السؤال: الدعاء بعد التشهد في الركعة الثانية وفي الرباعية سهوًا؟ الجواب: الدعاء في التشهد الأول ما هو بمشروع، وإذا أتى به فلا سهو عليه، لا سجود عليه لكن إن سجد فلا بأس؛ لأنه أتى به في غير محله، أما الدعاء في التشهد الأخير فهو مشروع. الدعاء في التشهد الأخير قبل السلام مشروع مأمور به، فينبغي له أن يدعو بالدعوات الطيبة والمأثورة أفضل، الدعاء المأثور يكون أفضل، كالتعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال، وسؤال المغفرة والعفو، وقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك كل هذا مشروع يعني: في آخر الصلاة قبل أن يسلم، هذا الدعاء مشروع، نعم.
يقول: وما أسررتُ، وما أعلنتُ ، "ما أسررتُ": ما أخفيتُ، "ما أعلنتُ" يعني: ما أظهرتُ، وما أسرفتُ؛ يعني: جاوزتُ فيه الحدّ. فهذا يقوله مُبالغةً في طلب الغُفران بذكر أنواع العصيان: السّر، والعلانية، ما تقدَّم، وما تأخَّر. وما أنت أعلمُ به مني يعني: مما لا أعلمه من ذُنوبي عددًا، ولا حصرًا، ولا حكمًا، مع أنَّ العبدَ حينما يدعو بمثل هذا الدُّعاء: اغفر لي ما قدَّمتُ، وما أخَّرتُ يرد عليه معنى زائد على ما يُقال في حقِّ النبي ﷺ، فإنَّ العُلماء يذكرون معنًى في أدعيةٍ أخرى مما يقوله العبدُ فيما يتَّصل به، أمَّا النبي ﷺ فلا يُقال ذلك في حقِّه -عليه الصَّلاة والسَّلام-.
(8) 9 – اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا أَللَّهُ بِأَنَّكَ الْوَاحِدُ الْأحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يولَدْ، وَلَمْ يَكنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِّيمُ. (9) 10 – اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لَا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، الْمنَّانُ، يَا بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالْأرْضِ يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالْإِكْرَامِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ. (10) 11 – اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْأحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ. (11) (1) البخاري 2/ 102 ومسلم 1/ 412 واللفظ لمسلم. (2) البخاري 1/ 202 ومسلم 1/ 412. (3) البخاري 8 /168 ومسلم 4/ 2078. (4) مسلم 1/ 534. حكم الدعاء بعد التشهد الأخير وقبل السلام - السوار. (5) أبو داود 2/ 86 والنسائي 3/ 53 وصححه الألباني في صحيح أبو داود 1/ 284. (6) البخاري 6 /35. (7) أبو داود وانظر صحيح ابن ماجه 2/ 328. (8) النسائي 4 /54 ،55 وأحمد 4 /364 وصححه الألباني في صحيح النسائي 1/ 281.
وممن ذكره أيضًا: صديق حسن خان -رحم الله الجميع-، مع أنَّ بعضَهم لم يذكر ذلك في جملة الأسماء، وقد ذكرنا في الضَّوابط أشياء تتصل بعدد الأسماء. لا إله إلا أنت يعني: لا معبودَ سواك، شيخ الإسلام -رحمه الله- يقول هنا: قدَّم الدُّعاء في هذا الحديث، وختمه بالتوحيد. ويُعلل ذلك بأنَّ الدُّعاء مأمورٌ به في آخر الصَّلاة، وأنَّه خُتم بالتوحيد ليختم الصَّلاة بأفضل الأمرين؛ وهو التوحيد [16] ، يعني: أفضل من ختمها بمجرد الدُّعاء، وإلا لو لم يقصد ختمها بالتوحيد لكان تقديم التوحيد على الدُّعاء أولى، كما ذكرنا في شرح عددٍ من الأحاديث السَّابقة. والحافظ ابن القيم -رحمه الله- في "جلاء الأفهام" يذكر أنَّه لو قيل: "اغفر لي كلّ ما صنعتُ" يعني: لاحظ هذه التَّفاصيل المذكورة: "ما قدَّمتُ، وما أخَّرتُ، وما أسررتُ، وما أعلنتُ"، هذه تفاصيل، فلو قال: "اغفر لي كلَّ ما صنعتُ، اغفر لي كلَّ ذنبٍ"؛ لأتى على هذا كلِّه، فلماذا ذكر هذه التَّفاصيل، ولم يُجمل ذلك بعبارةٍ واحدةٍ؟ علل هذا بأنَّ ألفاظَ الحديث هنا جاءت في مقام الدُّعاء والتَّضرع إلى الله -تبارك وتعالى-، وإظهار العبودية والافتقار، واستحضار الأنواع التي يتوب العبدُ منها تفصيلاً أحسن وأبلغ من الإيجاز والاختصار [17] ، هنا مقام تذللٍ، وخضوعٍ، واعترافٍ؛ فيكون ذلك التَّفصيل أولى.
السؤال: يكون بدعة هذا؟ الجواب: نعم، بدعة، ما يجوز هذا، نعم.
[٦] عبارات مؤثرة للتعزية يوجد الكثير من العبارات المؤثرة التي تُقال أثناء تقديم التعزية لأهل الميت ، وأفضل هذه العبارات على الإطلاق هي ما ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، والتي سبق ذكرها في سياق المقال، لكن كما ورد أيضًا يجوز التعزية بالعديد من الألفاظ المختلفة، وقول العبارات التي تمنح الصبر والقوة، وتزيد من ثبات أهل الميت وإيمانهم، ومن هذه العبارات التي تترك أثرًا عظيمًا في نفوس الفاقدين ما يأتي: جبر الله كسركم وأعانكم على مصابكم ومنحكم الصبر والسلوان وأحسن الله عزاءكم، ووقاكم فتنة المحيا والممات، وإنا لله وإنا إليه راجعون. رحم الله ميتنكم وأسكنه فسيح جناته ووقاه الله عذاب القبر وفتنته، وبشره بمقعده في جنات الفردوس، ومنحكم القوة والثبات والصبر على فراقه، ورفع درجاتكم في الدنيا والآخرة. عزاء اهل الميت وتكفينه. زاد الله في ـجركم، وأعطاكم الصبر الكبير والمواساة الصادقة، وأبدل الله أحزانكم أفراحًا، وبارك في أعماركم من بعده. جعل الله الموت راحة له من كلّ شر، وجعلكم من الذين يدعون له بلا كللٍ أو ملل، ويتصدقون عنه وتعلو دراته بدعائكم وصبركم واحتسابكم. لا نقول إلا ما يُرضي الله، فعليكم بالصبر عند الشدّة، والاحتساب والرجوع إلى الله، لله ما أخذ ولله ما أعطى وكلّ شيءٍ عنده بمقدار، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
تاريخ النشر: الخميس 2 ذو الحجة 1430 هـ - 19-11-2009 م التقييم: رقم الفتوى: 129281 83175 0 401 السؤال في حالة الوفاة: هل من الواجب الذهاب إلى العزاء؟ أو يمكن عن طريق التليفون؟. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن تعزية أهل الميت في مصابهم ليست من الواجبات لكنها من المستحبات التي ندب إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله، فقد روى ابن ماجه عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة. حسنه الألباني. حكم الأكل من الطعام الذي يصنعه أهل الميت في العزاء أو الأربعينية - الإسلام سؤال وجواب. وروى البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ قال: أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم إليه إن ابناً لي قبض فأتنا، فأرسل يقرئ السلام ويقول: إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب. ولا يتعين الذهاب إلى المصاب لأجل تحصيل هذه الفضيلة، بل يمكن الاكتفاء بالمحادثة الهاتفية ونحوها مما جرى به العرف. مع التنبيه على أن التعزية قد يعرض لها الوجوب إذا كان المعزَّى من الأرحام الذين تجب صلتهم، لأن ترك تعزيته يعتبر من القطيعة، والقطيعة محرمة, وحينئذ فيرجع في طريقة أدائها إلى العرف، فإن كان العرف قد جرى بالذهاب إلى المصاب فيجب الذهاب إلا إذا كانت هناك مشقة من بعد المكان ونحوه, أما إن جرى العرف بالاكتفاء بالهاتف ونحوه فلا حرج حينئذ في الاكتفاء بذلك, وراجعي الفتويين رقم: 40356, ورقم: 99518.
انتهى من "شرح زاد المستقنع" (86/ 15، بترقيم الشاملة آليا) رابعاً: كما يكره لأهل الميت صنع الطعام لمن يقدم لعزائهم ، كذلك يكره الأكل من الطعام الذي أعدوه لهذا السبب ، وإن كان الطعام من مال الورثة الصغار فالأكل منه: حرام. قال البهوتي: " وَيُكْرَهُ الْأَكْلُ مِنْ طَعَامِهِمْ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ التَّرِكَةِ وَفِي الْوَرَثَةِ مَحْجُورٌ عَلَيْهِ ، أَوْ مَنْ لَمْ يَأْذَنْ: حَرُمَ فِعْلُهُ ، وحَرُمَ الْأَكْلُ مِنْهُ ؛ لِأَنَّهُ تَصَرُّفٌ فِي مَالِ الْمَحْجُورِ عَلَيْهِ ، أَوْ مَالِ الْغَيْرِ بِغَيْرِ إذْنِهِ ". انتهى من "كشاف القناع" (2/149). وقال ابن حجر الهيتمي: " وَمَا اُعْتِيدَ مِنْ جَعْلِ أَهْلِ الْمَيِّتِ طَعَامًا لِيَدْعُوا النَّاسَ عَلَيْهِ بِدْعَةٌ مَكْرُوهَةٌ ، كَإِجَابَتِهِمْ لِذَلِكَ " انتهى من "تحفة المحتاج" (3/207). عزاء اهل الميت عند. وفي "الفواكه الدواني " (1/285): " وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ الْأَكْلُ مِنْهُ إلَّا أَنْ يَكُونَ الَّذِي صَنَعَهُ مِنْ الْوَرَثَةِ بَالِغًا رَشِيدًا: فَلَا حَرَجَ فِي الْأَكْلِ مِنْهُ ". وفي "الموسوعة الفقهية" (16/ 44): " وَاتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّهُ تُكْرَهُ الضِّيَافَةُ مِنْ أَهْل الْمَيِّتِ ؛ لأِنَّهَا شُرِعَتْ فِي السُّرُورِ ، لاَ فِي الشُّرُورِ... وَصَرَّحَ الْحَنَابِلَةُ بِأَنَّهُ يُكْرَهُ الأْكْل مِنْ طَعَامِ أَهْل الْمَيِّتِ ، فَإِنْ كَانَ مِنْ تَرِكَةٍ وَفِي مُسْتَحِقِّيهَا مَحْجُورٌ عَلَيْهِ: حُرِّمَ فِعْلُهُ ، وَالأْكْل مِنْهُ.
التعزية تمام المنة - الجنائز (12) تُشرع التعزية لأهل الميِّت، والمقصود بالتعزية: أن يُسليهم بما يكفُّ عنهم الحزن، ويَحملهم على الرضا، بما تيسَّر له من الكلام الطيِّب الذي لا يُخالف الشرع، والراجح أنها مشروعة قبل الدفن وبعده. وقد ورَد عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعض الألفاظ في تعازيه، فمن ذلك ما عزَّى ابنته عندما مات صبيٌّ لها: ((إنَّ لله ما أخَذ، وله ما أعطى، وكلُّ شيءٍ عنده إلى أجَلٍ مُسمى، فلتَصبر ولتَحتسب)) [1]. ومن ذلك ما عزَّى به عبدالله بن جعفر في أبيه، فقال: ((اللهمَّ اخْلف جعفرًا في أهله، وبارِك لعبدالله في صفقة يمينه)) [2] ، قالها ثلاثًا. ويلاحظ في التعزية أمور: 1- السُّنة أن يُصنع لأهل الميِّت طعامًا يُشبعهم؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لَمَّا جاء نعْي جعفر: ((اصْنَعوا لآل جعفر طعامًا، فقد أتاهم أمرٌ يَشغلهم، أو أتاهم ما يَشغلهم)) [3]. • وينبغي أن نَجتنب من ذلك أن يُصنع الطعام لأهل الميِّت بكثرة، بحيث يَجتمع الناس عندهم للطعام. حكم تعزية أهل الميت ثلاثة أيام مع إحضار الطعام. • قال ابن عثيمين: "فنجد البيت الذي أُصيب أهله كأنه بيت عُرسٍ، وهذا لا شكَّ أنه من البِدَع المُنكرة" [4]. • لكن إذا كان المعزُّون من أماكنَ بعيدة، جاز إعداد طعامٍ لهم؛ لأن هذا لا يكون شبيهًا باجتماع النياحة [5].