﴿90﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ أولئك الأنبياء المذكورون هم الذين وفقهم الله تعالى لدينه الحق، فاتبع هداهم -أيها الرسول- واسلك سبيلهم. قل للمشركين: لا أطلب منكم على تبليغ الإسلام عوضًا من الدنيا، إنْ أجري إلا على الله، وما الإسلام إلا دعوة جميع الناس إلى الطريق المستقيم وتذكير لكم ولكل مَن كان مثلكم، ممن هو مقيم على باطل، لعلكم تتذكرون به ما ينفعكم. قوم يونس عليه السلام كامله. 37-سورة الصافات 139-148 ﴿139﴾ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ وإن عبدنا يونس اصطفيناه وجعلناه من المرسلين، إذ هرب من بلده غاضبًا على قومه، وركب سفينة مملوءة ركابًا وأمتعة. ﴿140﴾ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ وإن عبدنا يونس اصطفيناه وجعلناه من المرسلين، إذ هرب من بلده غاضبًا على قومه، وركب سفينة مملوءة ركابًا وأمتعة. ﴿141﴾ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ وأحاطت بها الأمواج العظيمة، فاقترع ركاب السفينة لتخفيف الحمولة خوف الغرق، فكان يونس من المغلوبين. ﴿142﴾ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ فأُلقي في البحر، فابتلعه الحوت، ويونس عليه السلام آتٍ بما يُلام عليه.
[٨] المراجع ^ أ ب وهبة الزحيلي، التفسير المنير ، صفحة 271. بتصرّف. ↑ ظاهر الدين بن عاشور، التحرير والتنوير ، صفحة 290. بتصرّف. ↑ محمد الشعراوي، تفسير الشعراوي ، صفحة 6213. بتصرّف. ^ أ ب أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام ، صفحة 255-256. بتصرّف. ↑ سورة يونس، آية:98 ↑ أبو المظفر السمعاني، تفسير السمعاني ، صفحة 405. يونس عليه السلام. بتصرّف. ↑ محمد الطبري، تفسير الطبري ، صفحة 207. بتصرّف. ^ أ ب جلال الدين السيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور ، صفحة 128. بتصرّف.
هل ارتكب يونس ذنبا بالمعنى الحقيقي للذنب ؟ وهل يذنب الأنبياء. الجواب أن الأنبياء معصومون.. غير أن هذه العصمة لا تعني أنهم لا يرتكبون أشياء هي عند الله أمور تستوجب العتاب. المسألة نسبية إذن. يقول العارفون بالله: إن حسنات الأبرار سيئات المقربين.. وهذا صحيح. فلننظر إلى فرار يونس من قريته الجاحدة المعاندة. لو صدر هذا التصرف من أي إنسان صالح غير يونس.. لكان ذلك منه حسنة يثاب عليها. فهو قد فر بدينه من قوم مجرمين. و لكن يونس نبي أرسله الله إليهم.. و المفروض أن يبلغ عن الله ولا يعبأ بنهاية التبليغ أو ينتظر نتائج الدعوة.. ليس عليه إلا البلاغ. خروجه من القرية إذن.. في ميزان الأنبياء.. قوم يونس عليه السلام ويكيبيديا. أمر يستوجب تعليم الله تعالى له وعقابه. إن الله يلقن يونس درسا في الدعوة إليه ، ليدعو النبي إلى الله فقط. هذه حدود مهمته وليس عليه أن يتجاوزها ببصره أو قلبه ثم يحزن لأن قومه لا يؤمنون. ولقد خرج يونس بغير إذن فانظر ماذا وقع لقومه. لقد آمنوا به بعد خروجه.. ولو أنه مكث فيهم لأدرك ذلك وعرفه واطمأن قلبه وذهب غضبه.. غير أنه كان متسرعًا.. وليس تسرعه هذا سوى فيض في رغبته أن يؤمن الناس، وإنما اندفع إلى الخروج كراهية لهم لعدم إيمانهم.. فعاقبه الله وعلمه.