الترقيق لغة واصطلاحًا: الترقيق لغة عكس التفخيم ومعناه في اللغة التخفيف، ويعرَّف اصطلاحًا على أنَّه تغيير يقوم به القارئ على صوت الحرف المقروء فجعله خفيفًا لا يملأ صداه الفم. حروف التفخيم والترقيق في بداية الحديث عن حروف التفخيم والترقيق لا بدَ من الإشارة إلى أنَّ حروف اللغة العربية تُقسم إلى حروف استعلاء وحروف استفال، وحروف الاستعلاء في اللغة العربية كلُّها مفخمة ولا يأتي أي حرف منهما مرققًا أبدًا، وقد جمعها الإمام ابن الجزري في قصيدته الشهيرة في جملة: "خص ضغط قظ"، وحروف الاستفال وهي باقي حروف اللغة العربية سوى السبعة سالفة الذكر، وباقي الحروف تأتي مرققة دائمًا باستثناء الألف واللام والراء فهي مرققة ولكنها تأتي في حالات معينة مفخمة، وفيما يأتي تفصيل في حروف التفخيم والترقيق في علم التجويد:
الثانية: أن تكون مكسورة كسرا عارضا وأن تقع في طرف الكلمة نحو: (واذكرِ اسْم) وكسرت هنا كسرا عارضا لأنها صلا ساكنة ووقعت قبل ساكن وهو السين ويجب أن نذكر ونقول أن بين الراء والسين همزة وصل وهمزة الوصل تسقط في الوصل فكسرت للتخلص من التقاء الساكنين وحكمها الترقيق وصلا وفي الوقف إذا كان ما قبلها مكسور أو ياء مدية رققت وإذا كان ما قبلها واو مدية أو ألف مدية أو فتح أو ضم فخمت كما ذكرنا. أما في هذا المثال فحكمها الترقيق وصلا والتفخيم وقفا. الثالثة: أن أن تكون ساكنة بعد كسر صلي سواء وقعت في وسط الكلمة أو في طرفها بشرط ألا يقع بعدها أي حرف من أحرف الاستعلاء نحو (مِرْية) وحكمها الترقيق وصلا ووقفا. حروف التفخيم والترقيق في أحكام التجويد. الرابعة: أن تكون ساكنة بعد كسر صلي ووقع بعدها حرف استعلاء ولكنه منفصل عنها نحو (فصبِـرْ صبرا) وحكمها الترقيق وصلا ووقفا. الخامسة: أن تكون ساكنة – سكون عارض للوقف عليها – متطرفة بعد ياء مدية نحو (قدير) وحكمها الترقيق وقفا أما إذا كان صلها مضموم أو مفتوح في الوصل فتفخم أما ذا كانت مكسورة في الوصل فترقق. الحالة الثانية من أحوال الراء: (التفخيم) تكون الراء مفخمة في سبعة مواضع وهي: الأولى: أن تكون مفتوحة وأن تقع في بداية الكلمة أو في وسطها أو في طرفها نحو (تبارَك)وحكمها في هذا المثال التفخيم وصلا ووقفا, أما إذا وقعت في طرف الكلمة ووُقِفَ عليها نحو (إذا أسفرَ) فحكمها التفخيم وصلا وفي الوقف كما ذكرنا إن كان ما قبلها مفتوح أو مضموم أو واو مدية أو ألف مدية فتفخم أما غير ذلك فترقق كما ذكرنا ولا ننسى أنه إذا كان ما قبلها ساكن ننظر للحرف الذي قبل الذي قبلها ونرى هل تفخم الراء أم ترقق.
التفخيم لغة: التسمين. واصطلاحًا: عبارة عن سمن يدخل على صوت الحرف حتى يمتلئ الفم بصداه، والتفخيم والتسمين والتغليظ بمعنى واحد، لكن المستعمل في اللام التغليظ، وفي الراء التفخيم. ويقابل الترقيق، وهو لغة: التخفيف. عبارة عن نحول يدخل على صوت الحرف فلا يمتلئ الفم بصداه. ثم اعلم أن الحروف الهجائيَّة على قسمين: حروف استعلاء، وحروف استفال؛ فحروف الاستعلاء كلها مفخمة لا يُستثنَى منها شيء، سواء جاورت مستفلاً أم لا، وهي سبعة جُمِعت في قول الإمام ابن الجزري: " خص ضغط قظ ". وتختص حروف الإطباق، وهي: الصاد والضاد، والطاء والظاء، بتفخيم أقوى؛ نحو: " طال - وصابرين - والظالمين - وضالين "، وقد أشار إلى ذلك الإمام ابن الجزري بقوله: وحرفَ الاستعلاءِ فخِمِّ واخصُصَا لِاطباقَ أقوى نحوَ قال والعَصَا إلا أن التفخيم فيها ليس في مرتبة واحدة، بل يتفاوت، وذلك حسب ما يتصف به الحرف من الصفات القوية والضعيفة، ومراتبُ التفخيم خمسة: أعلاها المفتوح وبعده ألف؛ نحو: " طائعين ". ثم المفتوح وليس بعده ألف؛ نحو: " صدق ". ثم المضموم؛ نحو: " فضُرب ". ثم الساكن؛ نحو: " فاقْضِ ". ثم المكسور؛ نحو: " خِيانة ". • وأما حروف الاستفال، فكلها مرقَّقة، لا يجوز تفخيم شيء منها، إلا اللام والراء في بعض أحوالها، وقد أشار إلى ذلك الإمام ابن الجزري بقوله: فرقِّقَنْ مُستفِلاً من أحرفِ وحاذِرنْ تفخيمَ لفظ الألفِ فاللام تُفخَّم في لفظ الجلالة إن سبقها الفتح أو الضم؛ نحو: " تالله - يعلمُ الل ه".