نلاحظ في هذه الآونة التي نعيش فيها كثيرًا من الناس يُكثِرون اللعن والسب للمسلمين، فبعضهم يسب ويلعن لما يحمله من حقدٍ وغلٍ دفين، ومنهم من يلعن أو يسب لأن هذه هي الأخلاق التي تربى عليها.. نلاحظ في هذه الآونة التي نعيش فيها كثيرًا من الناس يُكثِرون اللعن والسب للمسلمين: فبعضهم يسب ويلعن لما يحمله من حقدٍ وغلٍ دفين، ومنهم من يلعن أو يسب لأن هذه هي الأخلاق التي تربى عليها، والصنف الآخر يسب ويلعن في بعض المسلمين لأنهم لا يوافقون عقيدته أو مذهبه أو هواه وهذا أخطرهم لأنه يعتقد جواز ذلك! بل يعتقد أنه يتقرَّب إلى الله بذلك ويرجو الأجر والثواب عندما يلعن أحد المسلمين! ونسوا أو تناسوا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: « ليس المؤمنُ بالطَّعَّانِ ولا باللَّعَّانِ. ولا بالفاحشِ ولا بالبذيءِ » (السلسلة الصحيحة، وقال عنه الإمام الألباني: "صحيح على شرط الشيخين"). هل السب يبطل الصيام - موقع محتويات. وغاب عن ذهنهم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لَمْ يَكُنِ سَبَّابًا، وَلَا فَحَّاشًا، وَلَا لَعَّانًا كَانَ يَقُولُ لِأَحَدِنَا عِنْدَ الْمَعْتِبَةِ: «مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ » (أخرجه البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِي اللَّه عَنْه). ومعنى هذه الكلمة: « مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ »: قال الحافظ ابن حجر في بيان معناها: "قوله: « مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ » -قال الخطابي: يحتمل أن يكون المعنى خرَّ لوجهه فأصاب التراب جبينه.
رواه الترمذي. وقال صلى الله عليه وسلم: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر"، متفق عليه. فيحرم على المسلم التكلم بكلام يؤذي المسلمين ويكون فيه الشتم والسباب، حسب ما ورد في السنة النبوية الشريفة ولقوله تعالى في سورة الأحزاب آية 58: " وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ". ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش. [4] معنى الطعان واللعان والفاحش البذيء إن كلمات الطعان واللعان والفاحش البذيء قد وردت في الحديث الشريف الذي تم شرحه سابقاً في هذا المقال شرحاً وافياً، ولكن الآن سنسلط الضوء على معاني لغوية لهذه الكلمات ومعانيها كالتالي: معنى كلمة "الطعان" وهو الشخص الذي يتصف بكثرة السب والعيب للناس. معنى كلمة "اللعان" وهو الشخص الذي يلعن الناس، واللعان هي صفة مبالغة والمقصود هنا بأنه الشخص كثير اللعن. معنى كلمة "الفاحش" وهو الشخص الذي يأتي السيء في القول أو في الفعل. معنى كلمة "البذيء" وهي من البذاءة أي الكلام القبيح وبذاءة اللسان، بالإضافة إلى السفه والفحش حتى لو كان صادقاً. معنى "ليس المؤمن" أي الكامل في الإيمان. وإن الفوائد التي نجنيها من هذا الحديث الشريف هي كالتالي: إن الميزان الحقيقي هو الذي يزن أعمال العبد يوم القيامة.
وكيف بمَن يسبون أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم! والرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: « لا تَسُبُّوا أصْحَابِي، فلَوْ أنَّ أَحَدَكُمْ أنْفَقَ مِثْلَ أحدٍ ذهبًا، ما بَلَغَ مُدَّ أحدِهم ولا نَصِيفَهُ » (رواه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضى الله عنه). وكيف بمَن يسبون آبائهم وأمهاتهم! والرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: « إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ»، قيل يا رسول الله: كيف يلعن الرجل والديه؟ قال: «يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ » (رواه البخاري ومسلم، من حديث ابن عمر رضى الله عنهما). وهناك أمور كثيرة نحن مَنهيون عن سبها منها: سب الدهر: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « قال اللهُ تعالَى: يُؤذيني ابنُ آدمَ، يسبُّ الدَّهرَ وأنا الدَّهرُ، بيدي الأمرُ، أُقَلِّبُ الَّليلَ والنَّهارَ » (متفقٌ عليه، واللفظ للبخاري). حديث.. ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء || تعليم للاطفال - YouTube. سب الأموات: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « لا تَسُبُّوا الأمواتَ؛ فإنهم قد أَفَضَوْا إلى ما قَدَّموا » (رواه البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها). وقال أيضًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « لا تَسُبُّوا الأمواتَ فتُؤْذُوا الأحياءَ » (صحيح الترمذي، ومسند أحمد من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه).
قلت: يا رسول الله، قلت الذي قلت ثم ألنت له الكلام. قال: أي عائشة، إنَّ شرَّ الناس من تركه الناس- أو ودعه- الناس اتقاء فحشه)) [6803] رواه البخاري (6054). (قال الخطابي: جمع هذا الحديث علمًا وأدبًا، وليس في قول النَّبي صلى الله عليه وسلم في أمته بالأمور التي يسميهم بها، ويضيفها إليهم من المكروه غِيبة، وإنَّما يكون ذلك من بعضهم في بعض، بل الواجب عليه أن يبين ذلك، ويفصح به، ويعرف النَّاس أمره، فإنَّ ذلك من باب النصيحة، والشفقة على الأمة، ولكنه لما جبل عليه من الكرم، وأعطيه من حسن الخلق، أظهر له البشاشة، ولم يجبهه بالمكروه؛ لتقتدي به أمته في اتقاء شرِّ مَن هذا سبيله وفي مداراته؛ ليسلموا من شرِّه وغائلته) [6804] ((فتح الباري)) لابن حجر (10/454). (والفحش، والبذاء، مذموم كله، وليس من أخلاق المؤمنين. وقد روى مالك عن يحيى بن سعيد أن عيسى بن مريم لقي خنزيرًا في طريق فقال له: انفذ بسلام. فقيل له: تقول هذا لخنزير؟ فقال عيسى ابن مريم: إني أخاف أن أعود لساني المنطق السوء. فينبغي لمن ألهمه الله رشده، أن يجنبه ويعود لسانه طيب القول، ويقتدي في ذلك بالأنبياء عليهم السلام، فهم الأسوة الحسنة. حديث ليس المؤمن بالطعان. وفى حديث عائشة أنه، لا غِيبة في الفاسق المعلن، وإن ذكر بقبيح أفعاله.
كيف بحال مَن أصبح اللعن في لسانه أكثر من السلام؟! بل بلغ الحال ببعضهم أن يخاطب ابنه بلعن مَن أنجبه، أي يلعن نفسه والعياذ بالله! فيا لها من حال مزرية وحال سيئة والعياذ بالله!! ولهذا ينبغي على المسلم وقد سمع هذه الأحاديث -ولها نظائر كثيرة- أن يتقي الله في نفسه، وأن يصون لسانه، وأن يحذر من مثل هذه الأوصاف، وأن يتقي الله -تبارك وتعالى-، وأن يتمهل، وأن يترفَّق، وأن يبتعد عن مثل هذه الأوصاف بأن يربأ بنفسه عنها، وأن يصون لسانه من الوقوع فيها؛ حفظًا لإيمانه، وتحقيقًا لتقواه لربه -جل وعلا-. وقد تقدّم معنا قول نبينا -عليه الصلاة والسلام-: " لَيْسَ المؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا اللَّعَّانِ وَلا الفَاحِشِ وَلا البَذِيءِ "؛ لأن ذلك مما يتنافى مع كمال الإيمان الواجب. ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان - ملتقى الخطباء. ألا فلنتق الله -عز وجل-، ولنحرص على صيانة ألسنتنا وحفظ منطقنا، فإن العبد يُسأل يوم القيامة عما يقول، وكلامه في جملة عمله الذي يحاسبه الله عليه يوم القيامة. وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا".
فانظر إلى حال ابن عمر -رضي الله عنه-، منذ سمع هذا الحديث لم يُسمع منه لعن قط إلا مرة واحدة، وقد جاء في بعض الروايات أنه لعن خادمًا له أغضبه فأعتقه فورًا بعد لعنه له، وجاء في بعض الروايات أنه ما أتم كلمة اللعنة، فلما نطق بكلمة اللعنة وقف قبل أن ينطق بالنون فلم يتمها وقال: "هذه كلمة ما أحب أن أقولها"، ثم أعتق خادمه -رضي الله عنه-. والمثال الآخر: لصحابيٍّ آخر وهو أبو جُرَيّ جابر بن سليم الهُجَيْمي -رضي الله عنه- قال: قلتُ: يا رسول الله: اعْهَدْ لِي. أي: أوصني وانصحني. قال: " لا تَسُبَّنَّ أَحَدًا "، قَالَ: فَمَا سَبَبْتُ بَعْدَهُ حُرًّا، وَلا عَبْدًا، وَلا بَعِيرًا، وَلا شَاةً. رواه أبو داود. ليس المومن بالطعان و لا. الله أكبر! ما أعظم هذا الانقياد! وما أجمل هذه الاستجابة! وما أعظم الالتزام الذي كانوا عليه! رضي الله عنهم وأرضاهم، وألحقنا وإياكم بهم وبالصالحين من عباده، وأعاذنا أجمعين من سيئات ومنكرات الأخلاق والأهواء والأدواء، إنه سميع الدعاء، وهو أهل الرجاء، وهو حسبنا ونعم الوكيل. الخطبة الثانية: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده -تبارك وتعالى- حمد الشاكرين، وأثني عليه ثناء الذاكرين، لا أحصي ثناءً عليه، هو كما أثنى على نفسه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله؛ صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
فمن كان يتصف بخصلة من خصال الكبر التي ذكرها الرسول عليه الصلاة والسلام وهي الطعن في المسلم بغير الحق ورد الحق بعد ظهوره فهو يدخل النار ولا يدخل الجنة أبداً. ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: "ولا الفاحش ولا البذيء"، وإن كلمتي الفاحش والبذيء هما بمعنى واحد ويقصد بهما بذاءة اللسان بالإضافة إلى الفحش في الكلام. فالمؤمن لا يجوز له أن يتصف بصفات قبيحة، فيجب أن يبتعد عن القدح والعيب بالإضافة إلى الوقوع في أعراض الناس، وليس من صفاته الشتم واللعن، ولا أن يطعن في الناس، ومن الممكن أن يكون الطعن بالنسب أو بالعرض أو بالشكل والهيئة، بل إن المؤمن ما يميزه هو قوة إيمانه بالإضافة إلى اتصافه بمكارم الأخلاق التي تزيده رفعة وسمو وتبعده عن كل ما هو قبيح. [1] وهناك حديث آخر عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مامن شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حُسن الخلق وإن الله يبغض الفاحش البذيء"، رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وشرح هذا الحديث يتجلى كالتالي: ففيه فضيلة حسن الخلق بالإضافة إلى كف الأذى وبذل الندى. ويتجلى فيه طلاقة الوجه وأنه هناك أعمال أعظم ثقالاً في ميزان العبد يوم القيامة كحسن الخلق، فعلى المؤمن أن يتصف بالخلق الحسن وأن يجتهد في ذلك.