والدعوة إلى الله تعالى من أسباب نيل عظيم الأجور، وتكثير الحسنات: قال الله تعالى: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ﴾ [النساء:114]. والدعوة إلى الله تعالى من أسباب الفلاح في الدنيا والآخرة: قال الله تعالى: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران:104]. والدعاة إلى الله هم الرابحون يوم يخسر الناس، وهم السعداء يوم يشقى الناس: قال الله تعالى: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر:1 - 3].
والدعوة إلى الله تعالى تَكْفُل لأهلها أجر ما دعوا إليه من الطاعات: روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا» [17]. وروى الترمذي بسند صحيح عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ يَسْتَحْمِلُهُ، فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُ مَا يَحْمِلُهُ فَدَلَّهُ عَلَى آخَرَ فَحَمَلَهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: «إِنَّ الدَّالَّ عَلَى الخَيْرِ كَفَاعِلِهِ» [18]. والدعوة إلى الله تعالى امتثال لأمر الله سبحانه وتعالى، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [النحل:125].
6. - أن فيها تهذيب للنفوس وتزكيةٌ لها, كما قال تعالى في الحكمة من إرسال نبيه صلى الله عليه وسلم: ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ... )[آل عمران:164]. إذن يجب أن نعلم أن من أعظم واجبات الدعاة تزكية النفوس وتربيتها على المعاني الإيمانية والتربوية التي جاءت في الشريعة الإسلامية. 7. - أنها أفضل الأعمال وأحسن الأقوال، قال تعالى: ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا)[فصلت:33]. فضل الدعوه الي الله الشيخ محمد راتب. قال الإمام السعدي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية: هذا استفهام بمعنى النفي المتقرر أي: لا أحد أحسن قولا. أي: كلاما وطريقة، وحالة { ممن دعا إلى الله} بتعليم الجاهلين، ووعظ الغافلين والمعرضين، ومجادلة المبطلين، بالأمر بعبادة الله، بجميع أنواعها،والحث عليها، وتحسينها مهما أمكن، والزجر عما نهى الله عنه، وتقبيحه بكل طريق يوجب تركه، خصوصا من هذه الدعوة إلى أصل دين الإسلام وتحسينه، ومجادلة أعدائه بالتي هي أحسن، والنهي عما يضاده من الكفر والشرك، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. 8. – أن الدعوة سبب للنجاة من الخسران الذي ذكره الله تعالى في قوله: ( وَالْعَصْرِ -إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ- إلا الذين آمنوا وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)[العصر:2].
هداية الناس، وتعليمهم أمور دينهم؛ فيعرفون الحلال والحرام، ويتبيّنون حدود الله -عزّ وجلّ- التي حدّها لهم. استقامة حياة الناس، ومعاملاتهم؛ كعقود البيع، والشراء، ونحوه. استقامة حياة الناس الاجتماعية والأسرية؛ فتنشأ بينهم عقود نكاحٍ، وزواجٍ صحيحةٍ مثمرةٍ. فضل الدعوة إلى الله تعالى في القرآن الكريم. سموّ أخلاق الناس؛ فتقلّ أذيتهم لبعضهم، وتقلّ بذلك خلافاتهم، والأضغان فيما بينهم. تحقيق سعادة الداعين، والمدعوين جميعاً في الدنيا، والآخرة. حفظ الاموال، وصون الأعراض، وعصم الدماء؛ فتنقطع بذلك أسباب الشرور، وتنتشر أسباب الطمأنينة. صفات الداعية إلى الله حتى تنجح الدعوة إلى الله تعالى، وتؤتي ثمارها، لا بدّ للدُعاة أن يحرصوا على توافر بعض الصفات فيهم، وفيما يأتي بيان جانبٍ من صفات الداعية الناجح: [٥] [٧] الإخلاص لله تعالى في الدعوة؛ فالله سبحانه يعطي معونته للإنسان المخلص، ويجعل أفئدة الناس تتجمّع حوله، وتُقبل عليه، وهو كذلك مفتاح قبول العمل عنده. أن يكون صاحب بصيرةٍ؛ والمراد بذلك أن يكون متبصّراً بما يريد أن يدعو إليه، فيعلم الحلال والحرام، والأحكام الشرعية التي يدعو الناس للامتثال لها، وأن يكون متبصّراً بأحوال المدعوّين الذين يعمل على دعوتهم إلى المولى سبحانه، وأخيراً أن يكون متبصّراً في كيفية قيامه بالدعوة، فيُحسن في انتقاء الأساليب، والوسائل التي ترغّب الناس في الاستجابة لما يدعوهم إليه.
بتصرّف. ↑ سورة آل عمران، آية: 104. ↑ "أنواع الدعوة إلى الله تعالى " ، ، 2017-12-24، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-24. بتصرّف. ^ أ ب د. شاكر فرُّخ الندوي (2015-12-1)، "صفات الداعية" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-24. بتصرّف. أهمية الدعوة إلى الله. ↑ ناصر بن سعيد السيف (2018-5-6)، "أهمية الدعوة إلى الله تعالى" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-11-14. بتصرّف. ↑ الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد، "من أخلاق الداعي إلى الله تعالى" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-24. بتصرّف.
وبعد ما تقدم أذكر نفسي وإخواني ببعض الوصايا، التي أرجو أن تكون علامات يستنيرون بها في طريق الدعوة إلى الله. أولًا: أوصي الداعية إلى الله جلَّ جلاله بالإخلاص في دعوته، وقد أرشد تعالى إلى ذلك بقوله: { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} [يوسف: 108]. قال الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وفيه مسائل منها: "التنبيه على الإخلاص ؛ لأن كثيرًا لو دعا إلى الحق فهو يدعو إلى نفسه" (كتاب التوحيد:ص16)، قال الشافعي: "وددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولم ينسب إلي منه شيء"، وهذا موسى عليه السلام لما أمره الله بدعوة فرعون سأل ربه أن يرزقه سحن الإبانة عما يريد، لا ليقال خطيبًا أو فصيحًا كما أخبر سبحانه أنه قال: { وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي... فضل الدعوة إلى ه. } [طه:27]. ثانيًا: على الداعي إلى الله أن يتزود بالعلم الشرعي، كما قال تعالى لنبيه: { وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه:114]، فإنه بهذا تكون دعوته أقرب إلى دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وحري بمن كان كذلك أن تستجاب دعوته. قال ابن القيم رحمه الله: "واذا كانت الدعوة الى الله أشرف مقامات العبد وأجلها وأفضلها فهي لا تحصل إلا بالعلم الذي يدعو به وإليه، بل لا بد في كمال الدعوة من البلوغ في العلم إلى حد يصل إليه السعي، ويكفي هذا في شرف العلم أن صاحبه يحوز به هذا المقام والله يؤتي فضله من يشاء" (اهـ)، ( التفسير القيم:ص319).
خامسًا: يجب أن يعلم الدعاة وغيرهم أن دعوة الإسلام دعوة عالمية، يجب أن تنتشر، وأن تبلغ إلى الناس جميعًا، في مشارق الأرض ومغاربها، لتقوم الحجة على العباد، ولكي تصل دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى كل من بعث إليهم، كما قال تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سبأ:28]. وقد علم الدعاة المصلحون ورثة الرسل هذه الحقيقة، فقاموا وبينوها للناس امتثالًا لأمر ربهم حين قال: { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران:104]. قال سماحة الشيخ الإمام العلامة ابن باز رحمه الله: "الواجب على جميع القادرين من العلماء وحكام المسلمين والدعاة الدعوة إلى الله، حتى يصل البلاغ إلى العالم كافة في جميع أنحاء المعمورة، وهذا هو البلاغ الذي أمر الله به، قال الله تعالى لنبيه: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ... } [المائدة: 67]، فالرسول عليه البلاغ، وهكذا الرسل جميعًا عليهم البلاغ وعلى أتباع الرسل أن يبلغوا، روى البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «... بلغوا عني ولو آية... » (قطعة من حديث في صحيح البخاري:3461).
إبراهيم أبو النجا واستوت على الجودي هي سفينة سيدنا نوح عليه السلام حيث نجا وأهله الصالحون وقومه المؤمنون بعد رحلة بين الأعاصير والأمطار والرياح العاتية وهي تسير بهم في موج كالجبال ، إنها الرحلة الإيمانية ، واستقرت بأمان على جبل اسمه الجودي بين العراق وتركيا. أما الرحلة الثانية: فهي رحلة أسرانا حيث أبحرت سفينتهم منذ واحد وأربعين يوماً فإلى أين ؟ وماذا حملوا ؟ وبماذا تزودوا ؟ أما إلى أين.. ؟ فإلى الدولة الفلسطينية ذات العلم إلى جانب أعلام دول العالم.. إلى القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.. وأما عن ماذا حملوا.. ؟ فقد حملوا القضية كلها.. حملوا الأمانة.. حملوا الهم الوطني.. حملوا الحقوق الثابتة غير القابلة للتصرف وليس كما يدعي ناقصو الإدراك.. إسلام ويب - الدر المنثور - تفسير سورة هود - تفسير قوله تعالى واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين- الجزء رقم8. أن قضاياهم صغيرة تتمثل في زيارة أو جوال أو " كنتين " ولا تستحق هذه الضجة الكبرى ، ولكن العالم فهمهم وفهم رسالتهم ذات المدلول الكبير والمغزى البعيد. وأما بماذا تزودوا.. ؟ فقد تزودوا مادياً بالماء والملح الذي أصبح لاحقاً سلاحاً يخشاه عدوهم وقبل أن يحرمهم منه فقد حرّموه على أنفسهم. ثلاثة عناصر اجتمعت لترسو سفينة أبطالنا بأبطالنا حيث الجودي وهو المكان الذي أرادوه ، حيث أرض الزيتون – حيث الأرض الخالية من المستوطنين والاستيطان ، حيث أرض الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وذلك قوله تعالى: وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقيل: ميز الله بين الماءين ، فما كان من ماء الأرض أمرها فبلعته ، وصار ماء السماء بحارا. قوله تعالى: وغيض الماء أي نقص; يقال: غاض الشيء وغضته أنا; كما يقال: نقص بنفسه ونقصه غيره ، ويجوز " غيض " بضم الغين. وقضي الأمر أي أحكم وفرغ منه; يعني أهلك قوم نوح على تمام وإحكام. ويقال: إن الله تعالى أعقم أرحامهم أي أرحام نسائهم قبل الغرق بأربعين سنة ، فلم يكن فيمن هلك صغير. والصحيح أنه أهلك الولدان بالطوفان ، كما هلكت الطير والسباع. ولم يكن الغرق عقوبة للصبيان والبهائم والطير ، بل ماتوا بآجالهم. وحكي أنه لما كثر الماء في السكك خشيت أم صبي عليه; وكانت تحبه حبا شديدا ، فخرجت به إلى الجبل ، حتى بلغت ثلثه ، فلما بلغها الماء خرجت حتى بلغت ثلثيه ، فلما بلغها الماء استوت على الجبل; فلما بلغ الماء رقبتها رفعت يديها بابنها حتى ذهب بها الماء; فلو رحم الله منهم أحدا لرحم أم الصبي. قوله تعالى: واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين أي هلاكا لهم. الجودي جبل بقرب الموصل; استوت عليه في العاشر من المحرم يوم عاشوراء; فصامه نوح وأمر جميع من معه من الناس والوحش والطير والدواب وغيرها فصاموه ، شكرا لله تعالى وقد تقدم هذا المعنى.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن حقا على الله ألا يرفع شيئا من الدنيا إلا وضعه. وخرج مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله. وقال - صلى الله عليه وسلم -: إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد. خرجه البخاري.