باب قول الله تعالى عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا و إن الله عنده علم الساعة و أنزله بعلمه وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه إليه يرد علم الساعة قال يحيى الظاهر على كل شيء علما والباطن على كل شيء علما 6944 حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثني عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله لا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله ولا يعلم ما في غد إلا الله ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله
توكلوا على الله وثقوا به; فإنه يكفي ممن سواه. فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا يعني ملائكة يحفظونه عن أن يقرب منه شيطان; فيحفظ الوحي من استراق الشياطين والإلقاء إلى الكهنة. قال الضحاك: ما بعث الله نبيا إلا ومعه ملائكة يحرسونه من الشياطين عن أن يتشبهوا بصورة الملك ، فإذا جاءه شيطان في صورة الملك قالوا: هذا شيطان فاحذره. وإن جاءه الملك قالوا: هذا رسول ربك. وقال ابن عباس وابن زيد: رصدا أي حفظة يحفظون النبي - صلى الله عليه وسلم - من أمامه وورائه من الجن والشياطين. قال قتادة وسعيد بن المسيب: هم أربعة من الملائكة حفظة. عالم الغيب والشهادة فلا يظهر على غيبه أَحَدًا. وقال الفراء: المراد جبريل كان إذا نزل بالرسالة نزلت معه ملائكة يحفظونه من أن تستمع الجن الوحي ، فيلقوه إلى كهنتهم ، فيسبقوا الرسول. وقال السدي: رصدا أي حفظة يحفظون الوحي ، فما جاء من عند الله قالوا: إنه من عند الله ، وما ألقاه الشيطان قالوا: إنه من الشيطان. و ( رصدا) نصب على المفعول. وفي الصحاح: والرصد القوم يرصدون كالحرس ، يستوي فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث وربما قالوا أرصادا. والراصد للشيء الراقب له; يقال: رصده يرصده رصدا ورصدا. والترصد الترقب والمرصد موضع الرصد.
و له شواهد أخرى من حديث أبي هريرة عند الدارقطني ( ص 529) و الحاكم ( 1 / 93) و الخطيب في " الفقيه و المتفقه " ( 56 / 1). و ابن عباس عند الحاكم و صححه, و وافقه الذهبي. و عمرو بن عوف عند ابن عبد البر في " جامع بيان العلم " ( 2 / 24, 110), و هي و إن كانت مفرداتها لا تخلو من ضعف, فبعضها يقوي بعضا, و خيرها حديث ابن عباس. ثم وجدت له شاهدا قويا من حديث علي مرفوعا به. أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار ( 2 / 307) من طريق أبي عامر العقدي: حدثنا يزيد بن كثير عن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي مرفوعا بلفظ: "... القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الجن - الآية 26. كتاب الله بأيديكم, و أهل بيتي ". و رجاله ثقات غير يزيد بن كثير فلم أعرفه, و غالب الظن أنه محرف على الطابع أو الناسخ. و الله أعلم. ثم خطر في البال أنه لعله انقلب على أحدهم, و أن الصواب كثير بن زيد, ثم تأكدت من ذلك بعد أن رجعت إلى كتب الرجال, فوجدتهم ذكروه في شيوخ عامر العقدي, و في الرواة عن محمد بن عمر بن علي, فالحمد لله على توفيقه. ثم ازددت تأكدا حين رأيته على الصواب عند ابن أبي عاصم ( 1558). و شاهد آخر يرويه شريك عن الركين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت مرفوعا به. أخرجه أحمد ( 5 / 181 - 189) و ابن أبي عاصم ( 1548 - 1549) و الطبراني في " الكبير " ( 4921 - 4923).
اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قيس الأنصاري وأما موضوع رواية الأنوار النعمانية فهي خارج الموضوع لأنها تتكلمُ عن الولاية التكوينيّة, كالتي كانت للنبي صلى الله عليه وآله بشق القمر وغيرها مما ذكر القرآن الكريم, وله موضوعٌ آخر, فأعتذرُ عن الأجابةِ عليها.
المفيد ينكر على من يقول أن الأئمة يعلمون الغيب استقلالا بنفسهم من غير أن يطلعهم الله عليه، لذا قال هذا لا يكون إلا لله.