وبعد عدة أيام، احتجت مجموعة من ثمانية رجال ونساء روس على الغزو في الساحة الحمراء في موسكو. وبمباركة رئيس الوزراء السوفييتي أليكسي كوسيغين، سحق جهاز الاستخبارات السوفييتي (كي جي بي) الاحتجاج، وضرب واحتجز المتظاهرين، تماما كما تم إخضاع الاحتجاجات الأخيرة ضد الحرب الأوكرانية من قبل الوكالة التي خلفت الكي جي بي، جهاز الأمن الفيدرالي، وشرطة موسكو. الشرطة الروسية تعتقل رجلا يحمل لافتة كتب عليها "لا للحرب. على بوتين أن يستقيل"/ أ ف ب وتم إرسال متظاهري الساحة الحمراء وقتها إما إلى مستشفيات الأمراض النفسية أو إلى المنفى. وتقول الصحيفة إن خنق بوتين لانتقادات غزوه لـ أوكرانيا يذكر بمعظم "تكتيكات الكي جي بي في السبعينات وأوائل الثمانينات، عندما انضم بوتين إلى المنظمة. في الأوقات الأخرى نادرا ما قتل KGB المنشقين السوفييت، مفضلا اعتقالهم، أو إرسالهم إلى معسكرات العمل أو المنفى السيبيري، أو إجبارهم على مغادرة البلاد". وتم توسيع استخدام المخبرين والإدانات المجهولة في عهد خليفة بريجنيف، يوري أندروبوف، بالإضافة إلى قمع المعارضة السياسية، استخدم أندروبوف أيضا هذه الأدوات كجزء من حملته للقانون والنظام لمكافحة السكر العام وجرائم الشوارع وغيرها من الأفعال "المعادية للمجتمع" مثل الغياب عن العمل.
تحوّل العدد من نصف المليون إلى 11000. بينما انخفض، كذلك، عدد السّجناء بنسبة 60٪ من 2. 5 مليون إلى أقل من مليون. أما عدد المرحلين، فقد تحوّل من 2. 7 مليون إلى 200 ألف واختفت المادة 58، التي اعتبرت أساس القمع السياسي، من القانون الجنائي الجديد المعتمد في عام 1958. تمتّ وقتذاك إعادة هيكلة وزارة الداخلية وأمن الدولة في العمق. أصبح جهاز الاستخبارات يحملُ تسمية "لجنة أمن الدولة"، الكي جي بي، والذي سيوضَع حصرياً تحت السّلطة المباشرة لأعلى هيئة في الحِزب الشيوعي. من الواضح أن الحدود بين الشّرطة العادية والشرطة السياسية لأمن الدولة، كانت مليئة بالثغرات في بنية الاتحاد السوفياتي، ما أدى إلى هذه الأعداد المهولة من الاعتقالات والنفي والترحيل في عهد ستالين. تشيرُ الوثائق أنّ الإعدَام تمّ بإطلاق النّار على 25700 من مُلاّك الأراضي والمصانع وضباط الشرطة وغيرهم من ممثلي البرجوازية. والذين كانوا معتقلين في معسكرات NKVD خلال خريف عام 1939 بعد احتلال الجيش الأحمر للجزء الشرقي من بولندا. فحتى أوائل الأربعينيات من القرن الماضي، بات أمن الدّولة وزارة محددة: MGB وزارة أمن الدولة، وهي مختلفة تماماً عن وزارة الداخلية.
هؤلاء "البؤساء"، ضحايا عنف البوليس السياسي السوفياتي، والذين ينتمون في الغالب إلى فقراء الريف والمدن، ليسوا منحرفين بالضرورة عن القَانون العام، بل هم ضحايا للقمع السياسي الذي يعاقب أدنى تمرد اجتماعي، أدنى جريمة تُرتكب في غمار المِحنة… رأينا في الجزء الأول من هذا الملف، ظروف إنشاء جهاز الكي جي بي وتطوره، وكذلك لجوءه إلى صناعة السموم لخلق التّكافؤ من حيث الأسلحة مع القطب الرأسمالي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية. في هذا الجزء الثاني، نقدّم لمحة عن العنف الذي اتسمت به سياسات البوليس السياسي، تجاه المواطنين والقوميات والإثنيات. …في فترة ما، غدَا جهاز المخابرات السوفياتية متحمساً بشكل غريب ومريبٍ في ملاحقته للأعداء، ومضايقة واعتقال، وأحيانًا نَفي وتهجير المُدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء المسيحيين واليهود. فضلاً عن المثقفين الذين تم الحكم عليهم بأنهم غير موالين للنظام. كما حدث للحائزين على جائزة نوبل، وهما ألكسندر سولجينتسين وأندري ساخاروف. حملاتُ الترحيل القسري تخلص الكثير من الأبحاث، أنّ جهاز الأمن NKVD لم يكن مختصّا في الحالات الفردية التي تعارض المد الشيوعي أيديولوجياً فحسب، بل كان يدير، أيضًا، عمليات الترحيل الجماعي للمجموعات الاجتماعية أو العرقية أو القومية التي يُحكم عليها، في لحظة مُعينة، بأنها مشتبه بها أو "عدوّة" للنظام السوفياتي.
لكنّه يشدّد على أنّه "كان على الدبلوماسيين السوفييت أن يعملوا مع الكي بي جي، ولم يكن أمامهم من مفر". يوضح أنّه "في النهاية في ذلك الوقت كان لجهاز الكي جي بي دوره في توفير الحماية والدفاع للقيادة السوفييتية". ويوضح أنّ "قيادة الحزب الشيوعي كانت في المقدّمة يليها في المرتبة الثانية جهاز الكي بي جي من حيث الأهمية والنفوذ"، وما عدا ذلك "كل شيء كان تحت سيطرة الكي جي بي".
ال كي جي بي - الملفات الحمراء - الجزء الأول - YouTube
لكن الممارسات الحالية لأجهزة الأمن الروسية بحق المعارضين والناشطين تذكر بالتأكيد بالحقبة السوفيتية المروعة، حيث يستخدم نظام بوتين أساليب قاسية في التعامل مع كل من ينتقد سياساته. ويقول ناثانز لصحيفة واشنطن بوست إن الباحثين في روسيا يرون أوجه تشابه مقلقة بين حملة القمع ضد المعارضة في روسيا خلال الحرب الأوكرانية وسوابقها خلال أكثر الفترات المشحونة في تاريخ الاتحاد السوفيتي الممتد لسبعة عقود. القوات الروسية تستخدم القوة في قمع المتظاهرين والمعارضين/ رويترز وتنقل الصحيفة عن، مارفن كالب، المؤرخ المتخصص في روسيا، قوله "إحساسي هو أن الحملة الحالية هي من بين الأسوأ في التاريخ الروسي" ، كما يقول، مارفن كالب، الذي كان رئيس مكتب CBS في موسكو وهو مؤلف كتاب "Assignment Russia". ليس فقط الاعتداء الجسدي، ولكن أيضا السلطة الكاملة للدولة للتهديد بفقدان الوظائف وسجن الناس بتهم ملفقة". في أغسطس 1968، في أوضح صورة مماثلة للوضع الحالي، أرسلت موسكو نصف مليون جندي من حلف وارسو لغزو الجمهورية الاشتراكية التشيكوسلوفاكية، وهي دولة تابعة للاتحاد السوفيتي، لسحق ربيع براغ، حركة التحرير التي يرأسها ألكسندر دوبتشيك، السكرتير الأول ذو العقلية الإصلاحية في البلاد.
[4] قدم التعازي فيه الرئيس فلاديمير بوتين ، ووصف رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف رحيله بأنه "فقدان هائل لا يمكن التعويض عنه بالنسبة لبلادنا كلها". [5] أقيمت مراسم تشييعه في المجمع العسكري الفيدرالي بضواحي موسكو وحضر التشييع الرئيس بوتين ووزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الديوان الرئاسي سيرغي إيفانوف. [6] في عام 2020 ؛ صدر فيلم يحكي حياة ميخائيل كلاشنيكوف بعنوان " كلاشنكوف " من إخراج كونستانتين بوسلوف وبطولة يوري بوريسوف في دور ميخائيل كلاشنيكوف. المراجع [ عدل]