تفسير قوله تعالى: (وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً... ) تفسير قوله تعالى: (وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء... تفسير سورة الزمر الآيات من [71-75] - جمهرة العلوم. ) قال تعالى: وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ [الزمر:74]. وقد وعد الله المؤمنين الصالحين بالجنة، ووعد الله حق وصدق، فقد وعدهم وأقسم على ذلك في قوله: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3]. وهذا وعد الله بأنهم سيدخلون الجنة ولن يخسروا أبداً. وقوله تعالى: وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ [الزمر:74]، المراد بها الجنة، وقد أورثهم الله أرضها وأشجارها وقصورها وكل ما فيها، وعبروا بقولهم: وأورثنا الأرض، لأن آدم و حواء كانا فيها فورثوها عنهم، وقد هبط آدم و حواء إلى الأرض بتدبير الله وقضائه وحكمه، ثم توالدوا وأصبح لهم أولاد وأحفاد وأسباط، فلما عاد أحفادهم وأسباطهم وأولادهم إلى الجنة قالوا: هذه دار أبينا وأمنا، أورثناها الله عز وجل. وهنا لطيفة علمية أخرى وهي صحيحة هي: أن من عظمة الرب تبارك وتعالى وجلاله وكماله،أنه أوجد عالمان: عالم السعادة، وعالم الشقاء، وأوجدهما على قدر عبيده من الإنس والجن، فما من إنسان إلا وله دار في الجنة وأخرى في النار، ثم أهل الجنة يرثون أهل النار منازلهم في الجنة، وأهل النار يرثون منازل أهل الجنة في النار، فمثلاً منزل أبي بكر الصديق في النار سيرثه أبو لهب ، ومنزل أبي لهب في الجنة سيرثه أبو بكر وهذا توارث ولآية تحتمل المعنيين.
ما كنا في أصحاب السعير" أي رجعوا على أنفسهم بالملامة والندامة "فاعترفوا بذنبهم فسحقاً لأصحاب السعير" أي بعداً لهم وخساراً. وقوله تبارك وتعالى ههنا "قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها" أي كل من رآهم وعلم حالهم يشهد عليهم بأنهم مستحقون للعذاب ولهذا لم يسند هذا القول إلى قائل معين بل أطلقه ليدل على أن الكون شاهد عليهم بأنهم يستحقون ما هم فيه بما حكم العدل الخبير عليهم ولهذا قال جل وعلا: "قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها" أي ماكثين فيها لا خروج لكم منها ولا زوال لكم عنها "فبئس مثوى المتكبرين" أي فبئس المصير وبئس المقيل لكم بسبب تكبركم في الدنيا وإبائكم عن اتباع الحق فهو الذي صيركم إلى ما أنتم فيه فبئس الحال وبئس المآل. ثم ذكر سبحانه تفصيل ما ذكره من توفية كل نفس ما كسبت فقال: 71- "وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمراً" أي سيق الكافرون إلى النار حال كونهم زمراً: أي جماعات متفرقة بعضها يتلو بعضاً.
الآية مشكولة تفسير الآية استماع mp3 الرسم العثماني تفسير الصفحة فهرس القرآن | سور القرآن الكريم: سورة الزمر Az-Zumar الآية رقم 71, مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها, مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب.
وجملة: (ادخلوا) في محلّ رفع نائب الفاعل. وجملة: (بئس مثوى) لا محلّ لها استئنافيّة.. إعراب الآية رقم (73): {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ (73)}. الإعراب: الواو استئنافيّة (إلى الجنّة) متعلّق ب (سيق)، الواو عاطفة- أو حاليّة أو زائدة (لهم) متعلّق ب (قال)، (سلام) مبتدأ مرفوع، (عليكم) متعلّق بخبر المبتدأ سلام الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (خالدين) حال منصوبة من فاعل ادخلوها. جملة: (سيق الذين) لا محلّ لها استئنافيّة. فصل: إعراب الآية رقم (72):|نداء الإيمان. وجملة: (اتّقوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة: (فتحت) في محلّ جرّ معطوفة على جملة جاءوها، وجواب الشرط محذوف تقديره اطمأنّوا أو سعدوا... وجملة: (قال لهم خزنتها) في محلّ جرّ معطوفة على جملة جاءوها. وجملة: (سلام عليكم) في محلّ نصب مقول القول. وجملة: (طبتم) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول. وجملة: (ادخلوها) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن دخلتموها فادخلوها..
التفسير اللغوي تفسير قوله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71)} قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({زمراً}: جماعات في تفرقة, وبعضهم على أثر بعض: واحدتها زمرة, قال الأخطل: شوقاً إليهم ووجداً يوم أتبعهم= طرفي ومنهم بجني كوكبٍ زمر). [مجاز القرآن: 2/191] قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ( {وسيق الّذين اتّقوا ربّهم إلى الّجنّة زمراً حتّى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلامٌ عليكم طبتم فادخلوها خالدين} وقال: {حتّى إذا جاءوها وفتحت أبوابها}, فيقال أن قوله: {وقال لهم خزنتها} في معنى: {قال لهم} ؛ كأنه يلقي الواو. وقد جاء في الشعر شيء يشبه أن تكون الواو زائدة فيه, قال الشاعر: فإذا وذلك يا كبيشة لم يكن = إلاّ كلمّة حالمٍ بخيال فيشبه أن يكون يريد "فإذا ذلك لم يكن".
حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها " جواب إذا ، وهي سبعة أبواب. وقد مضى في ( الحجر). " وقال لهم خزنتها " واحدهم خازن نحو سدنة وسادن ، ويقولون لهم تقريعاً وتوبيخاً " ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم " أي الكتب المنزلة على الأنبياء. " وينذرونكم " أي يخوفونكم " لقاء يومكم هذا قالوا بلى " أي قد جائتنا ، وهذا اعتراف منهم بقيام الحجة عليهم " ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين ""لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين " [هود: 119]. يخبر تعالى عن حال الأشقياء الكفار كيف يساقون إلى النار وإنما يساقون سوقاً عنيفاً.