ومن فوائد الحديث: أن في محبة الله عز وجل تسديد العبد في سمعه وبصره ويده ورجله مؤيدا من الله عز وجل. ومن فوائد هذا الحديث: أنه كلما ازداد الإنسان تقرباً إلى الله بالأعمال الصالحة فإن ذلك أقرب إلى إجابة دعائه واعاذته مما يستعيذ الله منه لقوله تعالى في الحديث: { ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه}.
ويقال مثل ذلك في من أبغضه الله تعالى، والعياذ بالله. والشاهد هنا أن فلانا الذي أحبه الله، لأنه أطاعه وأحبه وأقبل عليه، فإن الله تعالى والملأ الأعلى كلهم مشغولون به، يتحدثون عنه، فهو الإنسان الضعيف البسيط، لكنه بطاعته لله عظيم محبوب. هي فرصة عظيمة لنا أن نتوب وننيب إليه تعالى؛ أن نعرف حقيقة أنفسنا وما أوجبه الله تعالى علينا. فليس الدين معقدا ولا عسرا، والله سبحانه هو الذي أمر ونهى، ويحب من عباده أن يطيعوه، وفي ذلك الخير كله، فهو الذي أكمل الدين وأتمّ به النعمة ورضي لنا الإسلام دينا. وبرغم شدة الانتقادات ومحاولات التشويه والتنفير عنه، إلا أن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون الذين يريدون إطفاء نور الله، وأنى لهم ذلك. نعم، هناك من شوّه الإسلام من أبناء المسلمين، فضلا عن غيرهم من الحاقدين على هذا الدين. التدين حاجة متأصلة أم واجب موروث؟ - صحيفة الاتحاد. وهؤلاء ليسوا حجة على الإسلام، فالإسلام يؤخذ من مصادره، حيث القرآن والسنة النبوية الصحيحة، وهذا الدين محفوظ بحفظ الله له. والمطلوب أن نبرهن على صحة إيماننا وندرك ما بقي من أعمارنا، ونسخر أنفسنا في طاعة الله سبحانه، حتى لا نندم.
بعد الإثباتات التي برهنتها حالة التدين من ضرورة وجودها، ونتاجاتها الإيجابية على الفرد والمجتمع، يظل هنالك سؤال ملح تتدافع محاوره بين طبيعة التدين، ومدى اقترابه من النفس البشرية النقية، بعيداً عن مؤثرات الكم التراثي المتناقل وما يحمله من معطيات.
"ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن.. الآية". وإن كانت بباطل أو على باطل أو بهدف سيئ فهي مذمومة. قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم. "ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا.. بعض من يجادل هدفه الرئيس إثبات قدراته وتعويض نقص نفسي يعانيه وكأنه لا يشق له غبار في الثقافة والعلم، وما علم أن "لا أدري" هي دليل قوة وثقة في النفس وليست دليل ضعف وعجز. "ومن كان يهوى أن يرى متصدرا ـ ويكره لا أدري أصيبت مقاتله". لا يترك الجدال العقيم إلا من كان قويا واثقا من نفسه لأنه ليس بين الانتصار للنفس والانتصار للحق إلا خيط رفيع لا يدركه إلا العقلاء.
معلومات عن: الإمام الشافعي الإمام الشافعي أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ المطَّلِبيّ القرشيّ (150-204هـ / 767-820م) هو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه، وهو أيضاً إمام في علم التفسير وعلم الحديث، وقد عمل قاضياً فعُرف بالعدل والذكاء. وإضافةً إلى العلوم الدينية، كان الشافعي فصيحاً شاعراً، ورامياً ماهراً، ورحّالاً مسافراً. قالوا سكت وقد خوصمت. أكثرَ العلماءُ من الثناء عليه، حتى قال فيه الإمام أحمد: «كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس»، وقيل أنه هو إمامُ قريش الذي ذكره النبي محمد بقوله: «عالم قريش يملأ الأرض علماً». المزيد عن الإمام الشافعي
وقال آخر: وكن رزينًا طويل الصمت ذا فكر فإن نطقت فلا تكثر من الخطبِ ولا تجبْ سائلًا من غير تروية وبالذي عنه لم تُسألْ فلا تُجِبِ [2321] ((حسن السمت في الصمت)) للسيوطي (ص 114). قال أحيحة بن الجلاح: والصَّمت أجملُ بالفتَى ما لم يكنْ عِيٌّ يَشينُه والقولُ ذو خطَلٍ [2322] الخطل: الكلام الفاسد الكثير. ((القاموس المحيط)) للفيروزآبادي (ص 993). إذا ما لم يكنْ لبٌّ يعينُه [2323] ((حسن السمت في الصمت)) للسيوطي (ص 114). وقال مخرز بن علقمة: لقد وارى المقابرُ مِن شريكٍ كثيرَ تحلُّمٍ وقليلَ عابِ صموتًا في المجالس غيرَ عِيٍّ جديرًا حين ينطقُ بالصَّوابِ [2324] ((البيان والتبيين)) للجاجظ (1/ 29). وقال مكي بن سوادة: تسلَّمَ بالسكوتِ مِن العيوبِ فكان السَّكتُ أجلبَ للعيوبِ ويرتجلُ الكلامَ وليس فيه سِوَى الهَذَيانِ مِن حشد الخطيبِ [2325] ((البيان والتبيين)) للجاجظ (1/ 29). قالوا سكت. وقال آخر: عجبتُ لإدلال العَيِيِّ بنفسه وصمتِ الذي كان بالقول أعلما وفي الصَّمتِ سترٌ للعييِّ وإنما صحيفةُ لبِّ المرءِ أن يتكلَّما [2326] ((البيان والتبيين)) للجاجظ (1/189). وقال أحد الشعراء: أرَى الصَّمت أدَنى لبعض الصواب وبعض التكلُّم أدنى لعِيِّ [2327] ((عيون الأخبار)) للدينوري (2/190).
Follow @hekams_app لا تنسى متابعة صفحتنا على تويتر
ديـــــوان الإمـــــام الشــــافعي: قالوا: سكت