يشار أن مسلسل الفصول الأربعة عرض الجزء الأول منه عام 1999 فيما عرض الجزء الثاني عام 2002، وهو من كتابة "دلع الرحبي" و"ريم حنا" وإخراج الراحل "حاتم علي. سيريانيوز
ومُرادي توضيح أنَّ العمل -هنا- يَتحدّث بسياقِه، لا يُتحدثُ عنه بسياقات أخرى، وذلك حين طرح مسألةَ التابع الذي لا يستطيع الكلام، وكأنَّه يُشير إلى دائرةٍ أكبر، وهو ظَنُّنا بأنَّنا خارج دائرةِ التمركزات المتعددة، بينما رغبتنا وسلطتنا الداخلية تجعلنا نصحو بأحضان المركزية بشكلٍ من الأشكال. جمال سليمان وريم حنا يعلقان على إمكانية إنتاج جزء جديد من الفصول الأربعة. وكأنَّ سؤالَ صديقي هو: هل الوعي الدرامي المتوالد من الإنتاجِ الحالي يَتقبَّل أن يُعيدَ عَملًا كالفصول الأربعة؟ فكانت الحلقةُ إجابة عنه. تطرح الحلقةُ حكايةَ رجلين أحدهما من المغرب، والآخر من المشرق؛ التقيا بعد خمسٍ وعشرين سنة من لقائهما الأول في حرب تشرين 1973، ولما أخبرَ المغربيُّ أهلَ المشرقي أنَّ ابنهم كانَ بطلًا في حرب تشرين، افتخرت به العائلة. هذا المشرقيُّ يُحبُّ أن يُفتخر به لكنَّه مع ذلك لم يُخبر أهلَه وجماعتَه؛ لأنَّه انتظر مَن يتحدث عنه، إذ بغير هذه الوسيلة لن يُصَدّقَ كلامه.
ولم تسمعوني -الآن- إلا لأنَّ غيري هو من تحدث عني». هنا سألتُ صديقي: لو تحدثت المهرجاناتُ، أو المحكمون المعتمدون -من قِبل الوعي الجمعي لما يُقبَل أو يُرفض- عن الفصول الأربعة من زوايا تقنية حديثة، كيف ستتلقى تعليقاتهم وما علاقتها بخبرتك في تلقي المسلسل الآن؟ بأي معنى ستفهم الفصول الأربعة؟!