اول ما خلق الله القلم فخذ بالاسباب فكل شئ مكتوب خطبة للعريفي♤♡♧♧♡♤ - YouTube
توجيه حديث "أوَّل ما خلقَ الله القلم" وقولنا بدوام فاعليَّة الرَّب السؤال: كيف يوجِّهُ أهلُ السُّنَّة الحديثَ الَّذي في الصحيحِ: (أوَّلُ ما خلقَ اللهُ القلمَ) الَّذي يدلُّ بظاهرِهِ على أنَّ الخلقَ لهُ بدايةٌ ممَّا ينافي القولَ بدوامِ فاعليَّةِ الربِّ في الأزل ؟ الجواب: لا لا ما يقولون دوام فاعليّة، الله لم يزل فعّالاً لما يريد، لكن مسألة القلم في بعض أهل السُّنَّة مِن المتأخِّرين أو غيرهم مَن يجزم بأنّه أوّل المخلوقات، طيّب أوّل المخلوقات جاءَ في الحديثِ (أوّل ما خلق الله القلم) قال له "اكتبْ" وكان عرشُه على الماء. في الحديث: (قدَّرَ اللهُ مقاديرَ الخلقِ قبل خلق السماوات والأرض) ، فهذه مسألة تتعلّق برواية هذا الحديث، بعضهم يرويه برفع "الأوّل والقلم": (أوّلُ ما خلقَ اللهُ القلمُ) ، هذه رواية، هذه يتمسّكُ بها مَن يقول بأنّ القلمَ هو أوّلُ المخلوقاتِ. ثمّ على هذه الرواية يجيبُ المخالفون بأنّ هذا إخبارٌ عن أوّل ما خلق الله مِن هذا العالم، لا أنّه أوّلُ ما خلقَ الله مطلقًا، وأن الله قبلَ خلق القلم كان مُعطَّلاً طوال الأزل، يعني الأزل ما معناه؟ المدى البعيد الَّذي لا نهاية له، يعني منذُ خلقَ اللهُ السمواتِ والأرضَ إلى اليوم ما نسبته إلى الأزل؟ ليس بشيء، لأنّ ما يتناهى إذا نسبته لما لا يتناهى: فإنّه لا يساوي شيئًا.
3- إغاثة اللهفان 2 / 130. ففي صحيحة زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ( إنّ الله عزّ وجلّ إذا أراد أن يخلق النطفة التي هي ممّا أخذ عليها الميثاق في صلب آدم ، أو ما يبدو له فيه) إلى أن قال: ( فتردد فيه أربعين صباحاً ، ثمّ تصير علقة أربعين يوماً ، ثمّ تصير مضغة أربعين يوماً ، ثمّ تصير لحماً تجري فيه عروق مشتبكة. ثمّ يبعث الله ملكين خلاقين يخلقان في الأرحام ما يشاء الله ، يقتحمان في بطن المرأة من فم المرأة فيصلان إلى الرحم ، وفيها الروح القديمة المنقولة في أصلاب الرجال وأرحام النساء ، فينفخان فيهما روح الحياة والبقاء ، ويشقّان له السمع والبصر ، وجميع الجوارح ، وجميع ما في البطن بإذن الله. اول ما خلق الله القلم فخذ بالاسباب فكل شئ مكتوب خطبة للعريفي♤♡♧♧♡♤ - YouTube. ثمّ يوحي الله إلى الملكين: اكتبا عليه قضائي وقدري ونافذ أمري ، واشترطا لي البداء فيما تكتبان ، فيقولان: يا ربّ ، ما نكتب ؟ قال: فيوحي الله عزّ وجلّ إليهما: ارفعا رؤوسكما إلى رأس أُمّه ، فيرفعان رؤوسهما ، فإذا اللوح يقرع جبهة أُمّه ، فينظران فيه فيجدان في اللوح صورته ورؤيته ، وأجله وميثاقه ، شقياً أو سعيداً ، وجميع شأنه... ) (1). على أنّ ما حكته الصحيحة من أطوار خلقته خارج عن إدراك عقولنا ، والوصول إلى ذلك بأذهاننا القاصرة ، فما علينا إلاّ التسليم ، فسبحان الله وبحمده.