( من كنَّ فيه) أي وُجدت فيه. ( وجد بهنّ حلاوة الإيمان) الحلاوة هنا: هي التي يعبر عنها بالذوق ، لما يحصل به من لذة القلب ونعيمه وسروره وغذائه ، وهو شيء محسوس يجده أهل الإيمان في قلوبهم. قال السيوطي: " ( وجد حلاوة الإيمان) فيه استعارة تخيلية ، شبه رغبة المؤمن بالإيمان بشيء حلو ". قال النووي: " معنى حلاوة الإيمان: استلذاذ الطاعات ، وتحمل المشاق ، وإيثار ذلك على أعراض الدنيا ، ومحبة العبد لله بفعل طاعته وترك مخالفته ، وكذلك الرسول ". الخصلة الأولى: ( أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما). القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 165. المحبة هنا: محبة قلبية ، كما في حديث آخر: ( أحبوا الله بكل قلوبكم). الخصلة الثالثة: ( أن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار). أي يستوي عنده الأمران: الإلقاء في النار ، والعودة في الكفر ، فمن كره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله فإن هذا من أسباب حلاوة الإيمان. وعن ابن عباس قال: ( من أحب في الله ، وأبغض في الله ، ووالى في الله ، وعادى في الله ، فإنما تنال ولاية الله بذلك ، ولن يجد عبدٌ طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه ، حتى يكون كذلك ، وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا ، وذلك لا يجدي على أهله شيئاً).
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) يذكر تعالى حال المشركين به في الدنيا وما لهم في الدار الآخرة ، حيث جعلوا [ له] أندادا ، أي: أمثالا ونظراء يعبدونهم معه ويحبونهم كحبه ، وهو الله لا إله إلا هو ، ولا ضد له ولا ند له ، ولا شريك معه. وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال: قلت: يا رسول الله ، أي الذنب أعظم ؟ قال: " أن تجعل لله ندا وهو خلقك ". وقوله: ( والذين آمنوا أشد حبا لله) ولحبهم لله وتمام معرفتهم به ، وتوقيرهم وتوحيدهم له ، لا يشركون به شيئا ، بل يعبدونه وحده ويتوكلون عليه ، ويلجئون في جميع أمورهم إليه. ثم توعد تعالى المشركين به ، الظالمين لأنفسهم بذلك فقال: ( ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا). قال بعضهم: تقدير الكلام: لو عاينوا العذاب لعلموا حينئذ أن القوة لله جميعا ، أي: إن الحكم له وحده لا شريك له ، وأن جميع الأشياء تحت قهره وغلبته وسلطانه ( وأن الله شديد العذاب) كما قال: ( فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد) [ الفجر: 25 ، 26] يقول: لو علموا ما يعاينونه هنالك ، وما يحل بهم من الأمر الفظيع المنكر الهائل على شركهم وكفرهم ، لانتهوا عما هم فيه من الضلال.
قال النحاس في كتاب " معاني القرآن " له: وهذا القول هو الذي عليه أهل التفسير. وقال في كتاب " إعراب القرآن " له: وروي عن محمد بن يزيد أنه قال: هذا التفسير الذي جاء به أبو عبيد بعيد ، وليست عبارته فيه بالجيدة; لأنه يقدر: ولو يرى الذين ظلموا العذاب ، فكأنه يجعله مشكوكا فيه وقد أوجبه الله تعالى ، ولكن التقدير وهو قول الأخفش: ولو يرى الذين ظلموا أن القوة لله. ويرى بمعنى يعلم ، أي لو يعلمون حقيقة قوة الله عز وجل وشدة عذابه ، ف يرى واقعة على أن القوة لله ، وسدت مسد المفعولين. والذين فاعل يرى ، وجواب لو محذوف ، أي لتبينوا ضرر اتخاذهم الآلهة ، كما قال عز وجل. ولو ترى إذ وقفوا على ربهم ، [ ص: 193] ولو ترى إذ وقفوا على النار ولم يأت ل لو جواب. قال الزهري وقتادة: الإضمار أشد للوعيد ، ومثله قول القائل: لو رأيت فلانا والسياط تأخذه ومن قرأ بالتاء فالتقدير: ولو ترى يا محمد الذين ظلموا في حال رؤيتهم العذاب وفزعهم منه واستعظامهم له لأقروا أن القوة لله ، فالجواب مضمر على هذا النحو من المعنى وهو العامل في أن. وتقدير آخر: ولو ترى يا محمد الذين ظلموا في حال رؤيتهم العذاب وفزعهم منه لعلمت أن القوة لله جميعا. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم علم ذلك ، ولكن خوطب والمراد أمته ، فإن فيهم من يحتاج إلى تقوية علمه بمشاهدة مثل هذا.
قيل: يا رسولَ اللهِ! إنِّكَ صعدتَ المنبرَ فقلت: آمين ، آمين ، آمين ؟ فقال: إن جبريلَ عليه السلامُ أتاني فقال: منْ أدركَ شهرَ رمضانَ ، فلم يُغفرْ له ، فدخلَ النارَ ؛ فأَبعدهُ اللهُ ، قُلْ: آمين ، فقلتُ: آمين ، ومن أدركَ أبويهِ أو أَحدهمَا ، فلم يبرَّهُما ، فماتَ ، فدخل النارَ ؛ فأَبعدهُ اللهُ ، قُلْ: آمين. فقلتُ: آمين ، ومن ذُكِرْتُ عندهُ ، فلم يُصلّ عليكَ ، فماتَ ، فدخلَ النار ؛ فأَبعدهُ اللهُ ، قل: آمين. خطبة عن رمضان مكتوبة - موسوعة. فقلت: آمين "، [9] أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فيا فوزًا للمستغفرين، استغفروا الله.
أما بعدفيا أيها المسلمون أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله العظيم. يقول الله تعالى: {72} وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ {73} وَقَالُوا الْحَمْدُ للهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ {74}سورة الزمر ءاية 73، 74. خطبة اول جمعة في رمضان مكتوبة 2022 - موقع المرجع. إخوة الإيمان، هي أيام معدودة قصيرة تمضي كالخيال ويقبل علينا شهر التوبة والرحمة والإحسان والزهد والخيرات والبركات، أيام معدودة تمضي كالخيال ويقبل علينا بإذن الله ربِّ العالمين أفضل الشهور رمضان. إخوة الإيمان، شهر رمضان شهر ينتظره العباد الصالحون، ينتظرون أيامه ولياليه ليزدادوا بالطاعات نساء ورجالا فهذه زُبيدة رحمها الله وهي امرأة هارون الرشيد رحمه الله عملت عملاً كبيرًا أجرت الماء من أرض بعيدة إلى عرفات يقال له ماء زُبيدة لولا هذا الماء لهلك كثير من الحجاج ، هي عملت ذلك لوجه الله تعالى، رأت منامًا ، فقصت لمعبّر علم يعرف التعبير فقال لها تعملين عملاً ينتفع به الناس فأجرت هذا الماء من أرض بعيدة تحت الأرض، إلى الآن هذا الماء موجود، في الماضي نساء الملوك كن يعملن مبرات فيها خدمة كبيرة للمسلمين ، أما اليوم صار التنافس بينهن في بناء القصور وما أشبه ذلك.
جعلنا الله وإياكم من عتقاء هذا الشهر الكريم، وأعاده علينا أعواماً متتالية.
خطبة جمعة عن فضل العشر الاواخر من رمضان وليلة القدر مكتوبة هذه الأيام المليئة بالبركة والخير والتي منهم ليلة القدر، هذه الليلة العظيمة المباركة التي أوصى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم- المسلمين بقيامها والعمل الصالح بها، وفي هذا المقال من موقعي سوف نلقي الضوء على نص خطبة جمعة عن فضل العشر الاواخر من رمضان وليلة القدر بالإضافة إلى خطبة الجمعة الثالثة من رمضان مكتوبة و عن فضل الأيام العشر الأواخر من هذا الشهر الفضيل.