).
عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على هذا المنبر: " إياكم وكثرة الحديث عني, فمن قال علي فلا يقولن إلا صدقا, ومن تقول علي ما لم أقل, فليتبوأ مقعده من النار ". حديث إباحة الكذب في ثلاثة أمور ليس متواترا - إسلام ويب - مركز الفتوى. عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: عدلت شهادة الزور بالشرك بالله ثم قرأ هذه الآية: {فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور}. عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ويل للذي يحدث القوم بالحديث, فيكذب ليضحكهم, ويل له, ويل له ". عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا هل عسى رجل منكم أن يتكلم بالكلمة يضحك بها القوم, فيسقط بها أبعد من السماء, ألا هل عسى رجل منكم أن يتكلم بالكلمة يضحك بها أصحابه, فيسخط الله بها عليه, لا يرضى عنه حتى يدخله النار ". ما أخرجه الشيخان من حديث عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، ومايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، ومايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا" صحيح البخاري.
– عندما بدأت معركة أحد قاتل حمزة الكثير من المشركين، وقال أن قتل أكثر من ثلاثين مشركا قبل أن يقتل، وقتله وحشي بن حرب من ظهره حيث رماه برمح فمر من بطنه، وانتظر حتى تأكد أنه مات فذهب وأخذ رمحه، وعندما عرف المشركون ذهبوا ومثلوا بجثته، وفتحوا بطنه وأخرجوا أحشائه، ويقال أن هند بنت عتبه أخرجت كبده ومضغته ولكنها لم تستطع أن تأكله. – ولقد تأثر النبي صلى الله عليه ويسلم بموت حمزة وتأثر أكثر بالتمثيل بجثته، حيث كان التمثيل أكثر فظاعة من القتل، وبكي عليه الرسول عليه السلام كما لم يبكي على أحد من قبل، وخسر المسلمون واحداً من أبرز القادة العسكرين لجيشهم في شهر شوال في السنة الثالثة من الهجرة.
[١٧] من لم يدرك البعثة من أعمام النبي هناك العديد من أعمام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يُدركوا بعثته ورسالته، وهم: [١٨] [١٩] الحارث: وهو أكبر أعمام النبيّ ، وبه يُكنّى عبد المطّلب بأبي الحارث، وله أربعة أولاد؛ عبد الله، وربيعة، ونوفل، وأبو سفيان، وقد توفّي الحارث في حياة أبيه عبد المُطلب. عبد الكعبة: وأُمّه فاطمة بنت عمرو، لم يُنجب، ولم يُدرك الإسلام. الزُبير: وهو شقيق والد النبي -عليه الصلاة والسلام- من أبيه وأُمّه. المقوم: وهو شقيق عمّ النبي حمزة، فأمّه هالة بنت وهيب. ضرار: وهو شقيق العباس، فأمّه نتيلة بنت جناب. قُثم: وهو شقيق العباس، وقد توفّي وهو صغير. المُغيرة: وهو شقيق حمزة، ويُلقب بِالحَجَل. حمزة عم الرسول. الغيداق: واسمه مصعب، وقيل: نوفل، وكان من أغنياء قُريش وأكارمهم.
الجيش الإسلامي عبّأ رسول الله(صلى الله عليه وآله) أصحابه وسَوّى الصفوف، وعقد ثلاثة ألوية؛ لواء المهاجرين بيد أمير المؤمنين(عليه السلام)، ولواء الأوس بيد أسيد بن حضير، ولواء الخزرج بيد الحباب بن المنذر، وقيل بيد سعد بن عبادة. ثمّ وضع(صلى الله عليه وآله) خمسين رجلاً من الرماة بقيادة عبد الله بن جبير خلف الجيش على حافة الجبل، وأوصاهم بالثبات وعدم ترك أماكنهم، وأكّد على ذلك، حتّى روي أنّه(صلى الله عليه وآله) أوصاهم بأن يلزموا مراكزهم ولا يتركوها حتّى في حالة النصر أو الهزيمة. حمزه عم الرسول وقصة إسلامه وجهاده واستشهاده. بدء المعركة نشبت الحرب بين الجانبين، فصاح طلحة بن أبي طلحة العبدري، وهو صاحب لواء المشركين: يا محمّد، تزعمون أنّكم تجهزوننا بأسيافكم إلى النار، ونجهزكم بأسيافنا إلى الجنّة، فمن شاء أن يلحق بجنّته فليبرز إليَّ؟ فبرز إليه الإمام علي(عليه السلام)، فبدره بضربة على رأسه فقتله، ثمّ تقدّم بلواء المشركين أخوه، والنساء خلفه يحرِّضن ويضرِبْن بالدفوف، فتقدّم نحوه حمزة ـ عمّ النبي(صلى الله عليه وآله) ـ وضربه ضربة واحدة وصلت إلى رئته فمات. وعن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: «كان أصحاب اللواء يوم أُحد تسعة، قتلهم علي(عليه السلام) عن آخرهم»(2).
قويت شوكت المسلمين عقب إسلام حمزة، وظل يجاهر بدينه، متحديا كل الكفار في قريش، ولم يستطع أحدا أن يرده، ومن مواقفه الشجاعة عندما ذهب عمر بن الخطاب للرسول، وطرق الباب فنظر رجل من أصحاب ورأى عمر متوحشا بسيفه، وقال للرسول في خوف "يا رسول الله، هذا عمر بن الخطاب متوشحاً السيف"، فتحدث حمزة قائلا "فأذن له، فإن كان جاء يريد خيراً بذلناه له، وإن كان جاء يريد شراً قتلناه بسيفه". أذن الرسول لسيدنا عمر بالدخول، وبعدها علم أن بن الخطاب جاء ليعلن إسلامه فكبر الرسول وفرح المسلمين لوجود حمزة وعمر بن الخطاب وخرجوا إلى الشوارع بصفين الأول يتقدمه عمر، والثاني يتقدمه حمزة. هجرة أسد الله هاجر المسلمين إلى المدينة المنورة بعدما ازداد أذى الكفار من أهل قريش لهم، فأمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالهجرة، فهاجروا وعلى رأسهم سيدنا حمزة رضي الله عنه، وآخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، فآخى بين حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة الكلبي مولى الرسول. شارك سيدنا حمزة بن عبد المطلب في غزوة بدر، فقد بدأ القتال عندما بارز عبد الأسد المخزومي القرشي، وقتله فخرج له عتبة بن ربيعة، بين أخيه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة، فذهب إليهم دون خوف، وكان معه علي بن ابي طال، وعبيدة بن الجراح،فبارز حمزة شيبة بن ربيعة، وبارز علي الوليد بن عتبة فقتل حمزة خصمه وكذا علي أما فلم يستطع، فأسرع إليه حمزة قاتلا خصمه، وكان معروف بوضعه ريشة على صدره في الحروب.
فقال (: قم يا عبيدة بن الحارث، قم يا حمزة، قم يا علي، فبارز عبيدة عتبة، وبارز علي الوليد، وبارز حمزة شيبة، ولم يمهل حمزة شيبة حتى قتله، وكذلك فعل عليٌّ مع خصمه الوليد، أما عبيدة وعتبة فقد جرح كل منهما الآخر، فأسرع حمزة وعلي بسيفيهما على عتبة فقتلاه. وكان حمزة في ذلك اليوم قد وضع ريشة على رأسه، فظل يقاتل بشجاعة حتى قتل عددًا كبيرًا من المشركين، ولما انتهت المعركة، كان أمية بن خلف ضمن أسرى المشركين، فسأل: من الذي كان معلَّمًا بريشة؟ فقالوا: إنه حمزة، فقال: ذلك الذي فعل بنا الأفاعيل. ولقد أبلى حمزة في هذه المعركة بلاء حسنًا، لذلك سماه رسول الله (: أسد الله، وأسد رسوله. وأقسمت هند بنت عتبة أن تنتقم من حمزة ؛ لأنه قتل أباها عتبة وعمها وأخاها في بدر، وكذلك أراد جبير بن مطعم أن ينتقم من حمزة لقتل عمه طعيمة بن عدى، فقال لعبده وحشي، وكان يجيد رمي الرمح: إن قتلت حمزة فأنت حر. وجاءت غزوة أحد وأبلى حمزة -رضي الله عنه- بلاءً شديدًا، وكان يقاتل بين يدي رسول الله ( بسيفين ويقول: أنا أسد الله. فلما تراجع المسلمون اندفع حمزة نحو رسول الله ( يقاتل المشركين، واختبأ وحشي لحمزة، وضربه ضربة شديدة برمحه فأصابته في مقتل، واستشهد البطل الشجاع حمزة -رضي الله عنه-.